مراد قريلان: يجب الاعتراف بحقوق الهوية للشعب الكردي

دعا عضو الهيئة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان إلى الاعتراف بحقوق الهوية للشعب الكردي، وقال" يمكن إلقاء السلاح على هذا الأساس وأنَّ العملية هي قضية وطنية بالنسبة للكرد".

تحدث عضو الهيئة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قريلان لقناة " Channel 8 " التي تبث في جنوب كردستان.

وفي حديثه، لفت قريلان الانتباه إلى هجمات دولة الاحتلال التركي، وقال بإنّ حزب العمال الكردستاني لن يتمكن من عقد مؤتمره في ظل الهجمات، ولهذا السبب يجب أن تتوقف الهجمات على الفور.

ولفت قريلان الانتباه أيضاً إلى الدعوة التاريخية للقائد آبو للتغيير والتحوّل، وذكر بأنَّ هذه الجهود والمحاولات بدأت في تسعينيات القرن الماضي، ولكن بسبب بعض التدخلات من قبل مجموعات سرية داخل الدولة، فإنَّ هذه التغييرات لم تسفر عن النتائج المرجوة.

وقال قريلان أيضاَ بشأن هذه القضية ودور مام جلال طالباني في تلك المرحلة" كما هو معلوم، جرت مفاوضات بين تورغوت أوزال والقائد آبو عام ١٩٩٣، ولعب مام جلال طالباني دور الوسيط بينهما، وهنا استذكر مام جلال طالباني بامتنان على ذلك، يجب أن نعلم أن نضاله لن يُنسى أبدًا. 

وكما هو معلوم، لم تتقدم العملية في ذلك الوقت، حيث كانت هناك تدخلات من داخل الدولة، اُغتيل تورغوت أوزال بطريقة سرية، كما اُغتيل أشرف بدليسي بالطريقة نفسها، لهذا السبب، توقفت العملية، كانت هناك أيضاً عملية في عام ١٩٩٨، ولكن دُبِّرت مؤامرة دولية ضدها، وفي عام ٢٠٠٢، حل القائد آبو حزب العمال الكردستاني من إمرالي وتوقفت الحرب، ولكن في ذلك الوقت، ظهرت بعض الجماعات من الداخل والخارج وأرادت القضاء على حركتنا، عندما حدثت مثل هذه الأمور، أصبح إعادة بناء حزب العمال الكردستاني على جدول الأعمال.

وكما أشار قريلان في كلمته إلى العملية الجديدة وقال " بعد السنوات العشر الأخيرة من الحرب، التي حاولت فيها دولة الاحتلال التركي تدمير حركتهم بكل قوتها، وعندما لم تتمكن من ذلك، أرادت أن تبدأ مثل هذه العملية بقيادة دولت بهجلي".

وتحدث قريلان عن هذا الموضوع قائلاً" حاربونا عشر سنوات بكل الوسائل والأسلحة الفتاكة، حصلوا على دعم من حلف الناتو، وحصلوا على أحدث الأسلحة، وقاتلوا، صحيح أننا تكبدنا خسائر في هذه الحرب، لكننا لم نُهزم ولم يكن من الممكن القضاء علينا، هذه المرة، ذهب دولت بهجلي إلى البرلمان وصافح أعضاء حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ثم قال في رسالته إنَّهم مستعدون للسلام، وإنَّ الكرد والأتراك قادرون على التكاتف والتلاحم، وأخيراً، وجه القائد آبو الدعوة التاريخية، مؤكداً فيها بأنَّه إذا أرادت الدولة شيئًا كهذا، فنحن أيضاً مستعدون لبدء مسيرة التغيير والتحوّل.

وقال قريلان أيضاً "إنه من أجل أن تتقدم العملية من الآن فصاعداً، ينبغي أن يكون القائد آبو قادراً على المشاركة في هذه العملية بشكل مباشر، إن لم يكن هو، فقد لا يقبل بعض رفاقنا الكريلا إلقاء السلاح، وأنا شخصياً لن أدعو مقاتلي الكريلا إلى ذلك، لذلك ينبغي أن يلتقي مقاتلي الكريلا بالقائد آبو.

وفي استمرار حديثه قال قريلان" إنَّه لكي يتمكن القائد آبو من لعب دوره في هذه المرحلة، يجب أن يتحرر القائد آبو جسدياً؛ لا نقول إنه يجب أن يأتي إلى قنديل وبهدينان، بل يجب أن يكون القائد آبو حرًا ويذهب الوفود للقاء به، وأن يتمكن أيضاً من العمل وفق التقنية الحديثة وعقد الاجتماعات، وعند الحاجة يجب أن يتمكن مقاتلو الكريلا من الذهاب والمجيء، إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن تتقدم العملية، إذا لم يتولَّ القائد آبو قيادة هذه العملية شخصيًا، فلن يوافق بعض قادتنا ومقاتلينا على إلقاء أسلحتهم، فالقائد آبو وحده من يستطيع إجبارهم على ذلك، لذلك، يجب أن يتحرر القائد آبو جسدياً.

