كيف يراقب الكرد انتخابات أمريكا؟.. ممثلة "مسد" بواشنطن توضح لوكالة "فرات"

يترقب الشرق الأوسط دائمًا انتخابات الرئاسة الأمريكية، والكرد بالتأكيد من بين شعوب المنطقة التي تتأثر كثيرًا بها، لا سيما أن هناك كثيرًا من الملفات موضع اهتمام مشترك على رأسها مكافحة الإرهاب.

وفي تكرار لسيناريو الانتخابات الرئاسية 2020، يخوض الرئيس الحالي جو بايدن سباق نوفمبر/تشرين المقبل في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب، ولما لواشنطن من تأثير كبير داخل المنطقة، فإن هذه الانتخابات تبقى موضع ترقب من قبل الجميع في الشرق الأوسط، خصوصًا مع تصاعد الاضطرابات، والمخاوف المتزايدة من عودة نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقد اتسمت العلاقات بين الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا والولايات المتحدة الأمريكية بقدر كبير من التعاون والتفاهم، خصوصًا في ملف مكافحة الإرهاب، الذي لعبت فيه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" دورًا محوريًا وصولًا إلى هزيمة "داعش"، ولا يزال التعاون في هذه المعركة متواصلًا، وبالتالي هنا السؤال خول ما قد يشغل الكرد بشأن المنافسة بين بايدن وترامب.
منافسة حامية الوطيس

 

في هذا السياق، تقول سينم محمد ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية بواشنطن، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الحملات الانتخابية للمرشحين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب حامية الوطيس، ولا يمكن بعد معرفة من سيكون في البيت الأبيض.

ولفتت سينم محمد إلى أن كثيرًا من القضايا القانونية يواجهها دونالد ترامب، ولكنه مستمر في حملته، واستدركت حديثها قائلة: "لكن بالنسبة لنا، نحن في واشنطن نعمل مع كلا الحزبين في الكونجرس"، مؤكدة أن السياسة الأمريكية خطوطها الأساسية واستراتيجيتها لا يكون فيها تغير كبير.

ويعتقد كثير من المراقبين أنه أيًا كانت الإدارة الأمريكية أو من يجلس داخل البيت الأبيض، فإن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لا تتغير كثيرًا، ففي النهاية كل الإدارات تدافع عن مصالح واشنطن ولكن كل وفق الطريقة التي يرى أنها مناسبة لتحقيق تلك المصالح. 

شراكة في مواجهة الإرهاب

واستدركت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشطن مرة أخرى قائلة: "لكننا نرى دعمًا لمناطق شمال وشرق سوريا من قبل هذه الإدارة، باعتبارها شريكة لهزيمة الإرهاب"، معربة عن اعتقادها أنه إذا استمر تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي، وهذا ما نلمسه في الآونة الأخيرة، فإن السياسة الأمريكية ستكون استمرار العمل على هزيمة الإرهاب.

ويجمع رجال السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية – سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين – على أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي أفضل حليف لواشنطن في مواجهة الإرهاب، وكم قدمت كثيرًا وكثيرًا من الشهداء والمصابين في إطار تلك المواجهة، كما أن الكرد دفعوا الثمن غاليًا في مواجهة المتطرفين، ولهذا يبدو أن هناك إجماعًا في الأوساط الأمريكية على أهمية الشراكة مع الكرد.

وما من شك أن الضربات التركية على مناطق الكرد واحدة من الملفات التي يدور الحديث حولها مع الإدارة الأمريكية، لا سيما في ظل التحذيرات المتواصلة – من داخل حتى الولايات المتحدة – بشأن خطورة هذه الضربات على جهود مكافحة الإرهاب، وإمكانية أن توفر فرصة مواتية لعودة نشاط التنظيمات الإرهابية.

تشارك في القيم

وتنتقل السيدة سينم محمد إلى محور آخر، فتقول إنه بالنسبة للكرد أو مجلس سوريا الديمقراطية، يتم العمل على مشروع لا يتعارض مع القيم الأساسية التي تنادي بها الولايات المتحدة الأمريكية وهي المساواة بين الجنسين والحريات الدينية والديمقراطية والتعددية.

وأعربت، في ختام تصريحاتها لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن اعتقادها أنه أيًا كان من في البيت الأبيض سوف يساند هذه القيم وهذا المشروع. وربما تقصد بذلك السيد شركاني القيم والأسس التي تقوم عليها الإدارة الديمقراطية لمناطق شمال وشرق سوريا، التي تتبنى قيم الحرية والعدالة والتعددية والتشارك بين جميع الإثنيات على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.