أصدرت منسقية مؤتمر ستار، اليوم الأربعاء، بياناً كتابياً، بحلول مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني.
حيّا البيان في مستهله جميع المناضلات والثائرات المقاومات في سبيل الحرية، سواء داخل المنازل أو في الشوارع، داخل السجون وعلى الجبهات، كما بعث بتحياته إلى نساء روجهلات كردستان وبلوشستان وجميع نساء إيران اللواتي يخضن مقاومة لا مثيل لها منذ أكثر من شهرين، تحت شعار " Jin, Jiyan, Azadî، المرأة، الحياة، الحريّة".
كما استذكر جميع النساء اللواتي فقدن حياتهن نتيجة عنف الرجل أو الدولة من كردستان إلى أفغانستان، ومن المكسيك إلى الهند، وقال: "إننا في مؤتمر ستار نصعّد نضالنا في سبيل الحرية، وندعو جميع النساء إلى المشاركة في التنظيم تحت شعار ""Jin, Jiyan, Azadî، ضد جميع أشكال عنف الدولة والعقلية الذكورية".
وأضاف "إن العنف الممارس بحق المرأة يستمد الجرأة من العقلية الذكورية، وفي الوقت ذاته ظهرت جميع أشكال العنف الأخرى من الاستغلال إلى الاحتلال، من العبودية إلى المجازر والسيطرة على المرأة، لذا يجب مناهضة العنف ضد المرأة بالارتكاز على استهداف العقلية الذكورية، بالإضافة إلى النظر للدولة التي تعدّ أعمق مؤسسة لنظام الهيمنة الذكورية على أنها أكبر هيكل يعيد إرساء العنف ضد المرأة ثم خوض كفاحٍ جذري ضدها".
وأشارت إلى أن "العقلية الذكورية تخوض اليوم، حملة جديدة في جميع أنحاء العالم، إذ يشن النظام الذكوري وأيديولوجيته المتعصبة جنسياً حرباً خاصة على المرأة، إذ يحاولون في هذا السياق؛ سلب المرأة المنجزات والحقوق التي حققتها نتيجة النضال، وتصفية الحركات النسائية ودمجها في النظام، وجعل مقاومة المرأة بلا قيادة ثم القضاء عليها".
وزاد بيان منسقية مؤتمر ستار "إن هجمات النظام الذكوري التي تُشن اليوم على مستوى حرب ممنهجة تظهر لنا حقيقة أخرى؛ وهي إمكانية تحقيق ثورة المرأة وخوف نظام الهيمنة الذكورية والدولة من هذا".
وشدد بالقول "إنّ مرحلتنا هذه تحتّم ثورة المرأة، فمن ثورة روج آفا إلى انتفاضة روجهلات والشعوب الإيرانية؛ تمتد هذه الحقيقة من كردستان إلى جميع أنحاء العالم، إنّ شعار " Jin, Jiyan, Azadî" يمثّل في الوقت ذاته النموذج الأسطوري لثورة المرأة، وهو يعني تحرير الحياة بقيادة المرأة التي تعتمد على عقلية الحرية والتنظيم الذاتي وقوة الدفاع الذاتي.
'ثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا مستمرة'
منسقية مؤتمر ستار نوّهت في البيان، إلى أن الثورة لا تقتصر على "يومٍ واحد"، وقالت "فهي تعني مرحلة لا مثيل لها من النضال، وفي هذا السياق؛ فإن ثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا لم تكتمل بعد، بل هي مستمرة، وتواجه ثورتنا مختلف أنواع الهجمات يومياً، فالدولة التركية الفاشية والمعادية للمرأة تشنّ هجمات إبادة تصل لمستوى حربٍ شاملة لتصفية ثورتنا، كما ترتكب عمليات إبادة بحقّ المرأة في المناطق المحتلة، وتستهدف في هجمات الإبادة والتدمير المرأة على وجه الخصوص، ولأنها تدرك دور قيادة المرأة في الثورة، فهي تسعى إلى كسر إرادة شعبنا الحرة عبر تصفية القوة الطليعية للمرأة المنظمة".
