تعرض النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية (AKP-MHP) لهزيمة تاريخية في الانتخابات المحلية التي أجريت بتاريخ 31 آذار في شمال كردستان وتركيا، وفي كردستان على وجه الخصوص، قُضي على "سياسة الوكلاء" التي كانت تستولي على إرادة الشعب الكردي طيلة 8 أعوام، وفي هذا الصدد، تحدث الأكاديمي الدكتور عصمت كوناك لوكالة فرات للأنباء.

وفي مستهل حديثه، قال الدكتور عصمت كوناك أن انتخابات 31 آذار قد خلقت حالة من الفرح بين أوساط الشعب موجهة في الوقت ذاته ضربة قاسية جداً للنظام والحكومة.

ولفت الدكتور عصمت كوناك الانتباه إلى ألاعيب الحكومة في مدن كردستان قائلاً: "لقد جلبوا أصواتاً من الخارج، أي أنهم جلبوا وكلاء منقولين، لكنهم عجزوا عن تحقيق مسعاهم على الرغم من كل ألاعيبهم، على سبيل المثال، عمل الوالي والقائم مقام ومدير الأمن سوياً في شرناخ من أجل حزب العدالة والتنمية، هؤلاء موظفو الدولة، يأخذون الضرائب من الشعب، وضرائب الكرد تذهب إليهم، لكن مع ذلك، قاموا بالدعاية على أرض الشعب الكردي لحزب يستولي على إرادة الكرد، لقد انتصروا في هذه الانتخابات بشرناخ وبدليس بهذه الطريقة، لكنهم هُزموا بشكل عام في كل من كردستان وتركيا، لم يتمكنوا تحقيق مساعيهم وأهدافهم".

وأعلن الدكتور عصمت كوناك أن حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مستاءة من نتيجة الانتخابات، وقال: "إنها لا تريد القبول بنتائج الانتخابات وتريد إخفاء هزيمتها الفشل، ولهذا السبب يستعدون لإعداد فخاخ جديدة، وفي الوضع الحالي، الحالة الاقتصادية ليست جيدة بالنسبة لهم، أيّ أنهم لا يستطيعون إقناع الشعب من خلال الاقتصاد، لقد انتهت سياسة التجويع، ومثلما قال سمير أمير فإن "النظام الغير متكافئ يخلق الربح والفقر للضعفاء"، والآن هناك نظام غير متكافئ والنظام الحالي يعلم أن الشعب غير راض عن هذا النظام الغير متكافئ، ولذلك، سوف يلجؤون إلى تأجيج الفوضى، لأنهم يرونها الطريق والوسيلة الوحيدة للخلاص بالنسبة لهم، تأليب الجماهير على بعضها البعض وإثارة العداوة، أي أنه يمكن أن يلجؤوا إلى الاستفزازات مثلما حدث بعد عام 2015، وواضح أن الهدف الأقرب هو "الحرب"، إنهم ينظرون إلى الحرب على أنها خلاص بالنسبة لهم، لكن هل ستنقذهم الحرب أم لا، كل شيء ممكن.

وفي هذا الشأن، يقتدي نظام أردوغان بـ بوتين، فمثلما يعلم الجميع، بدأ بوتين الحرب في أوكرانيا، وقبل بدء الحرب كانت نسبة الدعم المقدم له في البلاد 77 بالمائة، لكن في الانتخابات الأخيرة وصلت إلى 87 بالمائة، قام بتهدئة المعارضة بشكل تام، وهذا هو الأسلوب الذي يريد أردوغان استخدامه، لكن روسيا وتركيا دولتان مختلفتان للغاية، ومن أجل أن يتمكن أردوغان من بدء حرب في جنوب كردستان، فهو يحتاج إلى اقتصاد قوي وموارد كثيرة، وهو محروم منها الآن، أما روسيا فلديها ميزانية قوية، لديها موارد كبيرة، لديها النفط والغاز والغذاء، ويمكن القول أن العالم كله مرتبط بها، ولذلك يمكنها أن تستمر بهذه الحرب لسنوات عديدة، لكن تركيا لا تملك القدرة على القيام بذلك، ولذلك فإن الحرب لن تأتي بأيّ نتيجة لهم، بعبارة أخرى، إنه يعاني من صداع، لكنه يحاول إنهاء هذا الصداع بالمقصلة، إن بدء حرب ضد الكرد بعد الانتخابات سيكون بمثابة انتحار بالنسبة لأردوغان، لكن مع ذلك، يجب على ديناميكيات المعارضة أن تكون حذرة بشكل خاص إزاء الاستفزازات، وينبغي أن تتخذ التدابير اللازمة".