"أوجلان.. مسيرة نضالية".. كتاب جديد عن القائد عبد الله أوجلان

صدر عن دار المحروسة المصرية كتاب جديد تحت عنوان: "عبد الله أوجلان.. مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران"، حول مسيرة القائد أوجلان ونضاله وفلسفته والمؤامرة الدولية التي تعرض لها ووضعه الحالي.

يتكون فريق عمل الكتاب من الكاتب الصحفي إلهامي المليجي المشرف العام والمشارك في الكتابة، إلى جانب كوكبة من السياسيين والصحفيين والباحثين أعضاء المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، هم أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والدكتور طه علي الباحث السياسي المصري في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية.

كما ضم فريق عمل الكتاب الأستاذ خليل القاضي الصحفي والكاتب والباحث اللبناني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، والدكتورة فرناز عطية أحمد وهي مختصة في الشؤون السياسية لا سيما الملف الكردي، والدكتور علي أبوالخير الباحث المتقاعد في وزارة التعليم المصرية وأستاذ زائر في التاريخ الإسلامي.

واُستهل الكتاب بإهداء إلى كل من شهداء حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" الذين ضحوا بأرواحهم احتجاجا على المؤامرة الدولية، وثانيا روح الشهيد عزير عرب الذي جسد بنضاله وشهادته الإخوة الكردية العربية، وثالثا: إلى روح شهداء معركة روح الشقيف البطولية الـ 12 الذين جسدوا الإخوة الفلسطينية الكردية.

ويتكون الكتاب من 6 أبواب وبعض الملاحق، ويركز بصفة أساسية على التعريف ببعض من مسيرة القائد والمفكر عبد الله أوجلان وفلسفته ومشروع الأمة الديمقراطية، وكمساهمة في فضح المشاركين في جريمة اعتقاله والصامتين على استمرارها، ونشر تقرير المحامين لسنة 2023 و2024 المتعلق بحالة العزلة والتجريد الذي يتعرض له القائد أوجلان.

لماذا الكتاب؟

ويأتي إصدار الكتاب، بحسب مؤلفيه، بسبب المؤامرة الدولية على القائد الأممي عبد الله أوجلان التي دخلت ربع قرن من الزمان، وما زال محتجزاً في معتقل جزيرة إمرالي التركية، الواقعة في بحر مرمرة، وسط عزلة مشددة ومطلقة لا مثيل لها في التاريخ، طالت حتى أسرته ومحاميه، في تحد صارخ لأبسط الحقوق التي تفرضها القوانين والشرائع والأعراف الإنسانية والدولية.

ويضيف الكتاب أن مؤامرة الخطف الغادرة والجبانة شاركن فيها قوى دولية وإقليمية، يأتي في مقدمها المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، وجهاز الموساد الصهيوني، فضلا عن المخابرات التركية والكينية والبريطانية واليونانية، وغيرها من أجهزة المخابرات المعادية لتطلعات شعوب المنطقة، للعيش في حرية وكرامة وأمن وسلام؛ وهذا ما يفسر الصمت الدولي المريب تجاه مؤامرة الاحتجاز الأطول في العصر الراهن والأكثر إجراما، من حيث فرض العزلة التامة محروماً من أبسط حقوقه في لقاء ذويه.

ضربة للقوى التحررية

وفق الكتاب، فقد جاءت المؤامرة بهدف توجيه ضربة للقوى التحررية المناضلة من أجل قيم الديمقراطية ومبادئ السلام في المنطقة والعالم، وكذلك ضرب الحركة التحررية الكردية في مقتل، من خلال إفشال المشروع الذي طرحه وتبناه القائد والمفكر عبد الله أوجلان، الذي يعمل على نشر الحرية والديمقراطية والمواساة في ربوع منطقتنا، الذي يمكن في حال تحقيقه على أرض الواقع أن يضمن حقوق الكرد في وسط مجتمع ديمقراطي يضمن الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية لجميع المكونات الإثنية والعرقية والدينية والمذهبية.

وفق تقديم الكتاب، فإن اختطاف ومن ثم اعتقال القائد الطليعي عبد الله أوجلان، جرى لكونه مدافع صلب عن حقوق شعبه الكردي العادلة، وداعم لحرية الشعوب المضطهدة، وداع لتحرير الإنسان والأوطان، ومناهضاً لهيمنة الإمبريالية العالمية على مقدرات العالم.

جريمة القرن

ويؤكد الكتاب في تقديمه إن اعتقال عبد الله أوجلان إحدى جرائم القرن بكل المقاييس الأخلاقية والإنسانية والقانونية من قبل السلطات التركية، وفي ظل صمت العالم الغربي المتحضر، لكن أحرار العالم لم يبذلوا جهداً في اتجاه العمل على فك العزلة، توطئة للإفراج عن المفكر والفيلسوف الأممي الذي أثرى الفكر الإنساني بموسوعته القيمة (مانفيستو الحضارة الديمقراطية بأجزائها الخمسة، والتي تضمنت حلولاً جذرية ونهائية للقضية الكردية، التي تعتبر واحدة من أهم القضايا في منطقة الشرق الأوسط.

