الاعتداءات التركية على شمال وشرق سوريا تدهور الواقع الصحي وتفاقم معاناة الاهالي

ما بين حصار حكومة دمشق والقصف التركي، هناك سياسة قذرة تهدف الى كارثة انسانية تخرج المشافي الأساسية عن الخدمة في اقليم شمال وشرق سوريا.

تسبب العدوان التركي الجديد على اقليم شمال وشرق سوريا بالتدمير الكلي لمحطة الأوكسجين المركزية والتي كانت تؤمن غاز الحياة (الأوكسجين) لعشرات المشافي الخاصة والعامة والكثير من المراكز الصحية المجاورة لمركز غسيل الكلى ما أدى إلى خروجها عن الخدمة نهائياً، إضافة إلى حصول أضرار كبيرة في مركز غسيل الكلى، الوحيد في المنطقة، والذي يقدم الخدمة لما يقارب الــ/100/ مريض وبمعدل /250/ جلسة أسبوعياً، كمحطة التحلية فيه، الأمر الذي أدى إلى توقف جميع أجهزة الغسيل عن العمل، وبالتالي تعريض حياة أولئك المرضى للخطر الشديد.

 

أما في مدينة كوباني، فإن التدمير الكامل لأحد المراكز الصحية الرئيسية فيها قد أدى إلى توقف تقديم الخدمة الصحية لما يقارب الــ/400/ مريض يومياً كانوا يستفيدون من خدمات ذلك المركز، إضافة إلى خروج سيارات الإسعاف الموجودة عن الخدمة.

الغاية من استهداف البينة التحتية في إقليم شمال وشرق سوريا هو إضعاف الادارة الذاتية 

No description available.

وفي هذا السياق، تحدث الرئيس المشترك لهيئة الصحة لإقليم شمال وشرق سوريا الدكتور محمد نور، لوكالة فرات للإنباء، وقال إن "هجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا شملت مؤسسات وبنى تحتية وخدمية كثيرة، والغاية منها معروفة وهي ضرب البنية التحتية واضعاف الادارة الذاتية ودفع المواطنين المتواجدين في اقليم شمال وشرق سوريا الى الهجرة".

وأضاف: "ومن ضمن تلك المؤسسات التي تم استهدافها، كانت هناك مؤسسات صحية تقدم الخدمة الصحية للمواطنين، وكما يدرك الجميع قبل ثلاثة أشهر تم استهداف مشفى كوفيد 19 وفي هذه المرة تم استهداف محطة الاوكسجين الرئيسية في مقاطعة قامشلو والتي تغذي العشرات من المشافي العامة والخاصة والمراكز الصحية، ومن المؤسف بأنها المحطة الوحيدة خرجت عن الخدمة، مما يشكل خطراً على حياة المواطنين المحتاجين لمثل هذه المستلزمات، وغاز الاوكسجين هو المادة الاساسية لاستمرار العمل في داخل المشافي".

واشار الدكتور محمد نور في حديثه الى أن "محطة الاوكسجين المذكورة التي تم قصفها كانت مجاورة تماماً لمركز غسيل الكلى مما ادى لتعرض مركز غسيل الكلى لأضرار شديدة ليخرج عن الخدمة، والكثير من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج حالتهم المادية لا تسمح بأجراء مثل هذه الجلسات، والمركز الثاني التي تم استهدافه في مقاطعة كوباني وهو المركز الوحيد الذي كان يقدم الخدمة الصحية وكان يستقبل ما يتراوح بين 300 الى 500 شخص في الشهر، والمركز تم تدميره بشكل كامل".

"على الجهات المعنية ان تخرج عن صمتها وتطالب بوقف العدوان التركي"

وأكد الرئيس المشترك لهيئة الصحة لإقليم شمال وشرق سوريا أن "القصف لم يكن بالخطأ وانما كان مقصوداً والدليل على ذلك هو تكرار استهداف تلك المراكز وخاصة مشفى كوباني والذي تم استهدافه عدة مرات، وهذا دليل بأن اليد الفاعلة التي قامت بالعدوان تدرك اهمية هذه المراكز وتسعى الى تدميرها بالكامل لإضعاف المنطقة ومنع تقديم الخدمات للمواطنين".

ونوه الدكتور في حديثه أنه "رغم أن جميع القوانين والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف جميعها تمنع استهداف المراكز الخدمية، ولكن دولة الاحتلال التركي ضربت جميع هذه القوانين بعرض الحائط، والكثير من الاطراف والمؤسسات والمنظمات الدولية قدمت لنا يد العون لتكون المؤسسات الصحية على ما يرام ومنها مشفى كوباني ومشفى قامشلو ولكن تم استهدافهما وتدميرهما".

واختتم الرئيس المشترك لهيئة الصحة لإقليم شمال وشرق سوريا الدكتور محمد نور حديثه قائلاً: "يمكننا القول بأن جميع المؤسسات القانونية والحقوقية والصحية والدولية المعنية بحقوق الانسان عليها أن تخرج عن صمتها وتطالب المحاكم والجهات الدولية والمؤسسات الراعية التي اصدرت تلك القوانين بحماية المؤسسات الخدمية ووقف العدوان التركي والمطالبة من الجهات المعنية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم".

حصار حكومة دمشق يتسبب بكارثة انسانية في مقاطعة عفرين والشهباء ويؤثر على القطاع الطبي 

No description available.

ومن جانبه، تحدث لوكالة فرات للأنباء، الرئيس المشترك لهيئة الصحة لمقاطعة عفرين والشهباء الدكتور آزاد رشو، وقال أنه "بعد نزوح اهالي عفرين الى مناطق الشهباء التي كانت البنية التحتية فيها شبه مدمرة بسبب المعارك التي شهدتها ضد الجماعات التكفيرية والسلفية، ولكن تم فتح مشفى آفرين في البداية بأيادي أطباء عفرين والكادر الطبي وبجهود ضعيفة وامكانيات ضئيلة جداً وهذا المشفى ليس بأكاديمي مثل المشافي الاخرى حسب المعايير والمقياس الطبي وانما كان عبارة عن مزرعة وتم فتح هذا المشفى بغرفة عمليات بسيطة، وكافة الاقسام متواجدة ولكن ليس بالمستوى المطلوب، والخدمات التي يقدمها المشفى هي خدمات مجانية لكافة مكونات هذه المنطقة دون أي تمييز".

وأضاف: "منذ عدة سنوات وحتى هذه اللحظة، هناك قصف مستمر من قبل دولة الاحتلال التركي على مناطق الشهباء، إضافة لتعرضها لحصار ممنهج من قبل حكومة دمشق، وهذه الحالة اثرت على معيشة سكان هذه المنطقة بشكل عام وخاصة مهجرو عفرين، كما أثر بشكل واضح على القطاع الصحي، وذلك بسبب منع دخول المستلزمات الطبية والأدوية، وهناك مشفى آخر متواجد في ناحية تل رفعت التي تقع على خطوط التماس ولكن مع الاسف هذا المشفى تعرض للقصف من قبل جيش الاحتلال التركي وأدى الى اصابة أحد اعضاء الكادر الطبي".

وفي ختام حديثه، طالب الرئيس المشترك لهيئة الصحة لمقاطعة عفرين والشهباء الجهات المسؤولة والدول الضامنة بالتدخل لفك هذا الحصار وإيقاف هذا القصف، وقال: "نحن هيئة الصحة في مقاطعة عفرين والشهباء نقدم المساعدات الطبية للأهالي بحسب الامكانيات الموجودة".