في ذكرى تحرير سيناء المصرية.. السيسي يوجه رسائل حاسمة
أحيى المصريون اليوم الذكرى 42 لتحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، على وقع عدوان غاشم على قطاع غزة، وأحاديث كانت تترد بشأن تهجير الفلسطينيين إلى أرض الفيروز.
أحيى المصريون اليوم الذكرى 42 لتحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، على وقع عدوان غاشم على قطاع غزة، وأحاديث كانت تترد بشأن تهجير الفلسطينيين إلى أرض الفيروز.
وبهذه المناسبة، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة، اليوم الخميس، تضمنت عددًا من الرسائل الحاسمة وذات الأهمية، تتعلق بواقع ما جرى في هذه البقعة الغالية من أرض مصر وتحريرها، وكذلك ما يجري في الأراضي الفلسطينية ورؤية مصر في التعامل مع هذه القضية.
وقال الرئيس المصري إن سيناء التي تحررت بالحرب والدبلوماسية ستظل شاهدة على قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة ومؤسسات دولتها، ورمزًا خالدًا على صلابة الشعب المصري في دحر المعتدين والغزاة على مر العصور.
ولفت إلى أنه على مدار السنوات الماضية تعرضت مصر لاختبار جديد استهدف سيناء، وأن البلاد خاضت حربًا شرسًة ضد قوى الإرهاب والشر، التي ظنت واهمة أن بمقدور عملياتها الإرهابية إضعاف عزيمة المصريين، مؤكدًا أن "الشر تحطم على حصون الخير والشرف، وقدم الشعب شهداء أبرارًا من أبنائه الكرام في القوات المسلحة والشرطة المدنية، ليدفعوا بدمائهم الغالية ثمن حماية سيناء، بل ومصر كلها من الإرهاب والتطرف".
معركة سيناء
يقول اللواء سمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالجيش المصري إن معركة تحرير سيناء كانت في الواقع مجموعة من المعارك الطويلة، أولاهم حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 المجيدة، وهذه كانت المعركة السياسية التي سبقت أخرى سياسية قادها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
وأضاف فرج، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن المعركة السياسية قادت إلى توقيع اتفاقية السلام في 26 مارس/آذار 1979، ثم المعركة القضائية بالذهاب إلى التحكيم الدولي لاسترداد طابا، التي بُذل فيها مجهودًا كبيرًا وصولًا إلى رفع العلم المصري عليها بعد 3 سنوات التحكيم وكان ذلك في 19 مارس/آذار من عام 1989.
ويلفت اللواء سمير فرج إلى أن المعركة الرابعة، وهي تلك التي أدارها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتم تعديل معاهدة كامب ديفيد، على نحو يتيح إدخال قوات إلى بعض المناطق، وهذا أمر لا يحدث بين يوم وليلة.
معركة التنمية
وقال الرئيس المصري إنه كما كانت الحرب من أجل تحرير سيناء واجبًا وطنيًا مقدسًا، وكذلك كانت الحرب من أجل تطهيرها من الإرهاب، فإن تنمية سيناء وتعميرها هو واجب وطني مقدس أيضًا، مشيرًا إلى أن شبه الجزيرة تشهد اليوم جهودًا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة في الصحة والتعليم والبنية الأساسية وجميع مقومات العمران والصناعة والزراعة.
ويقول اللواء سمير فرج، تعليقًا على ذلك، إن ما جاء في حديث الرئيس السيسي اليوم يشير إلى أن مصر أمنت سيناء من خلال المشروعات التي تم تنفيذها في أرض الفيروز، من أنفاق ومصانع وتطوير ميناء العريش والجامعات والمدن الجديدة والمدن وتطوير بحيرة البردويل والطرق واستصلاح الأراضي للزراعة.
وشدد الخبير العسكري المصري البارز، في ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، على أن تلك المشروعات التنموية كان الهدف منها تأمين سيناء، حتى يتم القضاء على أية أفكار من الجانب الإسرائيلي بشأن نقل الفلسطينيين إليها، في إشارة منه إلى التلميحات التي كانت دائمًا تأتي من تل أبيب بأن سيناء أرض صحراوية فارغة يمكن نقل الفلسطينيين إليها.
فلسطين حاضرة
وجاءت كلمة الرئيس المصري تحمل كثيرًا من الرسائل بشأن الوضع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، لافتًا الموقف المصري الواضح منذ اللحظة الأولى، الرافض تمامًا لأى تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظًا على القضية الفلسطينية من التصفية وحمايـة لأمـن مصـر القومي.
وشدد السيسي، كذلك، على موقف مصر الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، مؤكدًا أن كل هذه الأمور تشكل الثوابت الراسخة التي تحرص مصر على العمل في إطارها، بهدف أسمى وهو إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة لصالح جميع شعوبها.
بدوره، يقول السفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية إن جانبًا مهمًا مما تشير إليه عملية تحرير سيناء أن مصر في كل تحركاتها تميل إلى الحلول الدبلوماسية سواء بالمعنى السياسي أو المعنى القانوني، كما حدث باسترداد مثلث طابا من خلال قضية التحكيم الشهيرة التي حصلت مصر على كامل ترابها في سيناء.
وحول ربط الرئيس المصري بين تحرير سيناء وحق الفلسطينيين في إقامة دولة لهم، قال الدبلوماسي المصري السابق، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المقاربة المصرية لعملية السلام منذ البداية لم تكن أبدًا مقاربة تقوم على تفضيل الحل الثنائي، أو لتحقيق مصالح مصر فقط.
ولفت السفير عزت سعد إلى أن تاريخ المفاوضات المصرية – الإسرائيلية ارتباطًا بعملية السلام يشهد بهذا، وأنه عندما تحركت مصر قبل كامب ديفيد نتذكر مفاوضات مينا هاوس وجنيف وكان دائمًا هناك مكان محفوظ ورئيسي للأطراف العربية الأخرى، التي سقطت بعض أقاليمها تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 25 أبريل/نيسان من عام 1982 رُفع العلم المصري على حدود البلاد الشرقية بعد إكمال إسرائيل انسحابها من سيناء، التي احتلتها في أعقاب حرب يونيو/تموز 1967، لكن المقاومة المسلحة وصولًا إلى حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة ساهمت في دفع مفاوضات وعملية سياسية أفضت إلى تحرير سيناء بالكامل، باستثناء منطقة طابا التي حصلت عليها مصر في إطار التحكيم الدولي.