رسائل عيد نوروز حاضرة من أجل الحرية للقائد أوجلان ودعم النضال
تحيي الشعوب الكردية حول العالم، اليوم، عيد نوروز، هذه المناسبة التي تتجاوز الأبعاد الاحتفالية لتحمل أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية في مقدمتها حرية القائد أوجلان.
تحيي الشعوب الكردية حول العالم، اليوم، عيد نوروز، هذه المناسبة التي تتجاوز الأبعاد الاحتفالية لتحمل أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية في مقدمتها حرية القائد أوجلان.
عيد نوروز هو احتفال عريق بتجدّد الحياة في أول أيام الاعتدال الربيعي، الذي يوافق 21 آذار من كل عام، وله دور مهم في تقوية الروابط بين الشعوب، فهو يُؤذن بتجديد الحياة والوئام، وإعلاء قيّم السلام، والتضامن، والتسامح، والمصالحة، ويأتي هذا العام ترافقه أحداث عظام على رأسها نداء السلام الذي أطلقه المناضل والمفكر الأممي عبد الله أوجلان.
نداء جعل الدعوة إلى حرية القائد "آبو" العنوان الأبرز لاحتفالات نوروز هذا العام، وكبداية جديدة لحل القضية الكردية، وأن يكون هذا اليوم فرصة للتعبير عن قيم السلام والحل الديمقراطي، وسط دعوات إلى الإفراج عن أوجلان لكي يستكمل عملية السلام التي بادر إليها بدعوته حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء سلاحه، وعقد اجتماع عام لحل الحزب.
رسالة جماهيرية لدعم حرية القائد ونهجه في السلام والديمقراطية
تقول روشن مسلم عضوة لجنة العلاقات العامة بحزب الاتحاد الديمقراطي السوري (PYD) في أوروبا إن عيد نوروز هذا العام فرصة تاريخية للتعبير عن الالتفاف الجماهيري حول القائد عبد الله أوجلان، والتأكيد على أن إرادته ونهجه في السلام والمجتمع الديمقراطي يمثلان جوهر تطلعات الشعب الكردستاني في كافة أجزائه.
وأضافت، في تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن النداء الذي أطلقه القائد من أجل السلام والاستقرار قوبل باهتمام واسع على المستويين الدولي والإقليمي، كما وجد استجابة قوية من القوى الكردية والكردستانية، مما يعكس مدى عمق ارتباط الشعب بقائده، منوهة إلى أن خروج الجماهير الكردستانية في مختلف الساحات، سواء في كردستان أو في أوروبا، سيشكل رداً شعبياً ورسالة واضحة للأصدقاء والخصوم على حد سواء، بأن القائد أوجلان ليس مجرد شخصية سياسية، بل هو تجسيد لإرادة شعب بأكمله، وأن النضال من أجل حريته هو في جوهره نضال من أجل حرية الشعب الكردستاني وحقوقه المشروعة.
وفي ختام تصريحاتها، أكدت روشن مسلم أن نوروز، الذي لطالما كان رمزاً للمقاومة والحرية، سيكون هذا العام مناسبة لتجديد العهد مع نداء القائد، وإيصال رسالة قوية بأن الشعب الكردستاني، بكل مكوناته، يقف صفاً واحداً في دعم مشروع السلام والديمقراطية، وأنه لا يمكن الفصل بين القائد وشعبه، لأنهما معا يمثلان الحقيقة التاريخية لكردستان الحرة.
ويحظى عيد نوروز – الذي ينظم هذا العام بعنوان "القائد الحر والمجتمع الديمقراطي) بمكانة خاصة في تاريخ شعوب المنطقة وكردستان، فقد ظهر القائد "آبو" لأول مرة تاريخياً في يوم عيد نوروز قبل 52 عاماً، ومنذ ذلك الحين، أصبح نوروز يوم الانطلاقات الجديدة والمقاومات والفعاليات، واستذكار الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في طريق نضالهم من أجل حقوق الشعوب المستضعفة.
احتفال بالمقاومة ورمز للهوية
يقول الدكتور أحمد محمد إنبيوة المتخصص في التاريخ، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الأسطورة لم تكن يوماً لدى الكرد حلماً بمفارقة اللحظة وهروياً من المواجهة، لكنها كانت ذخيرة للمقاومة ومحاولة للانبعاث القومي الجماعي من جديد، فأسطورة كاوا ونوروز لم تخلق ذاكرة جماعية وفقط، بل مهدت الطريق للاحتفاء والاحتفال الدائم بكل ما يمت للمقاومة بصلة.
وأضاف "إنبيوة" أن نوروز أصبح يتمتع بشعبية متزايدة لدى الكرد كرمز للهوية، وقد اجتذبت احتفالاته حشوداً متزايدة من جميع الأعمار والخلفيات الاجتماعية، حيث بدأ يومه النموذجي، يوم الثلاثاء، بخطابات السياسيين والنشطاء البارزين حول أهمية هذا اليوم للهوية الكردية والحركة الوطنية.
ويقول الباحث المصري في علم التاريخ إن نوروز تحول مؤخراً من مجرد احتفال بالعام الجديد وتجدد الطبيعة من خلال الأغاني والرقصات وإشعال النيران، إلى أن أصبح صدى لقصة أسطورية تتمحور حول مقاومة الظلم، وهي قصة يمكن بسهولة إسقاطها معاصراً على سياسات الحكومات المختلفة في تعاملها مع المهرجان، مشيراً إلى أن هذا المفهوم الجديد بأن هناك "ضحاكين جدد" يضطهِدون الكرد، تم دمجه مع التصور الأقدم لنوروز كمهرجان يرتدي فيه جميع الكرد أجمل الثياب، ويغنون الأغاني الشعبية، ويلعبون الألعاب.
وفي جلسة في شباط من عام 2010 قررت اليونسكو إدراج عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه "يوم نوروز الدولي". ولديه مكانة كبيرة عند الكرد، حيث يعود إلى عام 612 قبل الميلاد، حين هزموا الإمبراطورية الآشورية، بعد انتقاضتهم تحت راية كاوا الحداد ضد الملك الضحّاك، ولهذا فإنه يمثل فرصة مهم ليعبر الكرد فيه عن هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وقضاياهم.
نداء السلام
وما إن أطلق أوجلان نداء السلام حتى أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابة للنداء، إذ أعلن أنه "سيمتثل لدعوة قائده الأسير بتحقيق السلام، وإعلان وقف إطلاق النار بدءاً من السبت (1 آذار)"، مبدياً أمله في الإفراج عن القائد "آبو" الأسير في سجن إمرالي منذ أكثر من ربع قرن.
ويؤسر المفكر والمناضل عبد الله أوجلان، البالغ من العمر 75 عاماً، في سجن بجزيرة إمرالي، منذ عام 1999، وذلك في إطار مؤامرة دولية شاركت فيها الاستخبارات التركية والموساد الإسرائيلي، وكذلك دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الأطراف الأخرى.
ولاقت دعوة القائد "آبو" على مدار الأيام الماضية دعماً وترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، سواء في الأوساط الرسمية أو غير الرسمية، وسط دعوات تحث النظام التركي على التعاطي الإيجابي معها، وألا تفوت تلك المبادرة غير المسبوقة كفرصة لتحقيق السلام والاستقرار والعيش المشترك بين الكرد والأتراك وطي صفحة الصراع.