أحزاب سياسية مصرية تدعو لدعم مبادرة أوجلان: ستعود بالسلام على المنطقة ككل

ردود أفعال عربية ودولية لا تتوقف، جميعا تؤكد الدعم لدعوة القائد أوجلان إلى السلام، وتشدد على ضرورة التعاطي الإيجابي معها.

ثمنت أحزاب سياسية مصرية النداء التاريخي للمفكر والمناضل عبدالله أوجلان، الذي دعا خلاله قبل أيام حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لحل الحزب، واعتبروا أن من شأنها تحقيق السلام في الشرق الأوسط ككل، ودعوا كذلك إلى ضرورة دعمها كخطوة إيجابية.

وما إن أطلق أوجلان دعوته حتى أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابة للنداء، إذ أعلن أنه "سيمتثل لدعوة قائده الأسير بتحقيق السلام، وإعلان وقف إطلاق النار بدءاً من السبت (1 آذار)"، مبدياً أمله في الإفراج عن القائد "آبو" الأسير في سجن إمرالي منذ أكثر من ربع قرن.

يجب دعمها

لا يتوفر وصف.

يقول حسن ترك رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي المصري، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إننا كحزب سياسي نثمن دعوة عبدالله أوجلان، بل ونؤكد ضرورة دعمها، ودعم أي جهد يقوم به أي طرف من أجل السلام والاستقرار والعيش المشتركة بين شعوب المنطقة، لا سيما وأن كل الصراعات في نهاية المطاف تنتهي عبر التفاهمات السياسية.

واعتبر حسن ترك أن نداء عبدالله أوجلان الأخير بدعوته حزب العمال الكردستاني لإلقاء سلاحه، وعقد مؤتمر لاتخاذ قرار بحل الحزب، خطوة إيجابية سيكون له مردود إيجابي كبير على صعيد تحقيق السلام ليس داخل الأراضي التركية فقط، بل في جوارها سواء سوريا أو العراق، وفي كامل الشرق الأوسط.

ودعا رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي إلى ضرورة أن يكون هناك دعماً عربياً لهذه المبادرة، خاصة وأننا في مرحلة تتطلب تضافر جهود جميع شعوب المنطقة، كما أن مبادرة أوجلان وندائه الأخير يؤكد أن الكرد ليسوا انفصاليين كما يعتقد البعض، بل مؤمنون بوحدة الدول، ومن حقهم أن يتمتعوا بكافة حقوقهم كمواطنين في هذه الدول.

ويؤسر المفكر والمناضل عبدالله أوجلان، البالغ من العمر 75 عاماً، في سجن بجزيرة إمرالي، منذ عام 1999، وذلك في إطار مؤامرة دولية شاركت فيها الاستخبارات التركية والموساد الإسرائيلي، وكذلك دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الأطراف الأخرى.

خطوة إيجابية للمنطقة بأسرها

لا يتوفر وصف.

بدوره، يقول رامي زهدي مساعد رئيس حزب الوعي المصري وعضو الهيئة العليا للحزب إن الدعوة إلى نبذ العنف والتطرف ونزع السلاح تمثل خطوة إيجابية ومهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط داخل تركيا، بل في المنطقة بأسرها، منوهاً إلى أنه لطالما كانت الصراعات المسلحة عائقاً أمام جهود التنمية والتعايش السلمي، ولم تحقق سوى مزيد من التوتر والمعاناة للشعوب.

وأضاف، في تصريح مكتوب لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن أي مبادرة تهدف إلى إرساء السلم وإفساح المجال للحلول السياسية بدلاً من المواجهات المسلحة تستحق الاهتمام والدعم، لا سيما إذا كانت قائمة على ضمان الحقوق السياسية والإنسانية في إطار الدولة الوطنية وسيادة القانون، مشدداً على أن مسار التوافق والحوار بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول عادلة تضمن مصالح الجميع.

وقال زهدي إن تحقيق الأمن والسلم الداخلي لا يمكن أن يتم إلا من خلال الاعتراف المتبادل بالحقوق والواجبات، والعمل على دمج جميع المكونات في مجتمعاتها الوطنية بعيداً عن العنف كوسيلة لتحقيق المطالب، فالمواطنة الكاملة والعدالة السياسية والاجتماعية يجب أن تكون الإطار الحاكم لأي حلول مستدامة.

وفي ختام تصريحاته، أكد السياسي المصري أن أي خطوات تُتخذ في هذا الاتجاه يجب أن تكون مقرونة بإرادة سياسية جادة من جميع الأطراف، مع اتخاذ تدابير حقيقية لتعزيز الثقة المتبادلة، مشدداً على أنه بدون السلام والاستقرار، لن تكون هناك بيئة مناسبة لتحقيق التقدم والتنمية، وهو ما يجب أن يكون الهدف الأساسي لكافة القوى الفاعلة في المشهد السياسي.

ولاقت دعوة القائد "آبو" على مدار الأيام الماضية دعماً وترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، سواء في الأوساط الرسمية أو غير الرسمية، وسط دعوات تحث النظام التركي على التعاطي الإيجابي معها، وألا تفوت تلك المبادرة غير المسبوقة كفرصة لتحقيق السلام والاستقرار والعيش المشترك بين الكرد والأتراك وطي صفحة الصراع.

قرار كبير

لا يتوفر وصف.

من جانبه، أكد صلاح السروي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري أهمية نداء عبدالله أوجلان، ووصفه بـ"القرار الكبير والخطير، الذي بكل تأكيد له ما قبله وسيكون له ما بعده"، مشدداً، في تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، على أن أي أمر يمكن أن يسترد أو يتحقق من خلال السلام والجهود الدبلوماسية بعيداً عن الصراع فهو موضع ترحيب.

وأعرب السروي عن قناعته بأن خطوة عبد الله أوجلان هذه لا يمكن اعتبارها أبداً "راية بيضاء"، وإنما بالتأكيد هذا القرار اتخذ في إطار مصالحة تضمن للكرد الحصول على قدر كبير من حقوقهم، منوهاً على أن الشعب الكردي يجب أن يتمتع بكافة حقوقه الثقافية والاجتماعية، مشيراً إلى أن هذا القرار سيكون له تبعات كثيرة.

ومن شأن نداء القائد أوجلان إن جرى التعامل معه بشكل إيجابي من قبل النظام أن يطوي صفحة من الصراع دامت لأكثر من 40 سنة، وفتح صفحة جديدة بين الشعبين التركي والكردي من أجل السلام والعيش المشترك، في إطار دولة ديمقراطية تقوم على المواطنة وتحترم حقوق الجميع.