هذه التحركات تأتي في وقت حساس عقب الانتخابات التشريعية السادسة في إقليم كردستان، التي جرت يوم 20 من الشهر الجاري، حيث تواصل السلطات الكردية وفرز النتائج وسط ترقب حذر. زيارة بارزاني إلى أنقرة أثارت جدلا واسعا، خاصة بعد اللقاءات المغلقة التي عقدها مع مسؤولين أتراك، على رأسهم رئيس المخابرات التركية، وأردوغان نفسه.
تقول التقارير التي حصلت عليها وكالة “روج نيوز” أن أردوغان طلب رسميا من بارزاني تمكين حزب الدعوة الحرة "هدى بار"، الفرع السياسي لحزب الله التركي، من العمل بحرية في الإقليم، بما يشمل افتتاح مكاتب رسمية وتوسيع نطاق أنشطته السياسية. وفي المقابل، أبدت تركيا استعدادها للسماح للحزب الإسلامي الكردستاني بالمشاركة في الحكومة الجديدة في الإقليم. هذه الخطوة تمثل جزءا من التحالف السياسي المستمر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا، والذي شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة.
يُذكر أن حزب الدعوة الحرة يتمتع بسجل حافل بالجرائم ضد الكرد. في التسعينيات، نفذ الحزب عمليات اغتيال واسعة النطاق استهدفت حوالي 17 ألف كردي، معظمهم في شمال كردستان (تركيا). وقد كان الحزب متهما بتنفيذ تلك الجرائم بدعم من أجهزة الدولة التركية، ضمن حملة قمعية هدفت إلى تصفية القيادات السياسية والعسكرية الكردية.
بالرغم من أن “هدى بار” يقدم نفسه على أنه حزب كردي، إلا أنه يتبنى أيديولوجيا متطرفة تجمع بين القومية التركية والإسلامية، ما يجعله أداة سياسية في يد أنقرة لتعزيز سيطرتها على المناطق الكردية. ويرأس الحزب حاليا زكريا يابجي أوغلو، الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال تلك الفترة.
من الجدير بالذكر أن هذه التحركات تأتي ضمن سياق أوسع لتحالف أردوغان مع حزب الحركة القومية التركية (MHP) بقيادة دولت بهجلي، وهو تحالف يستهدف تقليص نفوذ الأحزاب الكردية في المنطقة وتوسيع النفوذ التركي في المناطق الحدودية.