سياسيون عرب يثمنون دعوة أوجلان: رجل سلام من الطراز الرفيع
تتواصل ردود الأفعال الرسمية وغير الرسمية على الصعيدين العربي والدولي المرحبة بدعوة القائد عبدالله أوجلان، وبيانه التاريخي.
تتواصل ردود الأفعال الرسمية وغير الرسمية على الصعيدين العربي والدولي المرحبة بدعوة القائد عبدالله أوجلان، وبيانه التاريخي.
ثمن سياسيون ومثقفون عرب الدعوة التاريخية للمفكر والمناضل عبد الله أوجلان التي أطلقها الخميس من أجل السلام، والتي دعا خلالها حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وعقد مؤتمر عام لاتخاذ قرار بحل الحزب، واعتبروا أنها دعوة ألقت الكرة في ملعب نظام أردوغان، وأن الخطوة المقبلة يجب أن تكون منه.
وأشادوا كذلك بتوقيت دعوة القائد أوجلان؛ إذ أنها تأتي في مرحلة بالغة الخطورة بمنطقة الشرق الأوسط، في ظل ما تمر به من تغيرات دراماتيكية، والرغبة من قبل المناضل "آبو" في التوصل إلى حل سلمي سياسي للقضية الكردية، يقوم على فكرة تحقيق العيش المشترك بين الشعبين التركي والكردي.
رجل سلام
يقول هاني الجمل الباحث السياسي المصري، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن القائد عبدالله أوجلان يثبت مرة أخرى أنه رجل سلام من الطراز الرفيع؛ فحينما دعا للحفاظ على الهوية الكردية كان يحمل على عاتقه تراث وثقافة وحضارة شعب كبير، وعندما آن الأوان وتهيأت الظروف التقط القائد أوجلان وأكد ببيانه أنه ينحو دائماً إلى السلام.
وأضاف أن هذه الخطوة الكبيرة والقدير والجديرة بالاحترام يجب أن يتم التقاطها أيضاً في ملعب النظام التركي، والتعامل مع هذه الخطوة الشجاعة من قبل أوجلان و"سلام الشجعان" كخطوة بألف ميل تدعو هذا النظام أن يتوافق معها، لا سيما وأن المنطقة في حالة تحول اجتماعي و جيوسياسي كبير.
ويشدد الجمل على أن القائد عبدالله أوجلان يؤكد دائماً أنه ينحو باتجاه السلام، والتعايش المشترك بين الشعوب، والاندماج وليس الانفصال، بدليل أن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا كانت نموذجاً واقعياً ناجحاً، وأحرجت تلك التجربة النظام السوري السابق وكذلك النظام التركي، موجهاً كل التحية للقائد أوجلان الذي فهم ما يجري في المنطقة من تغيرات، ويتمسك بالروابط التاريخية بين الكرد والأتراك.
بيان في توقيت مهم
من جهته، يقول الدكتور رائد المصري المحاضر اللبناني في الفكر السياسي إن هذه الدعوة سبقتها تصريحات عديدة لعبدالله أوجلان حيال عملية السلام في تركيا وضرورة نزع السلاح من خلال مراسلاته عبر وفد إمرالي، حيث يرى أن الساحة باتت ملائمة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية من أجل تغيير مسار عمل ونضال حزب العمال الكردستاني، والجنوح نحو عملية سياسية سلمية.
وأضاف المصري، في تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن أوجلان اعتبر أن زمن النضال العسكري التسليحي قد ولى في هذه المرحلة، ولا بد من الولوج لعمليات سياسية وتفاوض سلمي مع الحكومة التركية، طالما أن ذلك يعزز من مطالب الشعب الكردي ويحقق أمانيه في تحقيق ذاته والاعتراف به وبخصوصية هذا الشعب.
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور رائد المصري أنه على هذا الأساس فالكل يعتبر الدعوة مهمة من أجل تغيير الوقائع على هذا المستوى، والتخلي عن السلاح والتحول نحو حزب سياسي ناشط على مستوى البرلمان والانتخابات وكل العملية السياسية، مشدداً على أنه بيان يأتي في توقيت مهم في ظل إعادة تشكيل الوضع الإقليمي والدولي.
ترجمة لقناعات أوجلان
بدوره، ثمن الكاتب والباحث الفلسطيني محمد علوش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بيان القائد عبدالله أوجلان، وقال إنها دعوة للسلام وبناء المجتمع الديمقراطي، وترجمة لما آمن بها أوجلان تاريخياً، من خلال مبادراته المختلفة وما عبر عنه في كتاباته الفلسفية، ودعوته الدائمة للحلول الديمقراطية، ومن ثم إيمانه بأنه لا حل إلا بما تقرره الشعوب، والتي تنتصر إرادتها في النهاية.
وأضاف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه من الأهمية بمكان أن تكون هناك استجابة لتلك المبادرة، سواء من قبل حزب العمال الكردستاني، وكذلك النظام التركي، والأخير عليه مد يد التعاون والسلام، وأن يتحلى بالجدية والاستعداد للانخراط في مسار سياسي تفاوضي يفضي إلى معالجة القضية الكردية، وينهي هذا الصراع الطويل والدخول في حوار سياسي جاد وشامل.
وأكد أن هذا الحوار يجب أن يفضي إلى عملية من شأنها التوصل إلى حل عادل للقضية الكردية، يضمن حقوق الشعب الكردي العادلة وغير القابلة للتجزء، منوهاً إلى أن دعوة الزعيم عبدالله أوجلان تنسجم مع اللحظة المعاشة في الشرق الأوسط، والتغيرات المتلاحقة على كل المستويات، بما في ذلك العلاقات التركية – الكردية، معتبراً أن خطاب أوجلان عبر عن واقعية سياسية تسعى للحلول السياسية والسلمية.
ويؤسر المفكر والمناضل عبدالله أوجلان، البالغ من العمر 75 عاماً، في سجن بجزيرة إمرالي، منذ عام 1999 وذلك في إطار مؤامرة دولية شاركت فيها الاستخبارات التركية والموساد الإسرائيلي، وكذلك دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الأطراف الأخرى.