الكونغرس الأميركي يقر مساعدات بقيمة 95 مليار دولار..هل يمكنها إنقاذ أوكرانيا وإسرائيل

اتفق الحزبين الديمقراطي والجمهوري على تقديم حزمة مساعدات لكلا من غزة وأوكرانيا بقيمة 95 مليار دولار وسط موجة انتقادات لمساندته للحملة الإسرائيلية في غزة

وافق الكونغرس الأمريكي على حزمة مساعدات لكل من إسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار دولار، خاصة بعد التقدم الأخير الروسي على الجبهة الأوكرانية،. والحملة على غزة، مما يثير التساؤلات حول أهمية تلك المساعدات الأمريكية ومدي قدرتها على تغيير دفة سواء في اوكرانيا أو غزة.

كشف إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه في حرب واسعة النطاق، ليست المساعدة العسكرية فقط مهمة، بل المساعدة المالية أيضًا، لأنه من الضروري أن يعمل اقتصاد البلاد، وإلا فإن هناك خطر تكرار مصير ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى عندما صمدت البلاد عسكريا، ولكن بسبب حقيقة أن الاقتصاد لم يكن لديه ما يكفي من الموارد المالية، خسرت ألمانيا في نهاية المطاف الحرب العالمية الأولى، ويوجد وضع مماثل مع أوكرانيا.

وأكد أوس في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه حتى لا تخسر أوكرانيا الحرب التي بدأتها روسيا ضد أوكرانيا بسبب عوامل اقتصادية، تحتاج أوكرانيا إلى المساعدة المالية، وفي ميزانية أوكرانيا للعام الحالي هناك حاجة إلى تمويل خارجي بمبلغ 37.000.000.000 دولار أمريكي

وأضاف مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه سيتم تغطية هذا المبلغ جزئيًا من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي خصص 18.000.000.000 يورو للعام الحالي، وستخصص حزمة المساعدات الأمريكية المعتمدة نحو 8.000.000.000 دولار للأغراض المالية..

وبين أوس، أن هذا المبلغ لن يغطي كافة الاحتياجات على الإطلاق، ولكن ليس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحدهما من يساعدان أوكرانيا، لأن في يناير 2024، كانت الدولة الوحيدة التي قدمت المساعدة المالية لأوكرانيا هي اليابان، حيث يصل إجمالي الدعم منها بالفعل إلى حوالي 4,000,000,000 دولار أمريكي، كما جاءت المساعدة من النرويج وصندوق النقد الدولي ودول أخرى ومؤسسات مالية دولية، لذلك، مع احتمال كبير، ستتمكن أوكرانيا من الحصول على المبلغ اللازم لتغطية النفقات الأخرى في ميزانيتها

وأوضح مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه بالتالي فإن المساعدات المالية سوف تسمح لأوكرانيا بالتركيز بشكل أكبر على قضايا شن الحرب والقلق بشكل أقل بشأن حالة اقتصادها.

بينما كشفت فاتن شلباية، مستشارة حقوق الإنسان في أمريكا وعضو المجلس المركزي للحملة الاكاديمية لمناهضة الابارتهايد،  أن قضية مساعدات الكونغرس الأمريكي لإسرائيل فإن الوعي العام لدى الشعوب أصبح أكبر من سابقه في السنوات السابقة وهذا أدى إلى وعي بكيفية اختيار أعضاء الكونغرس وانتخاب من هو مناصر لحق الشعب الفلسطيني.

 وأكدت شلباية في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هناك أكثر من 17 عضو كونغرس أمريكي حالي ومرشح من داعمي الشعب الفلسطيني وحقه ورافضين لمساعدات الحكومة الأمريكية لإسرائيل ولكن يوجد عدد لا ننكره من مؤيدي هذا القرار ونقوم حاليا بالمراسلة والتواصل معهم لمحاولة تغيير موقفهم .

كشفت سارة كيرا، رئيس المركز الأوروبي الشمال أفريقي للدراسات، أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل هي ضوء أخضر لإسرائيل لاجتياح رفح، كما انها لحفظ ماء وجه إسرائيل،. ودليل  على أنها لم تتخلى عن إسرائيل في الحرب، ولذلك من الطبيعي أن يتفق الحزبين الديمقراطي والجمهوري على دعم إسرائيل، خاصة وأنهما يعتبران إسرائيل تحد من طموحات وتحجم العديد من دول المنطقة، مثل مصر والعراق وسوريا ودول الخليج، كما أنهم في واشنطن يعتبروها تخوض حرب بالوكالة ضد إيران واذرعها في المنطقة

 وأكدت كيرا في تصريحات خاصة لوكالة فرات، كما أن بايدن اقتنع من نتنياهو أن رفح هي المعقل الأخير لسيطرة حركة حماس وهو يستغل صداقته مع بايدن وميول بايدن ينتمي إلى الصهيونية المسيحية، أنه حتى إن لم يقضي على حركة حماس، يكون قد قضى على غزة بالكامل، هذا الدعم يرسل رسالة لأعداء إسرائيل في المنطقة ألا وهي أن أمريكا مازالت وستكون في دعمها والوقوف في ظهرها حتى لو امريكا لم تكن لديها مصلحة ، مثلاً أن إسرائيل تحتك بمصر احتكاك مباشر، وأمريكا لا تريد ذلك، لأن ذلك يدخلها في حرب شاملة.

