إسرائيل تخطط لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية.. ترقب إقليمي وتحذير أمريكي
كشفت صحف غربية، عن تحذير الاستخبارات الأمريكية للبيت الأبيض من خطة إسرائيلية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، تزامنا مع إعلان ترامب نيته التوصل إلى اتفاق مع طهران.
كشفت صحف غربية، عن تحذير الاستخبارات الأمريكية للبيت الأبيض من خطة إسرائيلية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، تزامنا مع إعلان ترامب نيته التوصل إلى اتفاق مع طهران.
قبل أسبوعين، أعلن المرشد الأعلى للثورة في إيران، موافقته الضمنية على الدخول في مفاوضات أمريكية غربية لاستئناف مفاوضات 5+1 في العاصمة السويسرية بعد تجميد المفاوضات منذ ولاية الرئيس ترامب الأولى، مؤكدا أن إيران ماضية في برنامجها السلمي الذي لا يستهدف أغراضاً عسكرية، في مقابل استمرار التحريض الإسرائيلي للإدارة الأمريكية لدعمها في توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية.
وكشف خبراء استراتيجيون أن إسرائيل لن يكون في مقدورها تنفيذ ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية لعدم امتلاكها القدرات التقنية والعسكرية التي تمكنها من استهداف تلك المنشآت، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي درس على مدار الفترة الماضية خيارين لا ثالث لهما، أحدهما يقترح تنفيذ هجوما بعيد المدى من خلال الصواريخ الباليستية «جو-أرض»، من خارج المجال الجوي الإيراني، والخيار الثاني هو تنفيذ هجوما من داخل إيران من خلال اختراق المجال الجوي وإلقاء القنابل الخارقة للتحصينات على المنشآت النووية، وتواجه إسرائيل صعوبة فنية في تنفيذ أيٍ من المقترحين.
تحريض إسرائيلي
وسبق وأن حاول نتنياهو الحصول على موافقة بايدن -الرئيس الأمريكي السابق- بمساعدة إسرائيل في توجيه ضربة نوعية للمفاعلات النووية في أعقاب الاستهداف الإيراني لتل أبيب بالصواريخ ردا على اغتيال إسماعيل هنية مدير المكتب السياسي لحركة حماس على الأراضي الإيرانية، وحينها حذرت الأجهزة الأمنية الرئيس الأمريكي السابق من الانسياق وراء رغبات نتنياهو الهادفة لإشعال الحرب في المنطقة وتوسيع نطاقها، وخضع بايدن حينها لتحذير الأجهزة الأمنية التي أكدت عدم جدوى الضربة الأمريكية الإسرائيلية نظرا لوجود منشآت نووية في أماكن محصنة لن تستطيع حتى القنابل الخارقة للتحصينات الوصول إليها، ومن ثم سيحاول نتنياهو تنفيذ نفس السياسة مع الرئيس الأمريكي ترامب الذي انصاع لرغباته بالانسحاب من مفاوضات جنيف خلال ولايته الأولى، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حينما قرر اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني على الأراضي العراقية.
سياسة ترامب
قال غازي فيصل الدبلوماسي العراقي السابق في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ « ترامب أبدى استعداده للوصول إلى اتفاق بشأن الملف النووي، وذلك ضمن سياسته الجديدة التي تختلف كليا عن ولايته السابقة، حيث يتبع نهج إيقاف الحروب في مناطق الصراعات بما فها الشرق الأوسط، ما يستدعي ضرورة تصفية الخلافات مع طهران من خلال إنهاء الملفات المتعلقة بالبرنامج النووي ومناطق النفوذ في الشرق الأوسط»، وأكد الدكتور نبيل العتوم الباحث في الشؤون الإيرانية، في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنّ «الخيار العسكري لازال مطروحا على الطاولة الأمريكية، إلا أن الأجهزة المعنية الأمريكية لا ترى جدوى من تنفيذ ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني نظرا لتداعياته على مصالح البيت الأبيض في المنطقة، إلا أن إسرائيل قد تُقدم على توجيه ضربة عسكرية للبرنامج الإيراني إذا رأت تهديدا مباشرا وفقا لحساباتها الأمنية المنفردة».
مراجعات دقيقة
ورغم حالة التوافق في السياسات بين ترامب ونتنياهو، إلا أن الملف الإيراني يخضع لمراجعات دقيقة من قبل المخابرات الأمريكية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي، ومن الصعوبة اتخاذ قرار بشأن النشاط النووي الإيراني دون الرجوع إلى مؤسسات الدولة العميقة التي ترى في توجيه ضربة أمريكية أو إسرائيلية للمفاعلات النووية، تداعيات على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة وأن الضربة لن تفضي إلى تصفية البرنامج النووي وإنما قد تحد من قدرات طهران على تخصيب اليورانيوم لفترة من الوقت، وبالتالي فإن الحل السلمي والوصول لاتفاق ضمن صفقة تضمن المصالح الأمريكية أجدى من العمل العسكري الذي يسعى نتنياهو إلى تنفيذه خدمة لمصالح حزبية ضيقة لا تخدم المصلحة الأمريكية.