وبعد أن نشر الحزب الديمقراطي الكردستاني قوّات من البيشمركة، التابعة له، في منطقة "زيني ورتى"، أبدى أهالي المنطقة امتعاضهم من هذه الخطوة، بيد أنّ رئيس حكومة إقليم جنوب كردستان، مسرور بارزاني صرّح بأنّ القوّات التي تمركزت في تلك المنطقة هي قوّات حكوميّة ولها الحقّ في أن تتمركز في أيّ بقعة من أراضي الإقليم.
هنا تحدّث بارزاني باسم حكومة إقليم كردستان، وذلك لتغطية المخطّطات التي ينوي الحزب الديمقراطي الكردستاني القيام بها، وهو بذلك يستخدم اسم مؤسّسة حكوميّة لخدمة تلك المخطّطات. لكن عندما دخلت عدّة حافلات تنقل عدداً كبيراً من الناس إلى أراضي الإقليم عبر معبر "إبراهيم خليل" الحدودي، قادمة من تركيا، دون أن يمرّ ركّابها بأيّة نقطة تفتيش أو فحص طبّي، اعترض طريقها عدد من المواطنين وأبدوا رفضهم للأمر، لتتدخّل قوّات الأمن (الأسايش) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، والمفروض أنّها تابعة لحكومة إقليم كردستان، ووتحدّث باسم بيت البارزاني لتجبر المواطنين المعترضين على الابتعاد عن المكان وفتح الطريق أمام تلك الحافلات.
هذا الحدث يؤكّد أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يسخّر مؤسّسات حكومة إقليم كردستان لخدمة "آل البارزاني"، فتارة يتحدّث رئيس الإقليم عن قوّات البيشمركة على أنّها قوّات حكوميّة، وتارة نرى كيف يستخدمون الأسايش لتمرير أجندات الأسرة الحاكمة.
مسرور بارزاني هو نجل مسعود بارزاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان، وله نفوذ كبير داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني ويُعرف بين أعضاء الحزب بالأخ الكبير. بطبيعة الحال، يحاول مسرور بارزاني، بشتّى الوسائل، أن يفرض نفسه ك"أخ كبير" في عموم أرجاء إقليم جنوب كردستان، وهذا الأمر يخوّله بأن يتحدّث أحياناً باسم الحزب، وأحياناً باسم مؤسّسات الحكومة، وأحياناً أخرى باسم "آل البارزاني".
وهذه هي مشاهد دخول الحافلات التركيّة إلى أراضي الإقليم كما عرضتها وكالة Rojnews: