بيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إدراج جماعة الحوثيين على لوائح الإرهاب أكد أن هذا القرار "لن يكون على حساب الشعب اليمني"، حيث أنه خلال مدة 30 يوماً سيتم التواصل مع جميع الأطراف والمنظمات العاملة في المجال الإنساني لبحث تأثير القرار على احتياجات اليمنيين وعلى المعاملات المتعلقة بالغذاء والدواء والوقود لهم.
والسبب الذي أشارت إليه وزارة الخارجية كان هو نفس السبب الذي على إثره ألغى الرئيس جو بايدن في عام 2021 قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بوضع الحوثيين على لوائح الإرهاب، لكن قرار الرئيس الحالي وقتها قوبل بانتقادات شديدة، إذ نظر إلى واشنطن على أنها لا تتحرك إلا وفق مصالحها فقط في التعامل مع الحوثيين.
خلفيات قرار إدراج الحوثيين على لوائح الإرهاب
في هذا السياق، كشف الدكتور مهدي عفيفي القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن أن إدراج جماعة الحوثيين على لوائح الإرهاب جاء في إطار تنظيم مؤقت، وبالتالي يمكن رفعها في أي وقت من تلك القوائم في نهاية الشهر وليس بشكل مباشر.
ويرى "عفيفي" أن هذا التصنيف لن يكون له تأثيره على جماعة الحوثيين، مذكراً بأن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب كانت وضعتها على لوائح الإرهاب، وكان تصنيفاً أشد، ثم جاءت إدارة جو بايدن وأزالت هذا التصنيف، كنوع من التقرب إلى إيران لكي يكون هناك اتفاق نووي جديد مع طهران.
وأعرب القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي عن اعتقاده بأن هذا التصنيف سيجعل جماعة الحوثيين يعتبرونه نوعاً من التحدي لواشنطن، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجماعة استهدفت سفينة أمريكية عقب القرار قرب السواحل اليمنية.
حدود التعامل الأمريكي مع الحوثيين
وقال الدكتور مهدي عفيفي إن توقعات البعض بأن تقوم الولايات المتحدة باستهداف رؤوس الحوثيين كما تفعل مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين لن يحدث، مبرراً ذلك بأن واشنطن تحاول ألا يتم توسيع دائرة الحرب الحالية في قطاع غزة، لأنه في المقابل لن تصمت إيران، مشيراً إلى أن الأخيرة قصفت بالفعل أماكن في سوريا والعراق.
وأضاف "عفيفي" أن توسيع رقعة الحرب ومداها ليس في صالح الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولي، معتبراً أن محاولة استهداف رؤوس جماعة الحوثيين سيكون أمراً صعباً، مؤكداً أن توسيع دائرة الصراع لن يكون حلاً للتعامل مع التوترات القائمة حالياً في الشرق الأوسط، وإنما ستكون المسألة من وراء الكواليس هدفها الضغط على إيران أو استرضائها أياً كان لإثناء الحوثيين عما يقومون به في البحر الأحمر.
وفي سياق حديثه عن رغبة الإدارة الأمريكية في توسيع دائرة الصراع، لفت القيادي بالحزب الديمقراطي الأمريكي إلى أن كل السياسيين في الولايات المتحدة وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن غير راضين عن مسار الحرب في غزة، مرجحاً أن يتزايد الضغط الأمريكي على إسرائيل خلال الفترة المقبلة لوقف حربها على القطاع، ومن ثم الحد من توسع دائرة الصراع.
وكانت أربعة مصادر إقليمية ومصدران إيرانيان قالوا، لوكالة أنباء "رويترز"، إن قادة من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني موجودون في اليمن للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر والإشراف عليها، موضحين أن طهران كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب اندلاع الحرب في غزة بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر.
تجاذبات وهمية
بدوره، يقول الكاتب العراقي محمد المعروف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا يعنيها إلا مصالحها، معرباً عن اعتقاده بأن ما يجري في الشرق الأوسط لا يصب إلا في مصلحة طهران وواشنطن، معتبراً أن ما بينهما مجرد تجاذبات وهمية لا يذهب ضحيتها إلى المواطنين في العراق وسوريا ولبنان واليمن وكل المنطقة تقريباً.
ودلل على ذلك بالضربات التي تنفذها إيران الداعمة للحوثيين في العراق وسوريا والتي طالت مناطق مدنية، وتأتي في إطار الفعل ورد الفعل، وحتى ردة الفعل الأمريكية جاءت باردة تعبر عن استمرار سيناريو التخادم بين الأمريكيين والإيرانيين والذي يستهدف إشغال المنطقة من أجل تمرير أجندات معينة في الشرق الأوسط، وجذب الأنظار بعيداً عما يحصل في غزة.
كواليس جديدة.. لماذا جاء إدراج الحوثيين على لوائح الإرهاب الأمريكية مؤقتاً؟
انشغل الكثيرون بقرار إدراج جماعة الحوثيين اليمنية الموالية لإيران على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة، لكن المفارقة أنه بعد مطالعة وكالة فرات للأنباء (ANF)، لبيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية تبين أنه قرار لا يزال مؤقتاً.
بيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إدراج جماعة الحوثيين على لوائح الإرهاب أكد أن هذا القرار "لن يكون على حساب الشعب اليمني"، حيث أنه خلال مدة 30 يوماً سيتم التواصل مع جميع الأطراف والمنظمات العاملة في المجال الإنساني لبحث تأثير القرار على احتياجات اليمنيين وعلى المعاملات المتعلقة بالغذاء والدواء والوقود لهم.
والسبب الذي أشارت إليه وزارة الخارجية كان هو نفس السبب الذي على إثره ألغى الرئيس جو بايدن في عام 2021 قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بوضع الحوثيين على لوائح الإرهاب، لكن قرار الرئيس الحالي وقتها قوبل بانتقادات شديدة، إذ نظر إلى واشنطن على أنها لا تتحرك إلا وفق مصالحها فقط في التعامل مع الحوثيين.