جاءت زيارة وزير الدفاع التركي إلى جنوب كردستان ولقائه بكل من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني وابنه رئيس وزراء الإقليم مسرور البارزاني لتثير الجدل والانتقاد، خاصة مع استمرار القصف التركي اليومي على الشعب الكردي سواء في إقليم شمال وشرق سوريا أو جنوب كردستان، مما يفتح باب التساؤلات حول أسرار تلك الزيارة، ومصير قوات الاحتلال التركي في جنوب كردستان واعتداءات أنقرة وجيشها المستمرة على المواطنين الكرد وانتهاك السيادة العراقية والسورية.
وفي هذا الصدد، أوضح راغروس هيوا، المتحدث الرسمي باسم لجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، أنه "قبيل هذه الزيارة، زار وزير الخارجية هاكان فيدان ومستشار الاستخبارات التركية أيضاً بغداد وجنوب كردستان، والغرض الرئيسي من تلك الزيارات هو الاحتلال والتدخل التركي المتعدد الأوجه في شؤون العراق، حيث أن تركيا تريد استخدام العراق وحكومة بغداد ضد القوات الدولية والقوى الإقليمية والشعب الكردي".
وأكد هيوا في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء أنه مع ذكر ممر الطاقة من الهند إلى أوروبا، وتركيا تحاول جاهدة لعدم إنشاء هذا الممر وتخريبه، لهذا السبب تحاول تركيا زيادة الحرب والتوتر في الشرق الأوسط، ويمكن تقييم الحرب بين حماس وإسرائيل في هذا السياق، كما أن الغرض من التفجيرات في إيران كان إشراك إيران بشكل مباشر في هذه الحرب".
وأضاف المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني، هناك التدخل العسكري والاستخباراتي والسياسي التركي في العراق وسوريا، وتريد تركيا السيطرة الكاملة على العراق وسوريا وفرض هيمنتها في الشرق الأوسط، كما تريد فرض عقليتها الفاشية المناهضة للكرد على العراق وسوريا.
وبيّن هيوا، أنه كما هو معروف، فقد تم حل القضية الكردية دستورياً في العراق، وتم ضمان حقوق الكرد في الهوية والإدارة ذاتياً، والباقي هو مسألة التحول الديمقراطي، وإذا تحققت الديمقراطية، فإن العراق يمكن أن يصبح رائدةً للشرق الأوسط، ولكن تركيا لا تريد هذا، بل تريد جر العراق والعودة بها إلى 100 عام مضت وأن تتخذ موقف ضد الشعب الكردي.
وأوضح المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن تركيا تريد حرباً بين الكرد والدولة في العراق، أما في سوريا، تريد تركيا منع الكرد من العيش مع الشعوب الأخرى في سياق دستور ديمقراطي، لذا فقد جلبت تركيا كل مجموعات المرتزقة وأدخلتها إلى سوريا لتمنع التعايش بين الكرد والشعوب الأخرى.
كما أشار إلى إن تركيا جاءت للعراق لاندلاع الحرب، وجاءت لتجعل شعب العراق جائعاً وعطشاً، ولتعميق الاحتلال، وبخلاف ذلك، ليس لدى تركيا أي خير لشعب العراق، وبقدر ما تعتمد تركيا على الكرد وإقليم كردستان، فإنها تريد من الكرد أن يحاربوا بعضهم، تريد فرض الخيانة والتجسس والارتزاق على القوات الكردية في جنوب كردستان، وبذلك تريد تدمير كل إنجازات الشعب الكردي.
واستكمل المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني، أنه لأكثر من 40 عاماً، ظل حزب العمال الكردستاني(PKK) يحمي شعب العراق وجنوب كردستان ضد الاحتلال التركي، إن هجمات داعش والاحتلال التركي جزأن من نفس السياسة، وهما وجهان لعملة واحدة، كما أن الخليفة الحقيقي لداعش هو أردوغان، حيث أن أردوغان وهاكان فيدان داعشيان تحت ستار الناتو وبلباسه.
وتابع: كما هو معروف، عندما قام أردوغان وهاكان فيدان بدفع داعش وقيامها بالحرب ضد العراق، لعب حزب العمال الكردستاني دوراً مهماً في حماية شعب العراق، من شنكال إلى خانقين، وقد شكر رئيس الوزراء في ذلك الوقت، السيد حيدر عبادي، رسمياً حزب العمال الكردستاني، وقام مسعود البارزاني شخصيا بزيارة مقاتلي حزب العمال الكردستاني وشكرهم، ولكن ماذا فعل أردوغان؟ ترك قنصله في الموصل مع داعش، أي أنه اعترف رسمياً بداعش.
