لا يزال الحزب الديمقراطي الكردستاني يشكل أبرز الحلفاء الكرد لحكومة الاحتلال التركي، وأهم معين سواء في الهجوم على مناطق الدفاع المشروع في جبال قنديل أو مناطق شمال وشرق سوريا، والتي توجت في الفترة الأخيرة بسلسلة من اللقاءات لقيادات إقليم كردستان مع الوزراء والعسكريين الأتراك، كان أبرزها زيارة أردوغان إلى الإقليم، مما يطرح التساؤل حول ما إذا تحول الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى العصا التركية لضرب الكرد.
كشف رفيق غفور عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أصبح العصا الكردية التي يستخدمها أردوغان ضد الكرد، مبيناً أنه منذ فترة طويلة يتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا، لكن في الفترة الأخيرة بدأ الحزب يعلنها بشكل رسمي، سابقا كان بشكل غير علني أو غير مباشر، وكانوا يقولون إن تلك هي ادعاءات المغرضين، لكن الآن بدأوا يعلنون تلك العلاقة بأنفسهم، ويتحدثون على أن علاقاتهم طيبة مع أنقرة ويكتبون ذلك في جرائدهم.
وأكد غفور في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تحريض حزب البارزاني وصل لحدود أبعد، حيث تكتب الصحيفة التي تعتبر لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني أن في السليمانية يتم تدريب الناس وإرسالهم إلى الجليلة وروج افا، ويشجعون الدولة التركية على الضغط أكثر فأكثر على الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضاف عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يلعب دورا في الحقيقة لصالح تركيا مباشرة، لأن الاحتلال التركي والقواعد التركية في إقليم كردستان العراق والهجمات على مناطق الدفاع المشروع يشارك فيها حزب البارزاني، ويشاركون فيها لوجستياً ومعلوماتياً واستخباراتياً بكل معنى الكلمة، بل تسيطر الآن القوات التركية في منطقتهم على بعض القرى.
وبيّن رفيق، أنه حتى القرويين في تلك القرى عندما يسافرون ويرجعون يمرون ويخضعون لإجراءات القوات التركية في المنطقة وهذا بالتنسيق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، بل بعض المناطق تنسق مباشرة مع قوات الجيش التركي وهذا أصبح شيء عادي.
وأوضح عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، أن بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني يعرفون تلك الحقيقة وغير موافقين عليها، ولكن عائلة البارزاني ربطوا مصالحهم مع تركيا، خاصة وأن حكومة الإقليم تضع مصالح عائلة البارزاني في المقدمة قبل حزبهم وقبل أي شيء آخر، وفي الحلقة الأولى من تلك العائلة مسرور البارزاني واخوته وأبناءه حتى نيجيرفان البارزاني ليس من تلك الدائرة الضيقة لكن هو في الحلقة الثانية.
وأردف رفيق، أن ما رسخ تلك الممارسات أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يوجد لديه فكر أو أيديولوجيا، إذا وجدت أحزاب أخرى وحركات أخرى في منطقتهم سوف يخسرون ويخصمون من شعبيتهم، فهم يريدون أن المنطقة تكون تحت سيطرتهم وقبضتهم الأمنية بمساعدة الأتراك وكان قديماً تلعب إيران هذا الدور والآن تقوم به تركيا.
وذكر عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، أنه كان يوجد لديه صحفي صديق من النرويج وبرلماني وكاتب مشهور التقى به قبل فترة، عقب لقاؤه بأحد القرويين الذي كان سابقا في البيشمركة مع البارزاني وسأله كيف يرى عائلة البارزاني، فأجابه الرجل أن تلك العائلة يمكنها أن تتفق مع أي جهة إلا الكرد.
وأشار رفيق، إلى أن حزب البارزاني يشجع على الهجوم على مناطق جبل شنكال وعلى مناطق جبل قنديل رغم أن حزب العمال الكردستاني فصيل كردي أصيل، لأنه يخشى من مناطق النفوذ لأن حزب العمال الكردستاني له فكراً ايدلوجيا، والحزب الديمقراطي الكردستاني لا يريد أن يعطيه هذا المجال.
بينما أوضحت روشين موسى الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في حلب وعضوة مجلس عوائل الشهداء، أن جميع الشعب الكردي يعلم أن موقف مسعود البارزاني وابن أخيه نيجيرفان البارزاني هو إفشال المشروع الديمقراطي الكردي الذي يمثل إرادة الشعب عامة والشعب الإيزدي خاصة، من خلال استهداف الدولة التركية لمنشآت الحيوية على سبيل المثال استهداف فيدارسيون جرحى الحرب في قامشلو، وغيرها من المنشآت المدنية.
وأكدت روشين موسى في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الدولة التركية تعمل على وترين، الأول هو الهجوم على المناطق الكردية والوتر الثاني إخضاع الكرد عن طريق حكومة كردستان، وهذا دليل واضح على المصالح المشتركة بين حكومة كردستان وتركيا، فكلما ضاق الحل على الدولة التركية، تقوم بمصافحة حكومة إقليم كردستان لضرب الكرد بالكرد أمام مرأى العالم.
وأضافت الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في حلب وعضوة مجلس عوائل الشهداء، أنه عندما يتم ذكر المجازر والفرمانات التي حدثت بحق الإيزديين الكرد نجد أن الهدف منها هو محو الثقافة الكردية المتجذرة تاريخياً وهي مهد حضارات ميزبوتاميا.