وقع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عمل على نشر ادعاءات مضللة ضد شنكال والإيزيديين منذ فترة طويلة، اتفاقية قذرة مع الحكومة المركزية العراقية في التاسع من تشرين الأول بشأن شنكال والإيزيديين بعد عدة لقاءات مع بغداد.
كما كان لكل من الأمم المتحدة وامريكا وألمانيا دور فاعل في توقيع هذه الاتفاقية القذرة.
وبعد توقيع هذه الاتفاقية، قام عضو مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني فلاح مصطفى بتقديم الشكر للأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وألمانيا وفرنسا على دورهم في توقيع هذه الاتفاقية.
واثناء هجوم داعش على شنكال في الثالث من آب 2014 سحب الحزب الديمقراطي الكردستاني قوات البيشمركه وسحبت الحكومة العراقية جنودها من شنكال وتركوها بين مخالب مرتزقة داعش الإرهابي.
وبتدخل كل من قوات الكريلا ووحدات حماية الشعب والمرأة تم حماية الآلاف من الايزيديين من الإبادة، ولكن بالرغم من ذلك كان مرتزقة داعش قد قتلوا الآلاف من الرجال وخطفو الآلاف من الأطفال والنساء.
وبعد هجوم مرتزقة داعش أعلن الايزيديون عن انشاء قواتهم وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة لمقاومة شنكال، ودخلوا في مرحلة تأسيسية، بعد مقاومة عظيمة وفي تشرين الثاني 2015 تم تطهير مركز مدينة شنكال من مرتزقة داعش.
وبعد ذلك سيطرت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني جزء من المدينة، وتحاشياً لوقوع الحرب بين القوات الكردية في شنكال، لم تطالب قوات الدفاع الشعبي ووحدات مقاومة شنكال من قوات البيشمركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الانسحاب من المدينة.
في آذار عام 2017 كان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد ثبت نقاط تمركز لقوات ما يسمى بــ" بيشمركة روج " على خط سنونيه ـ خانصور، وعن طريقهم هاجم وحدات مقاومة شنكال، ولكن الايزيديين بمقاومتهم سدوا الطريق امام هذه الاستفزازات.
الحزب الديمقراطي الكردستاني كان قد هرب للمرة الثانية
في تشرين الأول من عام 2017 وبعد الاستفتاء الذي أجراه الحزب الديمقراطي الكردستاني وحينما استقدم العراق قواته وقوات الحشد الشعبي الى المنطقة هربت قوات البيشمركه للمرة الثانية من المنطقة.
وبعد عدة أشهر ونتيجة الاتفاقية بين الحكومة المركزية العراقية وبين الإدارة الذاتية في شنكال، تم قبول وحدات مقاومة شنكال كجزء رسمي من القوات العراقية.
المساومة القذرة
انسحبت قوات الدفاع الشعبي بشكل رسمي من شنكال بعد ان حررت شنكال والآلاف من الايزيديين من وحشية مرتزقة داعش الإرهابي في نيسان 2018، وبالرغم من ذلك ادعى الحزب الديمقراطي الكردستاني بأن حزب العمال الكردستاني موجود في شنكال واجرت مساومات قذرة على شنكال.
وفي ذكرى المؤامرة الدولية ضد قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وذكرى احتلال سريه كانييه وكري سبي، قاموا بتوقيع اتفاقية في التاسع من تشرين الأول تحت مسمى إدارة وامن وبناء شنكال.
رفض الايزيديون هذه الاتفاقية وأعلنوا بأنهم لن يقبلوا اية اتفاقيات خارجة عن ارادتهم حول شنكال، وسموا هذه الاتفاقية على انها استمرارية لمجزرة الثالث من آب 2014.
قيم كل من الرئيسة المشتركة لمجلس الإدارة الذاتية في شنكال رهام هجو والرئيس المشترك لاتحاد الجمعيات الايزيدية حجي جليك والبرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي فلك ناس أوجا الاتفاقية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وبغداد لوكالة فرات للأنباء.
اتفاقية المجرمين والخونة
الرئيسة المشتركة لمجلس الإدارة الذاتية في شنكال رهام هجو سمت هذه الاتفاقية على انها " مؤامرة ضد الايزيديين" وقالت بأن هذه الاتفاقية هي في نفس الوقت استمرارية لمجزرة الثالث من آب.
كما صرحت رهام هجو بأن المسؤول الرئيسي عن مجزرة الثالث من آب هو الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية، وقالت": قبل الثالث من آب كانت هاتان القوتان موجودتان في شنكال، واثناء هجوم مرتزقة داعش على شنكال انسحبت كلتا القوتان من شنكال وتركتها في مواجهة المجزرة، ولذلك فإن هاتان القوتان هما المسؤولتان، وفي نفس الوقت قاموا بخيانة الايزيديين، وليس من حق هاتين القوتين ان يتحدثوا عن شنكال ولو بكلمة واحدة.
الولايات المتحدة الامريكية والأمم المتحدة مشاركتان في هذا الذنب
وذكّرت رهام هجو بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني هاجم شنكال قبل الآن، وأعربت عن عدم رضاها عن رعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة هذه المرة، وقالت رهام هجو: "لأن هذه الاتفاقية تمت تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، فإنها تعتبر استمراراً لمجزرة الثالث من آب، لذلك فإن القوى والمؤسسات المتورطة في هذه المؤامرة هي متواطئة بالنسبة لنا في هذه الجريمة".
كما اشارت رهام هجو الى هجمات الحزب الديمقراطي الكردستاني سنة2017 ومحاولتها ارسال ادارتها الى المدينة والغارات الجوية لدولة الاحتلال التركي على شنكال وقالت بأن هذه الاتفاقية الموقعة هي استمرارية لهذه الاعمال.