وأضافت رئيس المركز الأوروبي الشمال أفريقي، أن واشنطن تريد أن تكون إسرائيل هي المسيطرة عسكرياً في منطقة الشرق الأوسط أو على الأقل يحدث توازن بينها وبين القوى الأخرى مثل مصر وحزب الله والحوثيين، و الجمهوريين والديمقراطيين متفقين على مصالح أمريكا العليا وهو ضمان بقاء إسرائيل، حيث يتم استخدام إسرائيل كفزاعة للخليج وإيران ومصر و أنظمة مثل نظام الأسد  التوافق الجمهوريين والديمقراطيين لمصلحة امريكا العليا ونفوذها

وأوضحت كيرا، أن أمريكا متربعة على عرش العالم من التسعينات، أي منذ حوالي ٣٠ عام، وبايدن قال لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعناها،  ومازالت أمريكا تتمتع بأكبر انتشار عسكري، لديها قواعد عسكرية ، وصناع القرار الأمريكيين يفضلون أن يعطوا ٢٠ مليون دولار لإسرائيل اوفر لهم من تحريك اي قاعدة من قواعدهم ، مثل الأفريكوم وقاعدة  العيديد في قطر، الدليل على ذلك أن أمريكا استخدمت الفيتو في مجلس الأمن ضد إقامة دولة فلسطينية حتى تستعيد إسرائيل توازنها،.   وضمان تفوق إسرائيل في جميع الاوجه، او لا تكون إسرائيل مستقرة من الداخل. ومتجانسة

كما تطرقت كيرا، إلى أنه تعتبر المساعدات التي تم تخصيصها لأوكرانيا هي ذر الرماد في العيون، والمفترض بعد ٣ سنوات يكون الغرب قد أيقن أنه لا يستطيع انتصار على روسيا، أوروبا تعلم علم اليقين الحرب في أوكرانيا هي حرب روسية أمريكية بامتياز، أوروبا لا تستطيع الصمود أمام امريكا، توجد دول ليس لديها جيش، رغم أن لديها أسلحة، مثل ألمانيا،  ترامب كان يدعو الدول لزيادة نفقاتها العسكرية في الناتو ، من أجل تحجيم روسيا،  أمريكا اليوم لا تستطيع مواجهة روسيا،  ولا يستطيعون الدفع بأوراق سوي أوكرانيا ورئيسها الحالي زيلينسكي،  أمريكا لن تسلم روسيا والصين مفاتيح قيادة العالم بسهولة، لذلك الولايات المتحدة تعتبر نفسها تحارب ضد روسيا في اوكرانيا، وليس أمامها في هذه الحرب سوى ان تفتح خزائنها أمام أوكرانيا للمساعدات العسكرية، هم يحاربون من أجل نفوذهم على قيادة العالم،  الحرب الأساسية لأمريكا هي اوكرانيا،  وليست إسرائيل، نفوذها في المنطقة من مصلحته، 

وأردفت رئيس المركز الأوروبي الشمال أفريقي، أن أمريكا فزعت من التقدم الروسي داخل أوكرانيا في الآونة الأخيرة ، وهي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الإدارة الأمريكية لإرسال المساعدات المالية في أوكرانيا، و روسيا بكل ما فعل ضدها الغرب لم يستطيعوا  تحقيق انتصار عليها خاصة من اوكرانيا، أصبحت مستنقع لا تستطيع أمريكا والغرب الخروج منه، لا يوجد أمل لتحقيق أكبر قدر من المكاسب إلا عن طريق تقديم أكبر دعم ممكن لأوكرانيا، هم يريدون أن تفوز أوكرانيا بمعركة أو معركتين، ثم يبدأون المفاوضات مع روسيا، في إطار تحسين شروط التفاوض، ولن تنتهي الحرب الأوكرانية إلا بالجلوس مع بوتين، ولن يقوم بذلك إلا ترامب

وأشارت كيرا، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إنقاذ  أوروبا والذخيرة الأوروبية،  ارقام بيع وشراء السلاح في السوق السوداء أصبحت مرعبة، والطريقة الأسهل للولايات المتحدة هي دفع أموال لأوكرانيا على أن تتولي الأخيرة شراء السلاح بالطريقة المناسبة لها، خاصة مع قرب نفاذ الذخيرة الأوروبية، ووقوع الدبابات الألمانية في يد روسيا، مما يعني تسرب التكنولوجيا الألمانية إلى الروس

كما تطرقت إلى الدفعة الأخيرة من المساعدات الأمريكية في منطقة جنوب شرق آسيا، و التي جاءت من أجل حد نفوذ الصين في منطقة بحر الصين الجنوبي، وبعض الدول في تلك المنطقة مثل إندونيسيا والفلبين تعاني أزمات اقتصادية ولذلك ستساعد تلك المساعدات على مواجهة تلك الدول للصين والحيلولة دون أي عمل عسكري صيني ضد تايوان، رغم أنه من المبكر الحديث عن مواجهة في منطقة بحر الصين الجنوبي.