واجرت وكالة فرات للأنباء ANF حواراً مع ناصر الغربي الأمين العام لجمعية "إعلاميون" السعودية، حيث أكد على استمرار حملة مقاطعة المنتجات التركية في المملكة، مؤكدا على أن الشعب التركي مطالب بوقفة صادقة أمام حكومته الاستبدادية. معتبرا أن مقاطعة المجتمعات العربية والكردية والأرمينية والأوروبية لتركيا يدل على وعي هذه الشعوب بالمؤامرات الأردوغانية التي تستهدف المنطقة، وفيما يلي نص المقابلة:
على مدار العامين الماضيين خرجت عديدٍ من الدعوات بين المغردين السعوديين والخليجيين لمقاطعة السياحة التركية وحتى المسلسلات التركية وكذلك الاستثمار هناك، لكن لماذا في رأيك أخذت الحملة الشعبية السعودية خلال الأسابيع الأخيرة كل هذا الزخم والتفاعل من جانب الشعب السعودي؟
دائماً ما يستمد الشعب السعودي، الحكمة والتريث من قيادته الحكيمة، حيث كان الموضوع في بدايته عبارة عن قراءة استباقية من البعض وردود أفعال محدودة بين المغردين تجاه السياسيات التركية المعادية للمملكة وقادتها منذ وقت بعيد، ومع مرور الوقت استشعر المجتمع السعودي أن هذه السياسات المعادية لم تكن مجرد مصادفة أو مرتبطة بموقف سياسي معين، بل هي مخطط تركي يقوده اردوغان لزعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية، وفي ظل حكمة القيادة السعودية وصبرها على السياسات التركية المعادية، حمل المواطنون لواء الدفاع عن وطنهم وأطلقوا حملة شعبية خالصة لمقاطعة المنتجات التركية، والتي كانت لها انعكاسات قاسية على الاقتصاد التركي، وباتت توتي ثمارها اقتصادياً خلال عدة أسابيع فقط، والقادم أكثر قسوة على الاقتصاد التركي الهش.
ما هو موقف جمعية "إعلاميون" من هذه الحملة؟ وهل انطلاقا من دورها التوعوي يمكن أن تقوم بجهود إعلامية في هذا الصدد؟
جمعية "إعلاميون" إحدى مؤسسات المجتمع المدني، ولها شراكات استراتيجية مع جمعيات تمثل القطاعين التعاوني وغير الربحي، وإحدى هذه الشراكات مع جمعية الأسر الاقتصادية التي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها، والتي أصدرت بياناً صحافياً داعماً للحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية، وتضمن البيان إطلاق مبادرة "منتجنا أولى" في دعوة إلى تمكين المنتج الوطني الذي تنتجه الأسر المنتجة واعطاءه الأولوية، ليكون البديل والخيار الأول عوضاً عن المنتج التركي، حيث تتولى "إعلاميون" الجانب الإعلامي للمبادرة، وما يبعث بالفخر أن هذه المبادرة لاقت استحسان المجتمع السعودي وانتشرت على مستوى شعبي واسع، حيث تجد الدعم من المجتمع السعودي ورجال الأعمال والقطاع الخاص.
كيف ترى دور جمعيتكم في مواجهة وسائل الإعلام التركية التي تشن هجوما مستمرا على السياسة السعودية وربما دول عربية أخرى مثل الإمارات ومصر؟
جمعية "إعلاميون" لم تدخر أي جهد في التصدي لهجوم وسائل الإعلام التركية، من خلال الاستمرار بإصدار البيانات المجتمعية بأكثر من لغة ليكون صداها دولياً، حيث نعمل على كشف الوجه القبيح والمضلل للإعلام التركي وما يبثه من معلومات مغلوطة عن المملكة وحلفاءها في الإمارات ومصر، إضافة إلى فضح السياسات المعادية لاردوغان وحكومته.
في رأيكم ما هي الدوافع الحقيقية لهجوم أردوغان على المملكة، وهل ترى أن سياسة الرياض التي ترفض تحالف "أنقرة - الدوحة" الداعم للإرهاب والميليشيات بما في ذلك التدخلات التركية والقطرية في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، هو السبب وراء هذا الهجوم؟
أردوغان يعي تماماً أهمية وثقل المملكة العربية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي، ويعرف بأن السعودية قيادة وشعباً هي السد المنيع أمام رغباته التوسعية وأطماعه الاستعمارية، ولا يمكن أن يصل لما يحلم به بوجود دولة الحرمين الشريفين ومكانتها الإسلامية، إضافة إلى ثقلها الاقتصادي على مستوى العالم، وبالتأكيد التحالف التركي القطري المشترك والداعم والحاضن للإهاب يزيد من الأمر تعقيدا خاصة وأن المملكة تبذل الغالي والنفيس لمحاربة محور الشر (التركي – القطري – الإيراني) وتجفيف منابعه.
هناك بالفعل قرار من الجامعة العربية بعد الاعتداء التركي على شمال سوريا في أكتوبر 2019 يدعو حكومات الدول العربية إلى مراجعة العلاقات الاقتصادية والعسكرية بتركيا وقطع أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية، هل يمكن أن تتحول المقاطعة العربية لتركيا إلى قرار حكومي؟
يجب ألا ننسى بأن هذه المقاطعة شعبية – وطنية، وتنطلق من قناعة مجتمعية خالصة، وبالتأكيد الحكومات العربية وعلى رأسها المملكة دائماً ما تكون علاقاتها الدولية متزنة، وقراراتها الدبلوماسية مدروسة.
ما هي دلالة خروج هكذا حملات شعبية لمقاطعة تركيا في الدول العربية وربما أيضا في بعض المجتمعات الأوروبية والكردية والأرمينية وغيرها.. وكيف ترى تداعيات ذلك على سياسة الحكومة التركية؟
يدل على وعي الشعوب ومدى استيعابها للمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد بلدانها، وسيكون للمقاطعات الشعبية دور فعال وقوي في التأثير على الاقتصاد التركي وبالتالي ستؤثر على سياسات الحكومة التركية العدائية.
بعيداً عن موقفنا من نظام أردوغان، ما هي الرسالة التي يود الشعب السعودي بعثها إلى الشعب التركي من خلال حملة المقاطعة؟
الشعب التركي أشقاء لنا، ومقاطعتنا للمنتجات التركية هي نتيجة للسياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة التركية، ولابد أن يكون للشعب التركي الشقيق وقفة صادقة ضد حكومته الاستبدادية لأن هذه السياسات العدائية سيكون مردودها تدميري على الشعب التركي اقتصادياً.