"مكافحة العنف الممارس بحق المرأة يتعزز أكثر يوماً بعد يوم"

ذكرت جيان حسين أن ثورة روج آفا بدأت بقيادة المرأة، لكن العنف ضد المرأة لم ينتهِ في خضم الثورة، وتحدثت عن الأنشطة التنظيمية التي يقوم بها مؤتمر ستار.

مع انطلاق الثورة التي اكتسبت زخماً أقوى في شمال وشرق سوريا منذ عام 2012، حققت المرأة مكتسبات مهمة ودافعت عن حقوقها وقادت المجتمع، ومع ذلك، وعلى الرغم من المكتسبات التي حققتها الثورة، إلا أن العنف ضد المرأة لا يزال مستمراً في المنطقة، وتحدثنا في هذا الصدد، مع عضوة منسقية مؤتمر ستار جيان حسين حول الأسباب الرئيسية للعنف وخريطة طريق مؤتمر ستار المناهضة لهذا العنف وأهمية الدفاع عن النفس.
 


وتطرقت جيان حسين بالحديث إلى الأسباب الرئيسية للعنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا، وقالت بهذا الخصوص: "لقد وضعت النساء أسس ثورة روج آفا، وانطلقت العديد من الأنشطة مع هذه الثورة، ومع ذلك، في ظل هذه البيئة الثورية المستمرة منذ سنوات، لم يكن من الممكن القضاء على العنف الممارس ضد المرأة بشكل كامل، حيث تزايدت حالات العنف ضد المرأة خلال العامين الماضيين، وينبع هذا العنف من الذهنية الذكورية المهيمنة القائمة على التقاليد والعادات المتخلفة، فنحن نتحدث عن ثورة يتردد صداها في جميع أصقاع العالم، ولكن، إذا كانت المرأة لا تزال تتعرض للقتل وتواجه العنف والاغتصاب، فيجب علينا إعادة تقييم هذا الوضع، ولا بد من توعية وتغيير المرأة والرجل معاً جنباً إلى جنب".

وشرحت جيان حسين خارطة طريق مؤتمر ستار المناهضة للعنف الممارس بحق المرأة، كالآتي: "هدفنا الرئيسي هو الوصول إلى جميع نساء شمال وشرق سوريا، فمؤتمر ستار هو حركة نسائية تتبنى جميع النساء، ويتمثل نشاطنا الرئيسي في رفع سوية وعي المرأة، ونسعى إلى أن نجعل المرأة تفهم حقوقها، ونعيد المرأة إلى جوهرها، وننظمها، ونجعل الحياة ذات معنى، ونظهر شخصيتها النضالية، كما أنه من مسؤوليتنا أيضاً تدريب الرجال ورفع مستوى وعيهم، ونحن بدورنا، نسعى جاهدين لتنفيذ ذلك من خلال القيام بالزيارات المنزلية وتنظيم الندوات وحلقات النقاش والاجتماعات".

أهمية الدفاع عن النفس

وأشارت جيان حسين إلى أن السبب وراء تصاعد حدة العنف ضد المرأة يعود إلى عدم كفاية دفاع المرأة عن نفسها، وتابعت: "إن تزايد العنف ونقص الوعي بالدفاع عن النفس يرتبطان ارتباطاً مباشراً ببعضهما البعض، فلا يمكن لأحد ممارسة العنف ضد المرأة التي تعزز دفاعها الجوهري، والمرأة التي تشكل لديها الشعور بالدفاع عن النفس، يمكنها أن تحمي نفسها من الناحية الجسدية والفكرية، ومن أجل ضمان الحماية الجوهرية، من الضروري للمرأة أن تتعمق في خط حرية المرأة وتناضل بشكل أكثر، فالمرأة التي تحقق الدفاع عن نفسها هي المرأة التي تعرف حقوقها وواجباتها ومسؤولياتها، ويمكن للمرأة أن تعزز دفاعها الجوهري من خلال التدريب والتوعية في المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وعلاوة على ذلك، يمكنها ضمان تحقيق دفاعها الجوهري من خلال قيامها بأداء دور أساسي في تغيير وتحول الذهنية الذكورية المهيمنة، حينها، يكون بمقدورها مناهضة العنف من خلال الدفاع عن النفس".

دور المجتمع في مكافحة العنف

وشددت جيان حسين على أن القضاء على العنف الممارس ضد المرأة ليس مسؤولية الحركات النسائية فحسب، بل ينبغي في الوقت نفسه، تطوير الحساسية تجاه ذلك في المجتمع، وقالت: "يجب على أفراد المجتمع أن يعرفوا حقوقهم ويعترفوا بها؛ ولهذا السبب، لا ينبغي أن تنتهك حقوق الأفراد الآخرين، كما يجب على الأفراد الذين يدافعون عن حقوقهم وينالون على حقوقهم أن يفكروا أيضاً في الفرد الآخر، ولذلك، ينبغي ضمان تحقيق المساواة بين الجنسين، وبهذه الطريقة، سيتم القضاء على عدم المساواة بين الجنسين، وكحركة نسائية، فإننا نعتبر أن قيادة المجتمع هي بمثابة واجبنا ومسؤوليتنا الرئيسية، ولكن بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد أيضاً ألا ينسوا واجباتهم ومسؤولياتهم، فإذا كنا نتحدث عن بناء أسرة ديمقراطية اليوم، فليس من الممكن بناء أسرة ديمقراطية بنضال أحادي الجانب، وفي هذا السياق، قمنا بتنظيم نظام التدريب المستقل للرجال منذ أكثر من عامين".

استراتيجيات التدريب

وأكدت جيان حسين على ضرورة توعية وتدريب المجتمع لوضع حد للعنف الممارس بحق المرأة، وأضافت: "منذ بداية الثورة، كان هدفنا الرئيسي هو ضمان تحقيق المساواة بين الجنسين، ولكي يتحقق السلام والعدالة والديمقراطية في المجتمع، لا بد من أن تكون المساواة بين الجنسين أساساً لذلك؛ وينبغي أن يتمسك الجميع بحقوقهم بشكل متساوٍ، ففي البداية، ركزنا جل اهتمامنا على التدريبات التي تخص النساء، إلا أننا أدركنا أن التدريب من جانب واحد لا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة، ونعلم أن الخطوات التي أقدمنا عليها ليست كافية، وفي هذا السياق، سنواصل الأنشطة المندرجة في إطار تدريب وتوعية وتنوير المجتمع، وسنعمل على تكثيف أنشطة توعية الأطفال".