"التاريخ سيذكرهم بكل خزي وعار".. سياسيون يرصدون وقائع الخيانة والتواطؤ للبارزانيين
لن ينسى التاريخ أبداً مواقف عائلة البارزاني من جرائم الاحتلال التركي في جنوب كردستان، فهي مواقف الخزي والعار والخيانة لأحلام وآمال بني جلدتهم نحو الحرية.
لن ينسى التاريخ أبداً مواقف عائلة البارزاني من جرائم الاحتلال التركي في جنوب كردستان، فهي مواقف الخزي والعار والخيانة لأحلام وآمال بني جلدتهم نحو الحرية.
على مدار الفترة الماضية صاعد الاحتلال التركي عدوانه على القرى والبلدات الواقعة في جنوب كردستان في إطار عدوان يزهق أرواح الأبرياء في وقت تتخذ حكومة بغداد المركزية مواقف سياسية مائعة أقرب إلى التواطؤ، بينما موقف عائلة البارزاني التي تحكم إقليم كردستان العراق مخزية للغاية وفي هذا الإطار "حدث ولا حرج".
ويجمع سياسيون ومراقبون أن عائلة البارزاني تحولت إلى مجرد أداة يستخدمها الاحتلال التركي لطعن المناضلين الكرد في ظهورهم كما أنهم تواطئوا مع أنقرة من أجل مصالح ضيقة وآنية، علماً أن تلك العائلة بهذه الطريقة تحفر قبرها بأيدها لأن خطط أردوغان والقوميين الأتراك هي القضاء على كل القوى الكردية في جنوب كردستان بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تبقي عليه أنقرة فقط لأنه يعطي لاحتلالها مبرراً.
خزي وعار
يقول الكاتب الصحفي المصري إلهامي المليجي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن إقليم كردستان العراق عندما حصل على الحكم الذاتي تفاءل الكثيرون من الكرد بهذا الأمر، باعتبار أنه سيكون داعماً لحق الكرد في الأقاليم الثلاثة الأخرى أي في تركيا وإيران وسوريا، لكن ما جرى في واقع الأمر كان على عكس كل التوقعات تماماً.
وأوضح أن هذا المكسب الذي تحقق بفضل نضال الشعب الكردي الذي قدم الآلاف من أبنائه قرباناً لحريته واستقلاله قد استغل تماماً لصالح عائلة البارزاني والمرتبطين بها، فالبارزانيين هم الذين استفادوا مادياً وأدبياً من هذا الاستقلال، بينما الشعب الكردي في بقية الإقليم لا يزال يعاني من الفقر والاضطهاد الأمني من قبل البارزانيين.
وأضاف المليجي أن ما زاد الأمر سوءاً هو التحالف المشبوه بين البارزانيين ونظام أردوغان في تركيا وسلطاته، وهو تحالف قائم على المصالح الذاتية للطرفين، مشيراً إلى أنه من المعلوم أن نظام أردوغان مناهض لحقوق الشعب الكردي، وبعدما كان هذا التحالف المشبوه سرياً أصبح علنياً، حيث يدعم البارزانيون أمنياً ولوجستياً السلطات العسكرية التركية في حربها على حزب العمال الكردستاني الذي يحمل آمال وطموحات الشعب الكردي.
وشدد على أنه بذلك يضرب البارزانيون عرض الحائط بكل الروابط العرقية التي تربطهم بإخوانهم الكرد المناضلين من أجل حق هذا الشعب في العيش بحرية وكرامة، كما شدد على أن البارزانيين بدعمهم للسلطات التركية يرتكبون جريمة في حق شعبهم الكردي سيسجلها التاريخ بكل الخزي والعار.
وقال الكاتب الصحفي المصري إن البارزانيين بدلاً من أن يكونوا داعمين لأهلهم الكرد في تركيا أصبحوا بمثابة خنجر مسموم في ظهرهم دعماً للنظام التركي الغاصب لحقوق الكرد والرافض لحقوقهم في الحرية والكرامة، وكل هذا يحدث من البارزانيين من أجل مصالح ضيقة ذاتية آنية لهم ولأتباعهم.
عصابة لتنفيذ مخططات تركيا
يقول طارق حمو الباحث السياسي بالمركز الكردي للدراسات السياسية، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تركيا لا تهدف من عملياتها إلى هزيمة حزب العمال الكردستاني فحسب، بل تريد احتلال جنوب كردستان، كما تعمل على تحييد الحزب الديمقراطي الكردستاني والهيمنة عليه وتحويله إلى عصابة تنفذ المخططات العنصرية للدولة التركية.
وشدد حمو على أن تركيا خططها القضاء على كل القوى الكردية في جنوب كردستان ولكنها تبقى على حزب البارزانيين لأنه يعطي لأنقرة مبرراً لتنفيذ عدوانها واحتلالها، معتبراً أن الحزب الديمقراطي بدعمه لتلك المخططات التركية يحفر قبره بيده، لأن خطة أنقرة هي إعادة الوضع في شمال العراق إلى ما كان عليه قبل 1991، فأردوغان ينظر إلى حزب البارزاني كخادم وليس شريكاً.
ولفت الباحث السياسي الكردي إلى أن ما يقوم به الاحتلال التركي من ممارسات يأتي في إطار سياسة نشر الحرب من قبل النظام التركي ليهرب من مشكلاته الداخلية وتراجع شعبيته، فقد انتهى مشروع العدالة والتنمية في تركيا، بدليل الهزيمة القاسية له في الانتخابات البلدية التي جرت نهاية مارس/آذار الماضي، كما أنه يحاول تصدير أولويات الأمن ليبرر فشله الاقتصادي والأوضاع المعيشية الصعبة التي تسببت فيها سياسات أردوغان.