"على المجتمع الدولي زيادة التعاون مع الإدارة الذاتية لمحاربة الإرهاب"

حذر منير أديب أن "داعش" بمقدوره شن الهجمات على المخيمات وسجون التي تحوي عناصره ضمن مناطق الإدارة الذاتية، بالتزامن مع الهجمات التركية وتقاعس الدولي في ملف محاربة الإرهاب، مشدداً على ضرورة استمرار التعاون الدولي مع الإدارة الذاتية لمحاربة الإرهاب.

بعد مرور 5 أعوام على هزيمة تنظيم "داعش" في شمال وشرق سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية، وانتهاء التنظيم عسكرياً في الربع الأول من عام 2019، لايزال فكره المتطرف نشط في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص والعالم بشكل أجمع.

ونتيجة الحروب والصراعات في العديد من دول العالم تنتعش فروع داعش في ظل التقاعس الدولي في ملف محاربة الإرهاب.

وتسعى دولة الاحتلال التركي عبر استهدافها المتكرر لمناطق شمال وشرق سوريا ومحيط السجون والمخيمات الأكثر خطراً في العالم لـ "داعش"، على زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.

وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 10 آلاف منتمٍ لداعش في سجونها، بالإضافة إلى المحتجزين في مخيمات "الهول" و "روج" في شمال وشرق سوريا ويصل عددهم إلى حوالي 50 ألف شخص، غالبيتهم سوريين وعراقيين وأجانب ينحدرون من أكثر من 45 دولة حول العالم.

وفي هذا السياق لفت الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب خلال حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF) الانتباه إلى نشاط خلايا داعش في الآونة الأخيرة، قائلاً: "حملت الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا في طياتها دعماً لإحياء "داعش" في شمال وشرق سوريا، فضلاً عن التنسيق المشترك بين دولة الاحتلال التركي و "داعش"، والسلوك العسكري الذي يبديه العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا يصب في خانة التعامل مع التنظيمات الإرهابية، وذلك مع هروب قيادات من داعش من سجون الخاضعة لدولة الاحتلال التركي".

هل "داعش" بمقدوره شن الهجمات على المخيمات والسجون التي تحوي عناصر مرتزقة داعش وعوائلهم ضمن مناطق شمال وشرق سوريا؟

لا يزال داعش قادر على تنفيذ عمليات نوعية تشمل الاعتداء على المخيمات والسجون، وخاصة بعد هروب عدد من عناصر وقيادات "داعش" من سجون الخاضعة لنفوذ دولة الاحتلال التركي، والأحداث الأخيرة في سجن الصناعة في مدينة الحسكة".

مضيفاً: "المجتمع الدولي تراجع في ملف محاربة الإرهاب في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث بات العبء الأكبر على الإدارة الذاتية".

صراعات إقليمية تُنشط "داعش"

وقال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب: "أصبح تنظيم داعش الإرهابي أقوى بما كان عليه في سابق، حيث استفاد من الحروب والصراعات في السودان وسوريا والأوضاع السياسية المهترئة في العراق فضلاً عن الحرب الدائرة في غزة والحرب الروسية في أوكرانيا والحروب والصراعات والانقلابات العسكرية خلال الفترة الأخيرة في مالي نيجر بوركينا فاسو".

وأشار إلى أن كل هذه الأحداث والفوضى والصراعات أدت لتقوية تنظيم داعش وفروعه التي بات تتحرك بشكل أقوى، وداعش قادرة على شن هجمات كبيرة ونوعية ربما على المخيمات "الهول"، "روج" وباقي المخيمات وأيضاً السجون.

كيف استعاد "داعش" قوته وشن الهجمات؟

قال منير أديب: "كان المجتمع الدولي منشغلاً في ضرب داعش الإرهابي في بقعة جغرافية محددة، متجاهلاً تفكيك الخلايا المنفردة والنشطة في العديد من المناطق الأخرى سواء في الداخل السوري وخارجه، مما أنعش التنظيم ومكنّه من استعادة قوته في تلك المناطق".

وتابع: "يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم والتعاون مع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، من أجل أن تستمر في محاربة الإرهاب والوقوف بوجه الدول الداعمة للإرهاب".

وفي ختام حديثه، قال منير أديب: "إن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال نشطاً في المنطقة ولا يمكن لدولة واحدة أن تقضي عليه، والقضاء عليه يحتاج لتحرك دولي سريع وقوي ومستمر".