ناشطون أمازيغ يدعمون نداء القائد عبد الله أوجلان: دعوة مهمة للإنسانية جمعاء

يكتسب نداء السلام للقائد عبدالله أوجلان مساحة كبيرة من الدعم، لا سيما بين الشعوب التواقة إلى الحرية ونيل حقوقها، ومنها الشعوب الأمازيغية.

أعرب نشطاء من الأمازيغ والطوارق عن دعمهم نداء السلام الذي أطلقه المفكر والمناضل عبدالله أوجلان، بدعوته حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، حيث أكدوا أهمية تلك الدعوة في مسيرة تحقيق السلام بين الشعوب، وما تعنيه تلك المبادرة من أهمية للإنسانية جمعاء.

ويذهب كثير من المفكرين والباحثين، خصوصاً المهتمين بشؤون الهوية، إلى وصف الطوارق والأمازيغ بـ"كرد أفريقيا"؛ إذ أن قوى الاستعمار قسمت الدول الأفريقية ولم تراعي حقوق الشعب الأمازيغي وخصوصيته الثقافية والاجتماعية والهوياتية، ولهذا فإنه مقسم على أكثر من دولة، كما هو حال الشعب الكردي الذي تعرض لظلم تاريخي.

كل الدعم

لا يتوفر وصف.

في هذا السياق، يقول الكاتب والمناضل الطوارقي الأمازيغي آكلي شكا، في تصريح هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن دعوة القائد عبدالله أوجلان أمر مهم من أجل السلام، مؤكداً أن السلام دائماً هو الأفضل، كما أنه لا يقدم السلام إلا القوي، وما قام به القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني أمر جيد وموضع ترحيب.

وأعرب شكا عن عدم قناعته تجاه رؤية البعض بأن ما قام به القائد عبد الله أوجلان نوع من التنازل، قائلاً إن الأمر على العكس من ذلك، كما أن ما يهمه ويهم الشعب الكردي هي الضمانات، فالتضحيات التي قدمها الشعب الكردي دفاعاً عن حقوقه المشروعة تتطلب أن تكون هناك ضمانات، من أجل استمرار هذا السلام، واستمرار الحوار.

ويقول المناضل الطوارقي الأمازيغي إن ما دفع الشعب الكردي إلى مسار الكفاح المسلح ليس حباً في حمل السلاح أو القتال أو سفك الدماء؛ وإنما نضال من أجل حقوق شرعية، مضيفاً: "أظن أن هذه الحقوق إن اعترفت بها دولة تركيا، فإن السلام هنا هو المطلوب، والذي يسعى إليه الجميع".

وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، قدم آكلي شكا التهنئة للشعب الكردي على الوصول إلى هذه المرحلة، معرباً عن دعمه للشعبين الكردي والتركي من أجل الوصول إلى السلام، وربما يكون ذلك مثالاً لبعض الحركات التي تطالب بنفس المطالب في أكثر من دولة، كما أعرب عن تمنياته بأن يرى الشعب الكردي يعيش حياة كريمة، ويحصل على حقوقه في أماكن عديدة كاملة غير ناقصة.

ويؤسر المفكر والمناضل عبدالله أوجلان، البالغ من العمر 75 عاماً، في سجن بجزيرة إمرالي، منذ عام 1999، وذلك في إطار مؤامرة دولية شاركت فيها الاستخبارات التركية والموساد الإسرائيلي، وكذلك دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الأطراف الأخرى.

ولاقت دعوة القائد "آبو" على مدار الأيام الماضية دعماً وترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، سواء في الأوساط الرسمية أو غير الرسمية، وسط دعوات تحث النظام التركي على التعاطي الإيجابي معها، وألا تفوت تلك المبادرة غير المسبوقة كفرصة لتحقيق السلام والاستقرار والعيش المشترك بين الكرد والأتراك وطي صفحة الصراع.

دعوة للإنسانية

بدوره أعرب مجدي بوهنة وهو ناشط حقوقي وأكاديمي من طوارق ليبيا (الطوارق شعب أمازيغي) عن اعتقاده بأن الدعوة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط/فبراير تحت عنوان "السلام والمجتمع الديمقراطي" تمثل بداية مرحلة جديدة للتعايش السلمي والسلام العالمي وهي دعوة ذات أهمية بالغة للإنسانية جمعاء.

وأكد بوهنة الحاجة إلى أن يكون هناك دعماً عربياً و إقليمياً ودولياً من أجل إنجاح هذه المبادرة المهمة، التي تأتي في مرحلة تمر بها المنطقة بتغيرات كبيرة، تتطلب أن يكون هناك أكبر قدر من التوافق بين شعوب المنطقة لمجابهة تلك التحديات، لا سيما التعايش بين الشعبين الكردي والتركي.

ودعا الأكاديمي والحقوقي الطوارقي النظام الحاكم في تركيا إلى ضرورة التعاطي بشكل إيجابي مع تلك المبادرة التي أطلقها القائد "آبو"، وإثبات حسن النوايا من قبله، مشدداً على أنه قد آن الأوان إلى أن يعيش الشعب الكردي جنباً إلى جنب مع نظيره التركي ويتمتع بكافة حقوقه ويعبر عن هويته الثقافية.

وكان أوجلان دعا أعضاء حزب العمال الكردستاني إلى نزع السلاح، في رسالة قرأها عضوا حزب المساواة وديمقراطية الشعوب(DEM partî) أحمد تورك وبروين بولدان، باللغتين الكردية والتركية، إذ قال إن "على المجموعات كلها إلقاء أسلحتها، وعلى حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه"، مضيفاً أن الحزب تأسس في المقام الأول بسبب "انغلاق قنوات السياسة الديمقراطية".

وقال القائد "آبو"، في بيانه التاريخي، إن دولت بهجلي (رئيس حزب الحركة القومية)، مدعوماً بإشارات إيجابية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأحزاب سياسية أخرى، هيأ البيئة المناسبة لحزب العمال الكردستاني لإلقاء سلاحه.

وما إن أطلق القائد عبد الله أوجلان دعوته حتى أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابة للنداء، إذ أعلن أنه "سيمتثل لدعوة قائده الأسير بتحقيق السلام، وإعلان وقف إطلاق النار بدءاً من السبت (1 آذار)"، مبدياً أمله في الإفراج عن القائد "آبو" الأسير في سجن إمرالي منذ أكثر من ربع قرن.