نداء السلام.. خارطة طريق لوفد إمرالي
واصل حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، جهوده ضمن وفد إمرالي من خلال تنظيم سلسلة من اللقاءات للأحزاب السياسية في إطار دور الوساطة لحل القضية الكردية.
واصل حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، جهوده ضمن وفد إمرالي من خلال تنظيم سلسلة من اللقاءات للأحزاب السياسية في إطار دور الوساطة لحل القضية الكردية.
رغم التجارب السابقة التي شهدت إخفاقات في محاولات السلام منذ عام 1993 وحتى 2015، إلا أن تفاؤل حذر يلوح في الأفق وسط محاولات الوصول إلى حلول سلمية تضمن الحقوق والكرامة للشعب الكردي، بعد نداء السلام التاريخي للقائد عبد الله أوجلان وما تبعه من تأثيرات إيجابية كبيرة على شعوب الشرق الأوسط فضلا عن تسليط الضوء على سبل حل الصراعات وإيقاف الانتهاكات بحق شعوب ومكونات المنطقة، كما يمثل نداء السلام مرحلة تعايش سلمي وتطبيق الديمقراطية في المجتمع، لأن فكرة وفلسفة القائد أوجلان كفيلة بحل الأزمات والنزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
بدأ القائد أوجلان قبل سنوات طويلة بتوجيه رسالته حول السلام والديمقراطية وتحقيق الاستقرار إلا أن دعوته تلك كانت سببا في مؤامرة دولية لاختطافه من قبل الأنظمة الرأسمالية، وبعد مرور 26 عاما على سجن القائد واحتدام النزاعات في العديد من المناطق حول العالم برز نداء السلام للقائد مرة أخرى، ليكون بمثابة انطلاقة نحو مرحلة جديدة من السلام إذا تم تنفيذ فلسفته السياسية خاصة في ظل الاضطرابات التي سيطرة على نموذج الدول والقوموية وغيرها من النماذج.
إن ما قدمه القائد من نداء للسلام وردة فعل الشعوب الكردية عليه يعكسان حرص الشعب الكردي على تحقيق السلام وإنهاء النزاعات إلا أن تلك الحلول لن يتم حلها بسهولة وذلك نظرا لحالة التعنت التي يبديها الاحتلال التركي تجاه من يطالبون بحقوقهم المهضومة ويتطلعون إلى تحقيق العدل والمساواة وهو ما فشلت كل الأنظمة القوموية أو المركزية في تحقيقه و يتطلب حلولا جديدة وضعها القائد أوجلان في فلسفته التي قد تكون الملاذ الأخير لتحقيق السلام في العالم ومنح الحقوق لشعوبها، وبرغم إشادة المجتمع الدولي والإقليمي بنداء السلام إلا أن التحرك الآن في ملعب الاحتلال التركي الذي لابد وأن يتخذ خطوات عملية على الأرض لتقديم الضمانات الكافية التي تضمن حقوق الشعب الكردي.
قال الدكتور طه على الباحث في شؤون الهويات في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «نداء السلام يمثل بديلا عصريا وأداة لتشكيل مجتمع عادل دون ظلم أو تهميش، فنموذج الأمة الديمقراطية هو السبيل والمخرج من ازمة الاندماج الوطني التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وتجسد هذا النموذج في الإدارة الذاتية بإقليم شمال وشرق سوريا الذي تحقق من خلاله مفهوم الأمة الديمقراطية».
الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية قال في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «نداء السلام الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان يؤكد قدرته على التأثير في البناء السياسي الدولي والإقليمي ويعكس رؤيته الاستراتيجية التاريخية كما يمثل النداء فرصة لحل القضية الكردية بشكل نهائي، ويلقى هذا النداء صدى كبيرا بين الشعوب والنخب في منطقة الشرق الأوسط بسبب تصديه لسطوة الإمبريالية والاستغلال الطبقي».
يأتي هذا في أعقاب إعلان حزب العمال الكردستاني عن عقد مؤتمرا في نيسان المقبل بعد تعهده بوقف إطلاق النار تنفيذا لنداء السلام وسط توقعات بأن يؤكد المؤتمر على رؤية القائد أوجلان في إنهاء الصراع المسلح وفتح الباب أمام حوار سياسي شامل يكون نقطة تحول جذرية في المسار النضالي، بما يؤشر إلى حرص الحزب وقياداته على تحقيق السلام في المنطقة، وبرغم أن التجارب السابقة للسلام منذ 1993 حتى 2015، شهدت إخفاقات إلا أن الظروف الحالية تدعو للتفاؤل.