وأوضح البيان "كما أنّ منطقتنا أيضاً تؤثّر في مناهضة حملة التمييز الجنسي الذي يقودها نظام الهيمنة الذكورية وهيمنة الدولة، فأيديولوجية الهيمنة الذكورية تسعى إلى خلق ثورة مناهضة لثورة المرأة، ولهذا تقوم هيمنة الحداثة الرأسمالية العالمية بإفساح المجال للهجمات التي تتعرض لها منطقتنا؛ وذلك كما رأينا مؤخراً في الهجمات التي شنّتها دولة الاحتلال التركي على المنطقة في 20 تشرين الثاني الجاري، كما أنها ذاتها تقوم بشنّ هجمات اجتماعية، واقتصادية، وسياسية وأيديولوجية، وهذا هو أحد أسباب نظام العزلة المطلقة والتعذيب الممارس بحقّ القائد أوجلان الذي يعدّ مؤسّس نموذج Jin, Jiyan, Azadî""، في إمرالي".
واعتبرت منسقية مؤتمر ستار، جميع أشكال العنف ضد المرأة، سواء التي تمارسها "قوات الدولة أو التي تمارسها العقلية الذكورية داخل المجتمع؛ هجمات تستهدف ثورة المرأة، ولهذا نتعامل مع محاربة العنف ضد المرأة في إطار الدفاع عن ثورة المرأة، والدفاع عن ثورة المرأة يعني رفع مستوى التنظيم وتعزيزه، إذ لا يمكن القضاء على العنف الذي تمارسه الدولة والعقلية الذكورية على المرأة بالقانون فقط، فالأهم هو تعزيز عقلية حرية المرأة ضد عقلية الهيمنة الذكورية وتعزيز التنظيم الذاتي للمرأة، وقوّة الدفاع الذاتي".
"سنقود الثورة الثانية للمرأة من شمال وشرق سوريا إلى الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم"
وحددت منسقية مؤتمر ستار موقفها وردّها على جميع أشكال العنف ضد المرأة، بالقول "سنقوم بتعزيز تنظيمنا ضد كل هجومٍ تتعرض له حقيقة ثورة المرأة، فالدفاع عن ثورة المرأة يعني كفاحاً جذرياً ولا مثيل له ضد جميع أشكال عقلية الدولة والهيمنة الذكورية، إنّنا نقود هذا الكفاح الثوري، إننا أتباع شهداء الحرية، نحن الباحثون عن الحياة الحرّة في ضوء فلسفة حقيقة القائد أوجلان".
وأضافت "سنقود الثورة الثانية للمرأة من روج آفا وشمال وشرق سوريا إلى الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم، وسنحوّل القرن 21 إلى عهد حرية المرأة والشعوب بتعزيز القيادة والتنظيم وقوة الدفاع الذاتي للمرأة، إنّ حجّتنا قوية وأملنا كبير وإيماننا نيّر كالشمس".
ودعت المنسقية "بهذا الموقف النضالي؛ ندعو جميع النساء للانضمام إلى الثورة، يجب ألّا تبقى امرأة واحدة بلا تنظيم، لأنّه ضروري لنا كالماء والطعام في يومنا هذا، نحن نواجه مثل هذه المرحلة، إن فرص بناء حياةٍ حرة أقوى الآن من أي وقتٍ مضى، ولكنّ الخطر الذي يواجه نضال المرأة أيضاً كبير جداً".
وأكد "بهدف تجاوز جميع المخاطر، وتقييم الفرص الذهبية للقضاء على النظام الذكوري، فإننا نصعّد نضالنا ضد جميع أشكال العنف، سواء الممارس من قبل الدولة أو من قبل العقلية الذكورية، كما إننا نعزز قيادتنا في عملية بناء الكونفدرالية الديمقراطية لنساء الشرق الأوسط والعالم تحت شعار "Jin, Jiyan, Azadî"، سنجعل قرننا هذا عهداً لحرية المرأة عبر ضمان ثورتها".