بعد زيارة البرهان لطرابلس.. حقيقة علاقة طرفي الحرب بالسودان مع ليبيا وسر التدخل التركي
أثار توجه من البرهان وحميدتي إلى ليبيا والمبادرة التي طرحها الدبيبة من أجل إنهاء الحرب في السودان الجدل في قدرتها على القيام بذلك.
أثار توجه من البرهان وحميدتي إلى ليبيا والمبادرة التي طرحها الدبيبة من أجل إنهاء الحرب في السودان الجدل في قدرتها على القيام بذلك.
ظهرت في الفترة الأخيرة رحلات مكوكية لطرفي الحرب في السودان إلى ليبيا سواء الجيش السوداني، وسط طرح مبادرة ليبية تركية لحل أزمة الحرب المستعرة حاليا في السودان وهو ما جعل كل من البرهان وحميدتي يذهبون إلى الأراضي الليبية، وهو ما يثير التساؤلات حول تداعيات تلك الزيارات وتأثيرها.
كشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن العلاقات السودانية الليبية دوما كانت متأرجحة منذ ما قبل سقوط القذافي والي يومنا هذا، وليبيا الدولة الموحدة لم تعد موجودة ففي طرابلس حكومة وفي بنغازي حكومة والمليشيات تتقاسم حكم البلاد، وان كانت أطراف الصراع في ليبيا لم تستطع حتى الان الوصول لتسوية خلافاتها فهي لن تستطيع حل عقدة الصراع السوداني، وزيارة البرهان وحميدتي تحصيل حاصل.
وأكد كرار في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الشارع السوداني بات يدرك ان رحلات الرجلين هي محاولة لشراء الوقت، ولكن اتجاه البرهان لطرابلس وحميدتي لبنغازي ربما هي انعكاس لبوصلة الرجلين السياسية والايدولوجية.
وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الاسلاميون وفصائلهم المسلحة بدعم من الاتراك يحكمون غرب ليبيا وطرابلس وعلى الجانب الآخر فإن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر والحكومة الموالية له في شرق البلاد مرهون للقوي الاقليمية الخليجية، اذن فالبرهان وحميدتي انطبق عليهما المثل القائل كلٌ يغني على ليلاه.
وبين القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه لم يعد خافيا عبور المرتزقة من ليبيا الى السودان والعكس صحيح والحالة الليبية لا تؤهلها للعب دور الوسيط ومن المحتمل ان طرفي النزاع يحاولان تعزيز بعض خطوط الامدادات العسكرية او ما شابه إذ يكثر الحديث عن قوات واسلحة تتدفق من ليبيا لصالح الدعم السريع.
بينما كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي من الخرطوم، أن حكومة طرابلس طرحت وساطة ليبية تركية على كل من الحكومة السودانية والجيش السوداني وعلى قوات الدعم السريع، وهو ما كان مفاجئا في هذا التوقيت.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن العلاقة بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وبين حكومة طرابلس تختلف عن علاقة خليفة حفتر بالدعم السريع، فهي ليست علاقة استراتيجية أو متينة، ولكن هي بالأحرى وساطة تركية غير مباشرة.
وأضاف الصحفي والإعلامي من الخرطوم، أن الوساطة الليبية التركية هي في حقيقتها وساطة تركيا، ولا يوجد تعاون حقيقي بين الجيش السوداني والحكومة الليبية بقيادة الدبيبة تعاون أبعد من تلك الوساطة التي تم طرحها مؤخرًا.
وبين حلفاوي، أن الجيش السوداني لم يوافق حتى الآن على ما طرحته الوساطة الليبية التركية للتفاوض مع قوات الدعم السريع، مما يؤكد عدم متانة العلاقات بين طرابلس والخرطوم.
بينما وصف عياد عبد الجليل، المحلل السياسي الليبي، أن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مدينة طرابلس وقابلة حكومة الوحدة الليبية بقيادة عبد الحميد الدبييبة وما تم عرضه أثناء الزيارة من وساطة ليبية تركية للأزمة السودانية الحالية هو مجرد "شو إعلامي" أكثر منه علاقات حقيقية بين كلا الحكومتين.
وأكد عبد الجليل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الزيارة كانت برعاية إماراتية ولم تستطيع تقديم حلول، وذلك لأن ليبيا لا تستطيع حل مشاكلها الداخلية لكي تقوم بحلحلة مشكلات دول الجوار.