حالات تسمم مستمرة في مدارس إيران وشرق كردستان

منذ بداية انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” في إيران وشرق كردستان، أخذت الطالبات زمام المبادرة في العديد من الاحتجاجات، لكن منذ حوالي ثلاثة أشهر، ظهرت هناك حالات تسمم مشبوهة في العديد من مدارس البنات.

وفقاً للإحصائيات، فقد أصيب أكثر من ألف طالبة ومعلمة وموظفة بالمدرسة بالتسمم وقد تسبب هذا خوف كبير في نفوس العائلات والطلاب.

منذ نهاية تشرين الثاني 2022، حدثت حالات تسمم لطالبات في حوالي 60 مدرسة في مدن مختلفة في إيران وشرق كردستان، ونظراً لتزايد حالات التسمم، ترد معلومات بأنها ليست صدفة وأنه اعتداء مخطط له يمارس ضد الطالبات.

ماذا يحدث في تلك المدارس...؟

وبحسب شهود، تم إلقاء ما يشبه قنبلة يدوية أو غاز مسيل للدموع على المدارس من الخارج، له رائحة كريهة ويسبب دوار وقلق وشلل مؤقت وضيق في التنفس وحرقة في العين والحلق والأنف، وذكر بعض الطلاب الذين أصيبوا بالتسمم أنه بعد تسميمهم، كان على مدراء المدارس إرسالهم إلى المستشفيات.

وقع الحادث الأول في مدينة قم

وقعت أول حالة تسمم للطلاب نهاية تشرين الثاني 2022 في معهد النور بمدينة قم، حيث تعرضت طالبات المعهد للتسمم مرتين خلال أسبوعين وأصيب بعضهن بالشلل المؤقت.

وبخصوص الحادث، قال الصحفي مهدي حسني في 30 تشرين الثاني، أن نحو 60 طالبة أصيبوا بالتسمم نتيجة الهجومين، كما انتقد المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام، وقال إن تسميم هؤلاء الطلاب ونقلهم إلى المستشفى ليس بالشيء الذي يمكن تجاهله من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام.

دخل تسميم الطالبات في جدول وسائل الإعلام

على الرغم من أن حادثة التسمم أحدثت ضجيجاً في مدينة قم، في نهاية شباط من هذا العام، إلا أنها دخلت ببطء في جدول الأعمال لوسائل الإعلام وأصبحت العناوين الرئيسية للأخبار، بالإضافة إلى ذلك، فإن قضية تسمم الطلاب، الذين مات معظمهم، لم تقتصر على مدارس قم، بل حدثت أيضاً في مدن أخرى في إيران وشرق كردستان.

حالات تسمم الطلاب في عشر محافظات

وبحسب إحصائيات موقع “احتماء أون لاين”، فقد سُجلت 58 حالة تسمم على الأقل لطلاب المدارس حتى 2 آذار، ومنها، 30 مدرسة في مدينة قم، و10 في مدينة أردبيل، و8 في طهران، و5 مدارس في لورستان.

أيضا في محافظات مثل خراسان، رزيفي وكارمهال وباختياري وكرماشان ومازندران وسمنان هناك حالات تسمم واحدة على الأقل لطلاب مدارس تلك المقاطعات.

وبحسب وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية، فقد أصيب أكثر من ألف طالبة وموظفة بالمدرسة بالتسمم نتيجة هذه الهجمات.

تستمر حالات التسمم في مدارس أردبيل

مدينة أردبيل من المدن التي حدثت فيها أكثر حالات التسمم ومازالت هذه الحالات مستمرة.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، في 2 آذار، تم تسميم أكثر من 40 طالبة في ثانوية راحي زينب إسلاندوز، أيضا في 1 آذار، تم تسميم مدرسة أخرى في نفس المدينة.

على الرغم من مرور أكثر من 3 أشهر على وقوع هذه الأحداث والمطالبات من قبل أهالي الطلاب لكشف حقيقة الأحداث، إلا أن أسباب الاعتداءات لم يتم الكشف عنها، لكن الوزراء والجهات المعنية تهمل الموضوع وتعطي وعوداً كاذبة.

من يقف وراء هذه الهجمات...؟

بحسب بعض المراقبين فإن المتطرفين الدينيين ومن يتفقون مع طالبان ضد تعليم المرأة هم من يقفون وراء هذه الهجمات، كما يعزو البعض سبب الهجمات إلى المشاركة والقيادة القوية للطالبات في انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”.

وأمام هذه الأحداث، وبعد صمت طويل، أعلنوا أن “أيادي أجنبية” تقف وراء هذه الاعتداءات والهدف منها إغلاق المدرسة.

كما عرضت وكالة إيرنا ثلاثة سيناريوهات للأحداث، الأول ينص على أن الهجمات قد تكون نفذتها جماعات متطرفة تعارض تعليم المرأة، والثاني من قبل الطالبات أنفسهن، والثاني من قبل وكالات المخابرات والأمن الأجنبي أن يكونوا وراء هذه الهجمات.

مهما كانت الأسباب وراء هذه الأحداث، فقد خلقت قلقاً وخوفاً شديداً بين عائلات الطلاب ومجتمع إيران وشرق كردستان.

على الرغم من أن هذه الاعتداءات على الطالبات مستمرة منذ ثلاثة أشهر، إلا أن سبب تعرض الطالبات للتسمم لم يتم الكشف عنه رسمياً حتى الآن.