ويضيف الكتاب أنه يمكن القول إن الموسوعة تبحث بشكل علمي وديمقراطي في حل الكثير من أزمات المنطقة، التي لها علاقة بالصراعات القائمة على أسس عرقية أو مذهبية أو دينية، وتمثل نبراسا للقوى التواقة للحرية والعدالة الاجتماعية والسلام بين الشعوب، حيث استطاع الزعيم والمفكر الأممي عبد الله أوجلان أن يحلق بفكره وفلسفته خارج أسوار سجنه المشدد، مؤكداً أن "السجن عمره ما يحبس فكره"، فوصل فكره إلى العديد من شعوب العالم، بل إن القوى الثورية في مناطق شمال وشرق سوريا، سعت جاهدة لتجسيد فكره من خلال تجربة الإدارة الذاتية، التي وبرغم الحصار الذي تعانيه من النظام التركي وجهات إقليمية أخرى فإنها حققت العديد من الإنجازات على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل الثقافي.

فكر له مكانة واسعة

ومن بين أسباب صدور الكتاب، هو أن فكر الفيلسوف عبد الله أوجلان أصبح يلقى مكانة واسعة في أوساط أحرار المنطقة والعالم، وهذا يفسر المشاركة الواسعة من قبل فئات واسعة من العالم تشمل كتاب وسياسيين ومثقفين ومناضلين في الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان.

ويلفت الكتاب، في تقديمه، إلى أن حل القضية الكردية وصولا إلى حرية الشعب الكردي وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، يتطلب الإفراج الفوري عن القائد والمفكر عبد الله أوجلان، الذي يمثل رمزاً وأيقونة نضالية لهذا الشعب المكافح من أجل حريته، سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة الكردية، التي ستمثل باباً واسعاً للعيش المشترك بين المكونات الإثنية والعرقية في منطقتنا.

ويتضمن الكتاب خمسة أبواب، الباب الأول يعرف الكتاب القارئ بالقائد والمفكر أوجلان، سيرته ونضاله وأيضا يعرف القارئ بحزب العمال الكردستاني الذي أنشأه القائد أوجلان مع رفاقه، كما يتضمن الفصل الأول قراءة للقضية الفلسطينية لكونها تشكل مع القضية الكردية أهم قضايا المنطقة وهما قضيتان ذات مسار واحد وعدو مشترك، وعليه يشير الكتاب لأهمية التحالف الكردي العربي وتشكيل جبهة عربية كردستانية.

ويتضمن الفصل الثاني، عرض للانتهاكات المستمرة من قبل تركيا للقوانين والأعراف الدولية، والتساؤل عن دور المنظمات الإقليمية والدولية.

أما الفصل الثالث، فيتضمن المشروع الفكري والفلسفي للقائد أوجلان، الأمة الديمقراطية كحل لقضايا المنطقة والعالم، ويتم فيه عرض لمفهوم المرأة الحرة، والمجتمع الديمقراطي وجوانب عديدة أخرى منها البعد الاقتصادي في منظور القائد أوجلان.

والفصل الرابع يتضمن ماهية المؤامرة الدولية والبحث فيها وعرض الأدوات والدول والسياق والظروف التي جرت فيه مع استمراره إلى اليوم.

الفصل الخامس، يعرف القارئ بالمبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، انطلاقتها ومسيرتها وعملها وأهميتها من حيث أنها تقدم إسهام عربي حقيقي من قبل المثقفين والسياسيين العرب للوقوف مع حرية القائد أوجلان وحل القضية الكردية وتعريف العالم العربي بفلسفة القائد والمفكر أوجلان، وخاصة أن مشروع الأمة الديمقراطية يستطيع أن يكون حلاً لمشاكل الشعوب العربية.

أما الفصل الأخير فيتضمن لقاء خاص مع جميل بايك، الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) وأحد المؤسسين لحزب العمال الكردستاني (PKK)، عن مسيرة القائد أوجلان وفلسفته ومسيرة حزب العمال الكردستاني وموقفهم من قضايا المنطقة وأهمية العلاقات العربية الكردية في ظل الأوضاع والتحديات المشتركة أمام الشعوب العربية والكردية.

ويتضمن الكتاب أيضاً ملحق عن التقريرين السنويين لمكتب أسرين للمحاماة لعامين 2023 و2024 المتعلقة بوضع القائد أوجلان والعزلة المطلقة المفروضة عليه.