وأوضح المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن بعد هزيمة داعش بتعاون الكرد والقوات الدولية والقوات العراقية، تدخلت تركيا نفسها الآن وتريد احتلال العراق وإلصاق حدود الميثاق المللي بنفسها، وتوجد المئات من القواعد التركية في جنوب كردستان والعراق، وتتواجد طائرات مسيرة تركيا في سماء جنوب كردستان والعراق على مدار الساعة.
ولفت هيوا الانتباه إلى أنه كما كانت حرب حزب العمال الكردستاني ضد داعش، فهي نفسها ضد الجيش التركي، حيث إن الحرب التي يتم خوضها اليوم في متينا وزاب وآفاشين ضد احتلال الجيش التركي هي نفس الحرب التي شنت في شنكال ومخمور وكركوك ضد داعش.
ووصف المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني، تحركات تركيا بأنها تريد إنشاء قبرص شمالية أخرى داخل العراق وضمها لتركيا، مطالباً بخلق هذا الوعي وهذا المستوى من المسؤولية بين الشعب العراقي والسلطات العراقية، وعدم السماح لتركيا بخلق الانقسامات والصراعات بين القوى السياسية في العراق، وعلى الحكومة العراقية أن تنهض بدورها الدستوري، وعلى شعوب العراق أن يقوموا بدورهم الوطني وألا يقبلوا بهذا الاحتلال، هذا الموقف تمثل في مجزرة مصيف برخ في دهوك، وينبغي أن يستمر هذا الموقف.
كما طالب هيوا، بتطوير المواقف من نفس القوى والأطراف العراقية، مشيراً إلى أن اقتصاد العراق وإقليم كردستان لا يحتاج إلى تركيا، وبالعكس يحتاج اقتصاد تركيا إلى العراق وإقليم كردستان، وفي الوقت الحالي، يقاتل قوات الكريلا(مقاتلو حرية كردستان) ضد الاحتلال التركي في الخطوط الأمامية، ويجب على كافة القوى في العراق أن تدعم هذه المقاومة.
في حين علق سعدي بيرة، المتحدث الرسمي باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني(YNK)، على زيارة وزير الدفاع التركي إلى إقليم كردستان العراق، مبيناً أنه في البداية يجب أن نعرف أن الدولة التركية لديها حدود تبلغ 3800 كم مع إقليم كردستان ولذلك هي جارة للإقليم شئنا أم أبينا، وهي تعتدي باستمرار على شمال العراق تحت بند وجود حزب العمال الكردستاني، وفي عصر مام طالباني، فقد كان يتوسط في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين حزب العمال وتركيا ولكن مع تحالف أردوغان مع حزب دولت بهجلي وهو حزب شوفيني قومي متطرف، عادت الهجمات من جديد ضد الشعب الكردي.
وأكد بيرة في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن القيادات الكردية في الإقليم تحاول وحاولت في الزيارة الأخيرة أن توقف الاعتداءات وانتهاك السيادة العراقية عبر الطائرات والطائرات المسيرة ولكن وزير الدفاع التركي لم يمتلك أجوبة عن اسئلتهم حول وقف الاعتداءات التركية على الشعب الكردي بدعوى حزب العمال الكردستاني.
وأضاف المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن حزب العمال الكردستاني أدى دور بطولي هو وقوات سوريا الديمقراطية أيضا في سوريا في الدفاع عن الشعب الكردي ضد تنظيم داعش الإرهابي، في ظل غياب تام من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة الإقليم في الدفاع عن تلك المناطق، واصفاً موقف رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني منهم بأنه نكران للجميل لأن القوات أدت دور بطولي في مخمور ورئيس الإقليم نفسه زار المخيمات في مخمور وأعادت نفس الدور في دفاعها عن منطقة شنكال.
وبيّن بيرة، أن مسعود بارزاني ونيجرفان بارزاني ليسوا مطمئنين للوجود الكردي في إقليم كردستان العراق ولكن القوات التركية موجودة بفرص الأمر الواقع، وهي عددها كبير لا يستطيع الإقليم مواجهتها، كما أن هناك دور على الحكومة الاتحادية في بغداد لأن تواجه تلك القوات التي تخترق السيادة العراقية.
كما تطرق المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى مطالبات اخراج قوات التحالف الدولي من العراق، مبيناً أنهم في الكتلة الكردية بالبرلمان وحتى بعض السنة والشيعة امتنعوا عن التصويت لأن تنظيم داعش لم ينتهي بعد ولا تزال خلاياه موجودة سواء في العراق أو في إقليم كردستان العراق، وتمنى من البرلمان العراقي والحكومة العراقية أن تطالب بإخراج القوات التركية التي تمثل خطر وضرر جسيم على السيادة العراقية مثل المطالبات بإخراج التحالف الدولي.