مهما تكون التضحيات لن نقبل هذه الاتفاقية
وقالت رهام هجو" هذه الاتفاقية هي لتصفية الشعب الايزيدي، لن نقبلها، هولير وبغداد يساومون علينا" ، وتابعت " لقد قدمنا كل التضحيات لتحرير شنكال وأهالي شنكال ليس من اجل ان تقوم كل من هولير وبغداد والبعض الآخر بإهداء الايزيديين لبعضهم البعض، لن نقبل اية قرارات خارج ارادتنا، فمهما تكون التضحيات نحن مستعدون لتقديمها، نحن لسنا لقمة سهلة يستطيعون ابتلاعها، نحن ابدينا موقفنا الواضح والصريح تجاه هذه المسألة.
يحاسبوننا على حمايتنا لأنفسنا
وأبدت رهام هجو موقفهم ضد هذه الاتفاقية، وقالت:" سوف لن يعود الحال الى ما قبل الثالث من آب وكأن شيئاً لم يحدث، الذين يجب محاسبتهم هم مسؤولو هولير وبغداد، ولكنهم يقومون بمحاسبتنا، ويقولون: لماذا حملتم السلاح، لماذا حميتم أنفسكم، يحاسبوننا لماذا لم نُباد...؟ الذين يجب محاسبتهم، هم من يقومون بمحاسبتنا، شنكال لن تكون موطناً للخونة، شنكال هي موطن للإيزيديين، وسيبقى موطناً حراً للإيزيديين، وغير ذلك لن نقبل بأي شيء آخر".
لايوجد طرف يمكن قبوله
كما صرح الرئيس المشترك لاتحاد الجمعيات الايزيدية حاجي جليك بأن الاتفاقيات بين الايزيديين قد فتحت الطريق امام حماس كبير، وأشار حجي جليك الى أن هذه الاتفاقية قد تمت دون دعوتهم، ولا يوجد طرف يقبل بهذا، وقال جليك:" العقلية التي تركت الايزيديين في مواجهة مجزرة الثالث من آب، لازالت حتى اليوم على رأس عملها، والقوتان التين اتفقتا اليوم، هربا من شنكال في الثالث من آب وتركتا الآلاف من الايزيديين معرضين للمجزرة.
تآمروا على الايزيديين في ذكرى المؤامرة الدولية
وقال جليك:" الذين يجب ان يٌحاسبوا ويركعوا امام النساء والأطفال الايزيديين والاعتذار منهم، يقومون اليوم وكأن شيئاً لم يحدث بعقد اتفاقيات، ليقوموا من جديد بإبادة الايزيديين"، وأضاف جليك:" عقدوا هذه الاتفاقية في ذكرى المؤامرة ضد قائد الشعب الكردي عبد الله اوجلان وذكرى الهجمات الاحتلالية على سريه كانييه وكري سبي، وبرأينا هذه ليست صدفة، يريدون ان يستمروا في هذه المؤامرة في شخص الايزيديين".
تحذير لهولير وبغداد: ستكون عاقبتها وخيمة
كما حذر جليك هولير وبغداد بأن الاتفاقيات دون إرادة الايزيديين ستكون عاقبتها وخيمة، وقال:" فليعلم الرأي العام الكردستاني بأن عاقبة هذه الاتفاقية ستكون وخيمة باعتبارها لم تُعِر اهتماماً لإرادة الايزيديين، نرى هذه الاتفاقية كتهديد وخطراً علينا، وكذلك على الرأي العام العالمي التحرك بمسؤولية بشأن هذا القرار، وباسم المؤسسات الايزيدية سنقوم بالفعاليات والأنشطة ولن نقبل بهذا الشيء".
الذين هربوا من شنكال يعقدون عليها الاتفاقيات اليوم
البرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي فلك ناز أوجا أيضاً عرّفت هذه الاتفاقية كــ" اتفاقية دون إرادة الايزيديين"، وأشارت الى ان الاتفاقية المذكورة تعني إتمام مجزرة الثالث من آب التي لم تُكتَمَل، وقالت:" الذين عقدوا الاتفاقية هربوا وتركوا الايزيديين في الثالث من آب دون حماية، ويعني هذا الشيء بأنها استكمال لمجزرة الثالث من آب التي لم تكتمل".
جزء من المفهوم الكبير للهجوم
وقالت فلك ناز أوجا:" كان إحدى اهداف مرتزقة داعش هو اخلاء شنكال، الشيء الذي لم يستطيعوا فعله في ذلك الوقت يحاولون القيام به اليوم"، وتابعت:" الاتفاقية هي دون إرادة شنكال، لو تذكرو الإيزيديين في شنكال، كانوا سألوا عن الايزيديين الذين قاوموا لسنوات وقدموا تضحيات كبيرة دفاعاً عن شنكال، وعندما يفكر المرء بالتهديدات على روجافا، سيفهم بأن هذه الاتفاقية هي جزء من المفهوم نفسه".
لماذا تلتزم الأحزاب الأخرى في جنوب كردستان الصمت
كما انتقدت البرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي فلك ناز اوجا صمت الأحزاب السياسية الأخرى في جنوب كردستان، وحذرت بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكنه عقد اتفاقيات مماثلة على مناطق أخرى حسب الفقرة 140، وقالت فلك ناز أوجا:" لماذا يلتزم كل من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران والأحزاب الإسلامية في جنوب كردستان الصمت...؟ كيف يمكن للحزب الديمقراطي الكردستاني لأن يقرر بمفرده قراراً بهذا الشكل...؟".