تم اختطاف القائد عبدالله أوجلان في 15 شباط 1999 في العاصمة الكينية نيروبي من قبل القوى الفاشية وتسليمه لتركيا، حيث يتم أسر القائد عبدالله أوجلان منذ 25 عاماً في إمرالي في ظل نظام تعذيب وإبادة.
كينيا مقر المؤامرة الدولية على القائد أوجلان
كانت العاصمة الكينية نيروبي موقع الترتيبات الأخيرة لعملية خطف القائد عبد الله أوجلان من بيت السفير اليوناني وإلى مطار جومو كينياتا حيث تمت عملية الخطف إلى تركيا، ولعب الأمن الكيني والاستخبارات الكينية دورا كبيرا في التنسيق التام مع الأطراف الأخرى في المؤامرة.
يقول أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الإشتراكي المصري في كتابه "أوجلان الزعيم والقضية" الصادر عن دار نفرتيتي، أن أوجلان هبط على أرض مطار جومو كينياتا الدولي في نيروبي العاصمة الكينية، في الحادية عشرة والنصف مساءً، مستخدما هو ومراقبون اسماء مستعارة قادمين من مطار ميلانو الايطالي وقد استقبلهم في مطار جومو كينياتا السفير اليوناني جورج كوستر لاس ورافقهم الى منزله، حيث مكثوا في حمايته لمدة 12 يوما قبل تسليمه إلى تركيا.
وأضاف، أنه اعلنت اجهزة المخابرات التركية نجاحها التاريخي في انجاز عملية اختطاف الزعيم عبد الله أوجلان بعد عملية سرية استمرت 12 يوما ويتحقق بذلك هدف سعت إليه على مدى 14 عاماً هي عمر الحرب التي خاضها أوجلان وحزبه ضد الجيش التركي وقوى الأمن التركية، واتهم متحدثون باسم حزب العمال الكردستاني جهاز المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز الموساد الإسرائيلي بالضلوع في مؤامرة اختطاف الزعيم عبد الله أوجلان التي تمت في كينيا، بعد استدراجه إلى أهم مراكز نشاط الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية في أفريقيا والعالم.
وأشار الأمين العام للحزب الإشتراكي المصري، أنه تبادلت كل من كينيا واليونان الاتهامات بينما أعلن اليونانيون أنهم سلموه إلى السلطات الكينية التي تصرفت وسلمته للأتراك. ردت الحكومة الكينية أن عملية إعتقاله تمت بينما كان اليونانيون يصحبونه متوجهاً إلى المطار في طريقه للمغادرة إلى هولندا، لكن نيروبي لم تنف أنها طلبت من السفير اليوناني ترحيل الضيف غير المرغوب فيه.
العلاقات الأمنية مع إسرائيل
لابد لفهم الدور الكيني في المؤامرة الدولية لخطف وأسر القائد عبد الله أوجلان في إطار العلاقات التي تجمع نيروبي بكل من واشنطن وتل أبيب المنفذين الحقيقيين للمؤامرة الدولية، خاصة تل أبيب التي أشرف جهازها الاستخباراتي "الموساد" بشكل مباشر على سير الفصل الأخير من خطف القائد أوجلان من كينيا حتى وصوله لتركيا.
يقول دكتور محمود فطافطه، أستاذ العلاقات الدولية، ومؤسس باحثين بلا حدود في دراسة بعنوان "إسرائيل وأفريقيا، مسارات العلاقة، واستراتيجية المواجهة"، والمنشورة في دورية قضايا إسرائيلية العدد 73، إنه ارتبطت كينيا بأهم دول المؤامرة المنعقدة على القائد عبد الله أوجلان وهي إسرائيل، حيث شهدت حقبة منتصف الثمانينات ومطلع التسعينات استعادة تل أبيب علاقاتها مع إثيوبيا وأفريقيا الوسطى وغينيا وكينيا.
وأضاف، أنه على الرغم من تواضع أعداد الجاليات اليهودية في كينيا، إلا أن وضعها الاقتصادي اتسم بالقوة والتأثير، واعتبرت إسرائيل علاقتها مع كينيا اختراقا للحزام الجنوبي للأمن القومي العربي في مناطق التماس العربية الأفريقية، كما مارست بعض العوامل النابعة من تطور النظام الدولي تأثير ملموس على العلاقات الإسرائيلية الكينية، ففي زمن الحرب الباردة كانت الدول الموالية للغرب، ولا سيما الولايات المتحدة مثل كينيا حافظت على علاقات وثيقة مع إسرائيل، وفي كانون الأوّل 1963قامت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بزيارة كينيا وحضور احتفالات استقلالها.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، أن تل أبيب أعادت علاقتها مع كينيا عام 1988، وشهدت العلاقات الثنائية تعاوناً عسكرياً في مواجهة العمليات الإرهابية، حيث قامت إسرائيل بتوفير التدريب المباشر للعسكريين وقوات الشرطة في عدد من الدول الإفريقية ومنها كينيا، وهي العلاقة التي قادت للتنسيق في المؤامرة الدولية لخطف أوجلان.
