أكد هؤلاء المثقفين على أن عبد الله أوجلان هو صاحب أهم مشروع للتحول الديمقراطي وهو مشروع إصلاحي وتنويري، كما أن أفكاره اكتسبت طبيعة عالمية لم تقتصر على نطاقها الجغرافي، كما شبهوا بين سيرته وسيرة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا والذي قاوم سياسة الفصل العنصري ولاقى في سبيل ذلك ما لاقى.
أفكاره تجاوزت الحدود وذات طبيعة عالمية
في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي وليد الرمالي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن فكر عبدالله أوجلان منتشر ليس فقط وسط الكرد بل في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، داعياً إلى ضرورة إطلاق سراحه فهو مفكر وصاحب فكر عظيم للبشرية ولا يليق أن يكون هذا هو وضعه وفي عزلة مشددة ومطلقة.
وأكد "الرمالي" أن هذا السجن الحقير في "إمرالي" الذي صمم خصيصاً من أجل "أوجلان" وهو المسجون الوحيد فيه، ورغم ذلك لم تتوقف أفكاره، لافتاً غلى أنه حضر كثيراً من المؤتمرات في عدة مناطق بالعالم بما فيها تركيا، وكلها تؤكد أننا واقعياً أمام أفكار لم تعد قاصرة على ناطق جغرافي معين، وإنما هي أفكار يمكن وصفها بأنها "عالمية".
وأضاف الكاتب الصحفي المصري أن أفكار "أوجلان" العالمية تلك هي التي أسست لعلم المرأة الذي لا يوجد إلى الآن إلى وسط الكرد وبدأ ينتشر إلى مناطق أخرى من العالم، كما أسست أفكاره لحلول بعض القضايا التي تشغل الأمة العربية مثل للقضية الفلسطينية، وهي الأفكار الأقرب للتنفيذ.
ويرى وليد الرمالي أن طبيعة أفكار وأطروحات عبد الله أوجلان من نفس طبيعة أفكار المناضل الأسطوري في الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا وقد تم التعبير عن بعضها في 5 مجلدات وتضمنت حلولاً لكثير من القضايا العالمية، وسيرته تحولت إلى حديث كثير من المؤتمرات العالمية والفعاليات، مشدداً على أن اعتقاله أتى بنتائج عكسية بالنسبة لـ “أنقرة"، فانتشرت أفكاره أكثر لدرجة أنه يمكننا القول إن اعتقال "أوجلان" منح القضية الكردية قبل الحياة.
وفي ختام تصريحاته، أكد "الرمالي" ضرورة أن ينتهي الوضع الحالي الذي يعيشه عبد الله أوجلان، فلا يصح أو يجوز على الأقل أن يتم سجنه بهذه الطريقة لا سيما وأنه رجل يصل عمره إلى الثمانين، كما أنه لا يصح أن يكون رجل لديه هذه الأفكار يترك هكذا منفرداً في هذا السجن الحقير ويتم وصمه بالإرهاب وهو بريء من هذا تماماً، منتقداً تشدق تركيا بالدفاع عن حقوق الإنسان ومزاعمها بأنها واحة للديمقراطية وكذلك تداخلاتها في المنطقة.
صاحب أهم مشروع إصلاحي
بدوره، يقول الأكاديمي المصري الدكتور علي ثابت صبري، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ربع قرن يمضي على خطف الزعيم الكردي عبد الله أوجلان ولا تزال الإنسانية تمارس أسوأ ما فيها على الإطلاق، بالصمت العاجز عن نصرة مبادئها وقيمها، مؤكداً أنه ربع قرن والإنسانية في غفلة، والمنظومة الدولية الحاكمة وأهوائها في تطبيق حق اللجوء السياسي يأخذه البعض اللذين عادة ما يخربون أوطانهم، أما الشرفاء وأصحاب القضية، فهم خطر على المشاريع الاستيطانية والتي تهدف إلى طمس هوية الشعوب التاريخية.
وأضاف "صبري" أن "أوجلان" مزعج جداً لتركيا التي تمنى نفسها بدولة عثمانية جديدة على حساب نفس الضحايا، وإسرائيل التي تريد إسرائيل الكبرى والتي وضحت أيضا أنها ليست من النيل للفرات فقط، بل يتسع طموحها إلى ما أبعد من ذلك، فأفكار أوجلان تمثل حجرة عثرة أمام تلك المشاريع.
وتساءل الأكاديمي المصري بأنه هل من المعقول أن يقبع شخص في سجن وحيداً 25 عاماً، قائلاً إن هذا ما فعلته تركيا بمباركة المنظومة الدولية الحاكمة التي طعنت الإنسانية عندما تآمرت وتحالفت للقبض على من يطالب بحقوق شعبه، بل أكثر من ذلك كل شعوب في تعايش سلمى يثري الحضارة، ويعيد للمنطقة مكانتها في كتابة التاريخ الإنساني.
وشدد "صبري" على أنه مهما فعلت تركيا سيظل "أوجلان" صاحب أهم مشروع إصلاحي في المنطقة في النصف الثاني من القرن العشرين ولا يزال، وسيظل وصمة عار في تاريخها قمع الحريات والتهجير القسري والنفي والإبعاد وطمس هوية الشعب الكردي، مؤكداً أن الضمير الجمعي لشعوب المنطقة سيظل شاهد عيان على الجريمة الكبرى في حق الشعب الكردي.
وأعرب في ختام تصريحاته عن تمنياته بعد ربع قرن أن يتحرك المجتمع الدولي لأن "أوجلان" هو مانديلا الجديد، وتساءل مجدداً "ألم يحن الوقت لتحرك المجتمع الدولي لنصرة حقوق الإنسان التي طالما تغنى بها؟"، كما وجه التحية والتقدير للسيد عبد الله أوجلان على إيمانه بقضية شعبه، وعلى صموده الذي يزيد الشعب الكردي صلابة في الدفاع عن هويته ووجوده.