جاء ذلك خلال لقاء أجرته فضائيّة Stêrk TV مع قريلان، سيتمّ بثّه مساء اليوم، تحدّث فيه عن الأحداث المتسارعة التي يشهدها إقليم جنوب كردستان وعن تحرّكات قوّات الحزب الديمقراطي الكردستاني في مناطق كارى، حفتانين ومتنيا.
وأوضح قرايلان أنّ التحرّكات الأخيرة التي تقوم بها قوّات الحزب الديمقراطي الكردستاني تأتي في إطار "استعدادات للقتال" مضيفاً "لو لم نمتلك المعلومات المثبتة عن تلك التحرّكات لما أدلينا بهذه التصريحات، لأنّنا دوماً ننظر للوضع بإيجابيّة ونظهر تفاؤلنا، لكنّنا حصلنا على معلومات تؤكّد نيّة الحزب على القتال. ماذا يريدون من هذه التحرّكات؟ ففي كلّ نقطة تتواجد فيها قوّاتنا، يقومون بإرسال قوّاتهم إليها. ويحاولون أن يقطعوا الطريق بين نقاطنا التي يتمركز فيها مقاتلونا ومقاتلاتنا، لنتسائل إذاً، ما هي النوايا".
وتابع قائلاً: "خلال الأعوام الستّة الأخيرة، بدأت الدولة التركيّة بالتخطيط وفق ذهنيّة جديدة. في الوقت الراهن من يحكم تركيا فعليّاً هو ذهنيّة حزب الحركة القوميّة MHP وليس حزب العدالة والتنمية AKP، فالحركة القوميّة تتّخذ من القوميّة التركيّة أساساً للحكم، ولا يرغب هذا الحزب بوجود أيّة قوميّة أخرى في المنطقة. هم أصحاب فكر شيوفينيّ قوميّ متطرّف، وبهذه العقليّة، يسعون لفرض أنفسهم على شعب كردستان. يجب أن يدرك الجميع مخاطر هذه الحركة".
ولفت قريلان إلى أنّ الدولة التركيّة قطعت علاقاتها مع إقليم جنوب كردستان "خلال 5 أعوام من وقف القتال الذي أعلنّاه بعد اعتقال القائد أوجلان.. في تلك الفترة، لم تتعامل الدولة التركيّة مع الإقليم، لكن عندما عاودنا القتال، وبالتحديد في العام 2008 خلال مقاومة ’زاب’ وبعد أن أبدى أهالي منطقة آمدية بجنوب كردستان مقاومة شعبيّة أمام دبّابات الجيش التركي، عادت تركيا إلى علاقاتها مع قيادة الإقليم. ومن ثمّ رأينا موقفها من استفتاء شعب الإقليم على الاستقلال. رأينا كيف قامت القيادة في تركيا بزيارات مكوكيّة إلى إيران والعراق وشكّلت حلفاً لمنع شعب جنوب كردستان من إعلان استقلاله. مثل هكذا أمور لا نرغب بتكرارها، لكنّنا نريد أن يعرف شعبنا بحقيقة الأمور كما هي. نحن في حزب العمّال الكردستاني PKK دافعنا عن أراضي الإقليم في وجه كلّ المخاطر، ولولا وجود مقاتلينا ومقاتلاتنا، لهاجمت تركيا هولير ولمنعت الكرد من تحقيق أيّ مكسب قومي. لذا نرى بأنّ الدولة التركيّة تستهدف حزبنا ومقاتلينا، لأنّنا العائق الأكبر أمام تحقيق تركيا لمخطّطاتها القذرة بحقّ الشعب الكردي".
وأشار القيادي في حزب العمّال الكردستاني إلى ذهنيّة الدولة التركيّة الفاشية في تعاملها مع الشعب الكردي وقال "ثمّة مسرحيّة عُرضت بكلّ لغات العالم في بلدان عدّة، وعندما رغب ممثّلون كرد أن يقدّموا المسرحيّة باللغة الكرديّة في مدينة إسطنبول، منعتها السلطات التركيّة. وأيضاً انتبهت السلطات إلى جملة في كتاب مدرسي (في الصف الثامن بالمدارس التركيّة) تتحدّث عن الكرد، فسارعت إلى حذفها من الكتاب. بهذه العقليّة يتعاملون مع الكرد، فكيف يمكن لأيّ كرديّ أن يتصوّر أنه من الممكن أن تكون الدولة التركيّة صديقة له وداعمة لحقوقه!.
