يكفي أن تنظر إلى تلك التماثيل والرسوم المحفورة داخل الزجاج لتدرك مدى مهارة الصانع الذي قام بحفرها وإتقانها في هذا المكان الصعب، وهو الفنان المصري مجدي الجمل، أول فنان في العالم يقوم بنحت التماثيل في الجدار الداخلي للزجاج والذي قادته أعماله الفنية أن يطوف دول العالم لعرض إبداعاته، ولذلك أجرت وكالة فرات للأنباء، حواراً مع الفنان حول رحلته الفنية الطويلة وسر وصوله للعالمية.
كيف بدأت فكرة النحت معك؟
لم ابدأ بالنحت على الزجاج، أنا في الأساس رسام ونحات على الجدران، حيث قمت بعمل معارض كثيرة في الأوبرا، وفي كل مكان في مصر، تخرجت من كلية الهندسة، كان اصدقائي في النمسا، وقالوا لي الرسامين لهم وضع في النمسا، وبالفعل سافرت إلى النمسا، كنت اتمنى أن أكون مثل بيكاسو وأبيع اللوحة بـ 50 مليون، لم أجد هذا الذي كنت أتوقعه وارسمه في خيالي، لا يوجد هناك هذه المبالغ الباهظة، ولكن يكفي أن يمضي بيكاسو على اللوحة، وليست اللوحة هي التي تباع بمبالغ كبيرة، وإنما اسم بيكاسو، ففي هذه اللحظة عندما لم أبع لوحاتي، أصابني الإحباط، وفكرت في عمل شيء أتميز به عن غيري.
متى بدأت رحلتك مع النحت على الزجاج؟
كان لدي معرض كبير في أسوان، وعملت لوحة، وأخذوا اللوحة وعرضوها في أسواق عالمية، وقمت بعمل معرض في دهب المصرية، ثم وأنا أسير بالليل في دهب وجدت سفينة مصنوعة من الزجاج بشكل جيد جداً، ففكرت في فكرة الزجاج لأنه أبهرني وجذبتني الفكرة، أحضرت زجاجاً وقمت بقصه ووضعت فيه تمثالاً، ولكن وجدت أنه لا فائدة من ذلك، وبعد ذلك قمت بقص زجاجة اشتريتها من الغردقة، وهذه الزجاجة ظلت معي سنة، بعد ذلك قمت بعمل تمثال للملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية الراحل داخل الزجاجة، فجاءت قناة التعليم العالي إلى منزلي وصورت معي، لتجد المذيعة الملك عبد الله بن عبد العزيز منحوتاً داخل الزجاج وكان الملك عبد العزيز مازال حياً، فقالوا يجب أن تعطيه التمثال هدية.
كيف تصنع أعمالك الفنية؟
بدأت أصنع كمية كبيرة من الأعمال في المرسم في الشهداء في المنوفية من النحت بالشنيور في الجدار الداخلي، وهذا متعب جداً، وبعد ما عملت كمية كبيرة وعملت معارضاً في ساقية الصاوي والأوبرا وسافرت إلى كل الاماكن التي عملت فيها معارضاً، كان الجميع يقولون اعمل لنا تمثالاً، قمت بنحت تماثيل لـ أم كلثوم، عبد الوهاب، والجرائد كلها تحدثت عني، والأهرام أفردت لي موضوعاً، وانا الوحيد في العالم الذي أنحت داخل الزجاج، وتقوم بعمل تماثيل داخل الزجاج، وانتظر أن يأخذ متحف اللوفر في باريس أعمالي.
كيف وصلت إلى العالمية وماهي أبرز أعمالك؟
انا فني غير موجود بالعالم، عملت معارض في النمسا وبلجيكا وهولندا، وبلغاريا، والصين، وأمريكا وفرنسا، وعملت معارض في العالم كله، وشهرتي كبيرة في العالم، وفي جنوب افريقيا واليابان، لو اجريت بحثاً على جوجل سيظهر اسمي مع النحت داخل الزجاج.
أكثر دولة استقبلتك بشكل جيد؟
النمسا وتشيكوسلوفاكيا، عندما رأوا أعمالي قدروني بشكل كبير جداً، واحتفوا بي، بل طلبوا أن يدخل الفنان العالمي أيّ مطعم، ورغم أن المطاعم هناك مرتفعة الأسعار، لكن خصصوا حساباً مفتوحاً للفنان العالمي للأكل دون أن يدفع أي أموال.
ما هي أكثر الشخصيات العالمية التي قمت بنحتها داخل الزجاج؟
محمد صلاح، وديانا سبنسر، وقابلت الرئيس محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق، وطلب مني أن أصنع له تمثالاً، وقمت بعمل تمثال له، وهو رجل يحب العرب والمسلمين، وشخصية محترمة جداً، وعملت تمثالاً بنفس شكله بالنظارة والطاقية، وأي شخصية أقوم بنحتها لابد من أن أصنعاها بدقة تبلغ 100 في المائة، أي أنني لا يمكنني صناعتها بدقة 90 بالمائة.
ما الاماكن التي قمت بزيارتها في أفريقيا؟
سافرت إلى ليبيا، وجنوب أفريقيا والدول العربية كلها وقمت بأعمال فنية كثيرة بها.
ما هي أبرز الشخصيات المشهورة التي قمت بعمل تمثال لها داخل الزجاج؟
قمت بنحت جمال عبد الناصر، كان يريد أن تكون مصر أعظم دولة في العالم، ولكن المؤامرات التي حيكت ضده لم تجعله يستكمل إنجازاته وقمت بعمل اعمال فنية عن انجازات الثورة.
ما هي أبرز أعمالك الفنية في روسيا؟
كان عندي معرض في روسيا وقمت بعمل تمثال للملكة كاترين التي دمرت الدولة العثمانية، والتي كانت امبراطورية غير إسلامية، وعندما جاءوا مصر استخدموا الكرباج ضد الشعب المصري، وسرقوا الدولة، ولكن الملكة كاترين أوقفت العثمانيين والأتراك عند حدهم.