قيادي بالحزب الشيوعي السوداني: أوجلان بطل للسلام ويجب إطلاق سراحه فوراً
"بطل للسلام"، بتلك العبارة علق السياسي السوداني البارز علي سعيد إبراهيم على نداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي.
"بطل للسلام"، بتلك العبارة علق السياسي السوداني البارز علي سعيد إبراهيم على نداء القائد عبد الله أوجلان التاريخي.
في إطار رصد ردود الأفعال على النداء التاريخي للمفكر والمناضل عبد الله أوجلان، أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF)، حواراً مع علي سعيد إبراهيم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، الذي أعرب عن تقديره الشديد لنداء القائد "آبو" ودعوته حزب العمال الكردستاني لإلقاء سلاحه وعقد مؤتمر عام لحل الحزب، واصفاً إياه بـ "بطل السلام".
وفي هذا السياق، أكد علي سعيد إبراهيم الحاجة إلى الدعم الإقليمي والدولي لنداء السلام الذي أطلقه الرفيق عبد الله أوجلان الذي ينال احترام شعوب المنطقة، داعياً النظام التركي أن يثبت هو الآخر أنه يريد السلام، مشدداً على ضرورة الإفراج عنه فوراً ودون أي مماطلة.
وإلى نص الحوار:
*بداية، كيف تابعت وقرأت نداء السلام الذي أطلقه المفكر والمناضل عبد الله أوجلان؟
في تقديري خطوة الرفيق عبد الله أوجلان شجاعة جداً، ودليل على إيمان عميق وفكر يدعو للسلام، وتأكيد على أنه لم يقم بالاعتداء على حقوق أحد، بل على العكس من ذلك؛ فعندما حمل السلاح كان ذلك للدفاع عن نفسه، وللدفاع عن شعبه والشعوب التركية الأخرى، أوجلان بطل للسلام، ويتأكد ذلك في كل كتاباته وأفكاره وآرائه التي طرحها مثل الأمة الديمقراطية، وآرائه حول المجتمع الذي كان يحلم به، مجتمع القوميات والشعوب المتعددة والمتنوعة التي يجمعها التعايش السلمي، ونحن لدينا نفس الوضع في السودان تقريباً، فنحن دولة تتكون من مجتمعات متعددة ومتنوعة، وإن كان بشكل مختلف وفقاً للثقافات والمجتمعات، وندعو كذلك إلى ضرورة العيش المشترك، خطوة القائد أوجلان جبارة باتجاه فرض عملية السلام على الجانب الآخر.
*بما أنك أشرت إلى الجانب الآخر، ما الذي يجب على النظام التركي القيام به في المقابل للتعاطي بشكل إيجابي مع دعوة القائد "آبو" للسلام؟
الجانب الآخر كان لا يريد إلا القمع والاستيلاء على كل الشعوب وحكمها بالقهر بما في ذلك الأتراك أنفسهم، إن النظام التركي عليه الآن أن يثبت أنه يسعى للسلام، وأنه يريد الحفاظ على مصالح الشعب التركي كله في المقام الأول، بأن يقبل ويؤيد خطوة الرفيق عبدالله أوجلان، كما أن النظام عليه أن يدرك أن خطوة أوجلان لم تأتي من موقف ضعف أو استسلام، فهذا غير صحيح؛ لأن العالم كله يعلم نضال الشعب الكردي من أجل حقوقه وكذلك نضال حزب العمال الكردستاني وأنه شعب لا يستسلم، وبالتالي لو كان النظام التركي يعتقد أن موقف أوجلان ضعف أو استسلام فإن هذا تصور خاطئ، وعلى النظام التركي أن يفهم الطريقة الصحيحة والمناسبة للمجتمع في تركيا، أنه مجتمع متنوع يجب أن يعيش الجميع في سلام، كما أن المرحلة المقبلة تتطلب خطوات عملية، بأن يجلس النظام مع أوجلان، والدخول إلى مرحلة تفاوض تفضي إلى اتفاق للسلام، واتفاق من أجل العيش المشترك الذي يعود بالمصلحة على جميع الشعوب والمكونات في تركيا، كما أن هذا التوافق من شأنه المساعدة على تحقيق التنمية لتلك الشعوب في كافة المجالات.
*كيف ينعكس برأيك هذا النداء على الأوضاع في الشرق الأوسط، وخصوصاً أننا في مرحلة غير مسبوقة وخطيرة من الاضطرابات والتحولات؟
الشرق الأوسط مشكلاته معقدة، وهذه المشكلات لا ترتبط بالشعوب، وإنما بالأنظمة الحاكمة في المنطقة، أنظمة تورث روح الاستبداد، على سبيل المثال، الأنظمة العربية فشلت في أن تتوحد خلف القضية الفلسطينية كما توحدت الشعوب العربية، إذن المشكلة ليست في الشعوب وإنما في الأنظمة، وبالتالي نجد شعوب الشرق الأوسط تصبو إلى نموذج تعايش كذلك الذي يطرحه أوجلان وتمسكه بنيل حقوق شعبه، ولكن المشكلة أن الأنظمة لا تتماشى مع تلك المتطلبات، مثلما أشرت لك بحالة السودان؛ فنحن ندعو للوحدة لكل الشعوب السودانية، كل شعوب المنطقة يمكنها أن تتعايش معاً كشعب واحد، في إطار الاحتفاظ بكل المكونات الثقافية والدينية والمجتمعية، أي وحدة في إطار التنوع، وهذا من شأنه أن يعطي قوة للدول والمجتمعات، وبالتالي من شأن ذلك خلق السلام والاستقرار، نحن أمام خطوة ممتازة يجب أن نشكر عليها الرفيق أوجلان.
*ما المطلوب إقليمياً ودولياً لدعم نداء السلام الذي أطلقه أوجلان، لا سيما وأن تأثيرها لن يكون مقتصراً على تركيا فقط؟
ما نطلبه أن يكون هناك دعم إقليمي ودولي وعربي لهذه المبادرة، ولكن المشكلة في أن الأنظمة التي نطالبها بالدعم هي نفسها لا تختلف كثيراً عن النظام التركي؛ فلديها إشكاليات كثيرة ولا تستطيع حلها، عرقية ودينية وقومية، وربما عدم حلهم لتلك المشكلات يأتي من فهم خاطئ لديهم بأن حلها يعني توحد تلك الشعوب المختلفة ضد تلك الأنظمة، ما يعني بالتبعية زوال الإمكانيات المالية والمادية التي لديها، في المقابل، فإن الشعوب العربية تريد التعايش والعيش مع غيرها من الشعوب، ومن ثم فإن نداء السلام لأوجلان يأتي في إطار الدعوة إلى وحدة الشعوب.
*إلى أي مدى تتضامن مع دعوات إطلاق سراح المناضل أوجلان الذي يمضي أكثر من ربع قرن أسيراً في سجن إمرالي؟
لقد عاصرنا رحلة القائد عبد الله أوجلان منذ البداية، وخاصة في شرق أفريقيا حتى تم اعتقاله، ومنذ ذلك الوقت كان حزبنا ضد اختطافه وضد اعتقاله، وأصدر العديد من البيانات التي تطالب بإطلاق سراح البطل عبد الله أوجلان، لأنه لم يؤذِ أحد، وإنما هو صاحب فكر، والفكر أكثر تأثيراً بكل تأكيد من الرصاص، ولأنه كان صاحب فكر كانت مشكلته مع النظام التركي والأنظمة الرأسمالية، ولهذا فإننا ندعم القائد عبد الله أوجلان وندعو لإطلاق سراحه فوراً ودون أي مماطلة.