وأوضح فطافطه أنه استمرت تلك العلاقات حتى بعد المؤامرة الدولية لاختطاف أوجلان، حيث كانت كينيا إحدى الدول الأربعة التي زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال عام 2016، والتي زارها مرة أخرى في تشرين الثاني عام 2017 للمشاركة في مراسم أداء القسم الخاصة بالرئيس كينياتا بعد فوزه في الانتخابات.
تنفيذ الخطوات الأخيرة لخطف أوجلان
تجهزت الساحة بعد 12 يوم من وصول القائد أوجلان إلى كينيا لتدبير عملية خطفه، وهنا نذكر الدور الكيني في الترتيبات الأخيرة لنسج عملية الاختطاف.
ويقول طه علي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، إن دخول كينيا كمحطة أخيرة لخطف القائد عبد الله أوجلان، جاءت بواسطة الموساد الإسرائيلي أثناء مشاركته السلطات الكينية في التحقيقات في الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في نيروبي في آب 1998، فأبلغت تل أبيب المخابرات الأمريكية الجانب التركي بوجود أوجلان في كينيا، وبعد ضغط من الجانب الأمريكي تم رصده وتعقبه حتى تمكن فريق تابع للاستخبارات التركية من القبض عليه وعاد به الى تركيا.
وأضاف، أن الدور الأمريكي كان داعم لتنفيذ المؤامرة، وفق ما قاله أحد مستشاري الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بأن القبض عليه واعتقاله إنما تم بأمر خاص من الرئيس كلينتون وإغلاق المطارات الأوروبية أمام الطائرة التي كانت تقله والملاحقة الاسرائيلية المشددة له من موسكو وحتى كينيا والكثير من الممارسات المطبقة بحقه في سجن امرالي.
مركز للمؤامرات من أوجلان إلى السودان
واستمرت نيروبي كمركز للمؤامرات الدولية المرتبطة بالمصالح الغربية والتي كان آخرها المؤامرة ضد السودان، ودعم قوات الدعم السريع والتدخل في الحرب السودانية.
يقول خليل حسن الضو، المتحدث باسم المقاومة الشعبية المسلحة في السودان، أن الرئيس الكيني وليام روتو تربطه علاقة قوية جداً بـ حميدتي والمليشيا لديها استثمارات كبيرة جداً في كينيا، بل يستقبل قادة مليشيا الدعم السريع و كانهم مسؤولين حكوميين.
وأضاف، أن كينيا تشترك في المؤامرة على السودان بشكل واضح جداً، وذلك يتضح من عدة أشياء ومنها دعم المليشيا وتضغط على الاتحاد الأفريقي لدعم قوات الدعم السريع، بل وتقوم كينيا حتى هذه اللحظة تساوي بين المليشيا والجيش السوداني وهذا الأمر مرفوض تماماً وغير مقبول.
وأشار الضو، إلى أنه لن تستطيع أي دولة أن تقسم السودان إذا كانت نيروبي او غيرها من الدول، ولكن مساعدتهم للدعم السريع و احتضان الجناح السياسي لهم قوى الحرية والتغيير يطيل أمد الحرب.
التنديد بالمؤامرة في مكان وقوعها
وبعد مرور 25 عام على المؤامرة الدولية عقدت الرابطة الاشتراكية الثورية ندوة حول الحرية الجسدية لعبد الله أوجلان في مدينة كابول بكينيا، في الذكرى السنوية، في مركز العدالة المجتمعية في كايولي، وذلك بمشاركة عدد من المنظمات الكينية مثل Africans Rising، ومركز Koro Gocho للسلام والعدالة، وحركة العدالة البيئية، ومركز العدالة المجتمعية Kayole، والرابطة الاشتراكية الثورية، وشبكة Njiru النسوية، ومركز MAU MAU road haki، ومركز Mature Community Justice Centre، ومكتبة Ukombozi، ومركز العدالة المجتمعية Olepolos، وWomen in Justice ، قريبا من مكان تنفيذ المؤامرة.