وكما صرح قريلان في مقابلته بانه من أجل انعقاد مؤتمر حزب العمال الكردستاني، يجب على دولة الاحتلال التركي وقف الهجمات، وأن حقان فيدان ويشار غولر يلعبان دوراً سيئاً، ولفت قريلان إلى خطابات وتصريحات وزير الخارجية حقان فيدان ووزير الدفاع التركي يشار غولر، قائلاً بإنَّ الوزيرين يريدان عدم تقدم العملية إلى الأمام.

وأكد قريلان بأنَّ يشار غولر هو الذي يقوم بتشويه الحقائق ويشن حرباً نفسية، وتابع حديثه" يسعى يشار غولر إلى تخريب العملية من خلال تصريحاته، حيث يُقدم معلومات كاذبة إلى الرأي العام، وربما يُقدم المعلومات نفسها لمسؤولي الدولة، يدّعي بأنَّنا هزمنا حزب العمال الكردستاني، بل ودمرناه، في الواقع، الحقيقة هي عكس هذه التصريحات.

وأعلن قريلان بإنَّ قواتهم أسقطت حتى الآن 24 طائرة استطلاع بدون طيار، وقال" شاركنا أيضًا مشاهد مصورة مع الرأي العام، وذهب البعض لالتقاط صور لأجزائها، ولو كنتم صادقين ولو قليلًا لشاركتم صور تلك الطائرات مع الرأي العام، لماذا تكذبون؟ لقد وصلنا إلى مرحلة نستطيع فيها تنفيذ عمليات جوية حتى داخل أنقرة.

وفيما يتعلق بقوة مقاتلي الكريلا، قال قريلان أيضاً إنه إذا ذهبت الدولة إلى الحرب ضد مقاتلي الكريلا، فإنَّهم سوف يقاتلون وينتصرون، وأضاف قريلان أيضاً" أنَّ مقاتلي الكريلا أصبحوا الآن قادرين على القتال على الأرض وتحت الأرض وفي الجو".

وفي مقابلته، أشار قريلان لأول مرة إلى اجتماع المجلس العسكري لقوات الدفاع الشعبي الذي عقد في شهر كانون الثاني، وقال" عقدنا اجتماع مجلسنا العسكري في شهر كانون الثاني وتوصلنا إلى استنتاج مفاده أنه يجب علينا القتال في كل مكان وفقًا لعقيدة الحرب الجديدة، ولكن هذا كان قبل الدعوة التاريخية للقائد آبو، لكننا ملتزمون بخط القائد آبو، القائد آبو طوَّر خطًا، وهذا الخط ليس لنا وحدنا، بل لجميع الشعب الكردي والمنطقة، ونحن ملتزمون بهذا الخط، ولكن إذا هاجمتنا دولة الاحتلال التركي بالسلاح، فسنقاوم أيضاً وفقًا لعقيدة الحرب، ونؤمن بأننا سننتصر بهذه العقيدة أيضاً.

وقال قريلان أيضاً "نريد تحقيق السلام الحقيقي، يجب الاعتراف بحقوق الهوية للشعب الكردي، إذا حدث هذا، فسوف يتحقق الصداقة مع الشعب الكردي، والآن يطلقون على بعض الأطراف الكردية اسم الأصدقاء، ولكن هذه صداقة تكتيكية، يجب ألا يخدع أحداً نفسه، إنَّهم يستخدمون تكتيكات لإثارة الكرد ضد بعضهم البعض.

ومن أجل الصداقة الحقيقية، يجب عليهم الاعتراف بحقوق الهوية للكرد فيما بينهم، يعتمد ترك السلاح على هذا الأساس، لا يجوز الأمر بهذا الشكل، نحن نخوض صراعاً كهذا، ويقيَّم القائد آبو هذه العملية باعتبارها عملية نضال، ومن ثم يجب على الأطراف الكردية أيضاً أن ترى هذه الحقيقة وتدعمها، إذا تم الاعتراف بحقوق الهوية للكرد في تركيا، وتم إعداد دستور على هذا الأساس، وتم تحقيق السلام بهذا الشكل، فإنَّ تركيا سوف تستفيد وتجد الصداقة مع الكرد في المنطقة، إذا لم يحدث هذا، فإنَّ دولة الاحتلال التركي ستظل تشكل تهديدًا للكرد بشكل دائم.

ولفت قريلان في نهاية المقابلة الانتباه إلى أهمية دعم هذه العملية وقال "إنه يجب على الجميع دعم هذه العملية والقيام بإداء واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم، هذه العملية بالغة الأهمية لأجزاء كردستان الأربعة، والقائد آبو يأخذ هذه العملية على محمل الجد، ويبذل كل جهوده وفقاً لذلك، وعلينا، كحركة و كشعب كردي، أن نتكاتف ونتلاحم وندعم القائد آبو، وأن نكون حذرين حتى لا تلجأ دولة الاحتلال التركي إلى ممارسة الحيل والخداع والألاعيب، هذه العملية ذات طابع وطني وقومي بالنسبة للكرد، وينبغي على جميع الكرد النضال من أجلها.