دوماص ما ينشر قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني أنّ حزب العمّال الكردستاني يسعى لأن يكون بديلاً لسلطات إقليم جنوب كردستان. حقيقة، لا توجد مثل هذه النوايا لدينا وكلّ ما ينشر حول ذلك هو محض تضليل إعلامي ويتمّ بشكل ممنهج. لم نسمع بهذا الكلام من طرف آخر، عدا وزير خارجيّة تركيا، مولود جاويش أوغلو الذي صرّح مرّة أنّ حزب العمّال يريد السيطرة على هولير. نحن نحترم تضحيات شعبنا في جنوب كردستان وندرك أنّ المنجزات تحقّقت بفضل تلك التضحيات، فكيف يتمّ تصديق أقاويل في سياق كاذب بأنّنا نرغب في السيطرة على تلك المكتسبات!".
وتطرّق قريلان إلى التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل إعلام مرتبطة بالحزب الديمقراطي الكردستاني والدعاية الكاذبة التي ينشرها الحزب عن حزب العمّال الكردستاني، مشيراً إلى اتّهام مقاتلي قوّات الدفاع الشعبي بمقتل مدير أمن معبر "سرزر" الحدودي، وأضاف قائلاً "كلّ حادثة تقع، يوجّهون أصابع الاتّهام لحزبنا. نعلنها بكلّ صراحة، لا نيّة لدينا بأن نقوم بأيّ عمل من شأنه أن يعرّض أمن إقليم جنوب كردستان للخطر. لقد وجّهنا أسئلتنا لقيادة إقليم كردستان، هل قمتم بتحقيقات جدّية في حادث مقتل مدير المعبر الحدودي؟ هل لديكم معلومات وافية عن الموضوع؟ لو يملكون أيّ إثبات عن ضلوع مقاتلينا في هذا الحادث، فليتفضلوا ويقدّموه للرأي العام. وهنا أعلن بشكل رسميّ بأنّ حزب العمّال الكردستاني لا يسعى لأيّ مجابهة مع أيّ طرف كردستاني. كلّ ما يشاع في هذا السياق إنّما يأتي لخدمة أجندات الدولة التركيّة الساعية لافتعال اقتتال كرديّ-كردي".
وأكّد قريلان أنّ أيّ صراع بين طرفين كردستانيّين "لن يخدم أحداً منهما"، مضيفاً "في تسعينيّات القرن الماضي، شهدنا اقتتالاً بين أطراف كردستانيّة، ربّما خرج أحد منها بانتصارات على الصعيد الحزبي الضيّق.. لكنّ أيّ اقتتال في الفترة الراهنة لن تجلب إلّا الدمار، لماذا؟ لأنّنا في القرن الواحد والعشرين. القوى الدوليّة تعيد تصميم المنطقة من جديد، فأين سيكون مكاننا نحن الكرد؟ يجب أن نطرح على أنفسنا مثل هذه الأسئلة حتّى نكون قادرين على التحرّك وفق أجوبتها. الصراع الكرديّ-الكردي، من الناحية الاستراتيجيّة، سيودي بشعب كردستان إلى الزوال. لذا نحن نقدّم التضحيات الجسام لنحافظ على مكتسبات شعبنا في شمال، جنوب، شرق وغرب كردستان.. هذه المكتسبات التي تحقّقت بدماء الآلاف من أبناء شعبنا".
ووجّه قريلان نداءه إلى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني قائلاً "لا نعلم فيما إذا لدى الكاك مسعود أيّة معلومات عن التحرّكات الأخيرة لقوّات الحزب في مناطق كارى أم لا!. لأنّه لم يدلي بأيّة تصريحات حتّى الآن. نود أن نعلم ما هو رأيه، ولماذا يحدث كلّ هذا؟ لماذا يريدون أنّ يقطعوا الطريق أمام مقاتلي ومقاتلات الكريلا في جبال كردستان. نود أن يتولّى هو زمام المبادرة بهذا الخصوص. نحن مستعدّون أن نناقش قضايانا الخلافيّة بالحوار فيما بيننا. لكن إذا ما تمّت محاصرتنا، عندها سنضطرّ للقتال، وهذا ما لا نرغب به. ونكررّ ما قلناه سابقاً، لا نسعى لأيّ اقتتال كرديّ-كردي.. وسنبذل كافّة جهودنا لمنع وقوع ذلك".
وختم عضو الهيئة القياديّة في حزب العمّال الكردستاني بالتأكيد على أنّ أيّ خلاف بين حزبي الديمقراطي الكردستاني والعمّال الكردستاني "يخصّ عموم الشعب الكردستاني. قضيّة الحزبين هي قضيّة قوميّة، لذا فإنّنا متأكّدون أنّ كلّ فرد من الشعب الكردي سيسعى من جانبه لإيجاد حلّ عن طريق الحوار والنقاش. باختصار أقولها، نحن مستعدّون لأيّ حلّ من شأنه أن يقطع دابر الفتنة والاقتتال بيننا، ويمنع اللااستقرار في جنوب كردستان.. لذا نبدي استعدادنا للحوار للوصول لأفضل حلّ ممكن".