"لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً تجاه تركيا بعد الآن!"

أكد القاضي الإيطالي دومينيكو غالو أن تركيا ترتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في روج آفا بسبب صمت المجتمع الدولي، وقال: "أردوغان مسؤول بشكل مباشر عن هذه الجرائم، يجب على المجتمع الدولي أن يضع حداً لصمته".

تستمر هجمات دولة الاحتلال التركية ومرتزقتها على مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، ويتعرض المدنيون بمن فيهم النساء والرضع والأطفال، للاستهداف والقتل في الهجمات الجوية والبرية، فمنذ بداية الاحتلال، استمرت جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في مناطق عفرين وكري سبي وسري كانيه المحتلة.

وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية والأمم المتحدة، فإن هذه المناطق تشهد تغييراً ديمغرافياً ممنهجاً، وتمارس فيها عمليات تهجير قسري ونهب وخطف واعتداءات جنسية على النساء وإعدامات خارج نطاق القضاء، وفي الوقت نفسه، يتم تدمير التراث التاريخي والثقافي.

كانت هذه الجرائم التي ارتكبتها الدولة التركية في شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة، موضوع نقاش في جلسة محكمة الشعوب الدائمة التي عقدت في بروكسل عاصمة بلجيكا يومي 5 و6 شباط، وفي هذه الجلسة، التي نظمت تحت اسم "محكمة روج آفا للشعوب"، كان القاضي الإيطالي دومينيكو غالو، المعروف في مجال القانون الدولي، ضمن فريق المحكمة، وأجرى القاضي جالو تقييمات لوكالة فرات للأنباء بشأن الجرائم المرتكبة في روج آفا.

"هناك أدلة قوية على الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية"

وأكد القاضي الدولي غالو أنهم حصلوا على أدلة قوية على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في شمال وشرق سوريا، ونوه إلى أن ممارسات دولة الاحتلال التركي في روج آفا تهدف إلى تدمير هوية وثقافة وظروف معيشة الشعب الكردي، وأضاف، أن الاستماع إلى الشهود وسماع المعاناة والانتهاكات، وخاصة أعمال العنف المرتكبة ضد النساء والأطفال، أمر صعب للغاية.

"سيادة سوريا تتعرض للانتهاك"

وأوضح غالو أن المجتمع الدولي ليس على دراية كافية بما يحدث في المنطقة، وقال أن تركيا تنتهك سيادة سوريا، وأضاف، بما أن الحكومة الجديدة حليفة لتركيا، فإنها تغض الطرف عن انتهاكات تركيا لوحدة أراضي سوريا وسيادتها، وهذه الهجمات، التي تشكل جرائم خطيرة ضد الشعب الكردي، هي انتهاك واضح للقانون الدولي.

"السلطات التركية هي المسؤولة وحدها"

وأوضح غالو أن الدولة التركية مسؤولة بشكل مباشر عن الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في شمال وشرق سوريا، وقال: "الحكومة التركية والرئيس أردوغان، بصفتهما القادة الفعليين للجيش الوطني السوري، مسؤولون بشكل مباشر عن الجرائم المرتكبة في المنطقة، إذ يحاول أردوغان شرعنة هذه الهجمات من خلال تقديمها على أنها عمليات ضد الإرهاب، لكن في الواقع، فإن تركيا نفسها هي التي تنفذ أعمال إرهابية ضد الشعب الكردي في روج آفا".

"تركيا تستمد الشجاعة من الإفلات من العقاب"

وأكد دومينيكو غالو أن القرارات التي ستتخذها "محكمة روج آفا للشعوب" التي أنشئت في بروكسل ستكون مهمة، وقال: "كان أحد الأهداف الرئيسية للمحكمة هو كشف حقائق المنطقة للرأي العام وخلق الوعي الجماعي، ولكي تكون الخطوات المتخذة في إطار القانون الدولي فعالة، من المهم أن يلفت الرأي العام الانتباه إلى هذا الوضع ويتخذ الإجراءات اللازمة.

وانتقد غالو صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم الخطيرة المرتكبة في المنطقة، ودعا إلى اتخاذ موقف ضد تركيا.

من هو دومينيكو جالو؟

دومينيكو غالو، الذي شغل منصب القاضي في محكمة روما لسنوات عديدة، أخذ استراحة من حياته المهنية وعمل عضوا في مجلس الشيوخ وأمين لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الإيطالي. وبعد عودته إلى السلطة القضائية في عام 1996، تولى غالو أدواراً نشطة في القضاة الديمقراطيين وجمعية القضاة الأوروبيين، كتب القاضي غالو العديد من الأعمال حول القضايا الدولية وحقوق الإنسان.