الدولة التركية تحرق جنوب كردستان بـ 1000 غارة.. وسياسيون: أرواح الأبرياء في رقبة هؤلاء
رغم المخالفة لكافة المعايير الدولية والإنسانية، تواصل دولة الاحتلال التركي ضرباتها على جنوب كردستان موقعةً الضحايا من الأبرياء يوماً تلو الآخر دون توقف.
رغم المخالفة لكافة المعايير الدولية والإنسانية، تواصل دولة الاحتلال التركي ضرباتها على جنوب كردستان موقعةً الضحايا من الأبرياء يوماً تلو الآخر دون توقف.
كشف أحدث تقرير حقوقي عن تنفيذ جيش الاحتلال التركي 1000 ضربة على جنوب كردستان "إقليم كردستان العراق" منذ بداية عام 2024، إذ قال كامران عثمان، مسؤول حقوق الإنسان في منظمة "صانعي السلام المجتمعي"، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، إنه خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، نفذ الجيش التركي 833 هجوماً وتفجيراً في إقليم كردستان العراق، بما في ذلك 365 في دهوك، و356 في هولير، و102 في السليمانية، و10 في نينوى.
وتأتي تلك الغارات والضربات في إطار الحرب المفتوحة التي يشنها نظام أردوغان الإجرامي ضد الشعب الكردي سواء داخل الأراضي التركية، أو في شمال وشرق سوريا أو جنوب كردستان، لكن الأخطر أن تلك الغارات تسببت مؤخراً في حرائق واسعة النطاق في جنوب كردستان، وكل ذلك تحت غطاء كاذب هو "حماية الأمن القومي التركي".
استهتار تركي بأرواح البشر
يقول الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي الدكتور تيسير عبد الجبار الألوسي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هذا الرقم حتى لو حمل بعض المبالغة، فإنه يكشف حقيقة حول كم هو حجم الاعتداءات التركية على السيادة العراقية بالمعنى الدبلوماسي وبالمعنى العسكري الميداني، وهذا أمر جد كبير ومخيف بالنسبة لمن يتعرضون لهذه الاعتداءات على الأرض، التي تسقط ضحايا مدنيين عددهم ليس بالقليل.
وأضاف أن هذا الرقم من الاعتداءات ليس قضية دبلوماسية فقط تتعلق بانتهاك للسيادة العراقية، وإنما يكشف كذلك عن كم الاستهتار لدى السلطات التركية بالخسائر البشرية الكبيرة الفظيعة والتي لا تأخذها بالحسبان عندما تتوغل أكثر مما يسمح لها داخل الأراضي العراقية.
ولفت إلى أن السلطة التركية عندما تمارس مثل هذا العدوان وبهذا الحجم، فهي تؤكد أنها تخوض المعركة ليس ضد قوة عسكرية تتصارع معها وإنما ضد شعب سُلبت منه حقوقه وحريته وحقه في تقرير المصير، وهذه هي القضية الخطيرة التي يجب الالتفات لها، لأنها قضية إنسانية كبرى لا يمكن أن تحل أمنياً أو عسكرياً، ولكن في المقابل نهج تركي عدواني يؤهل لمنطق فاشي بعيد المدى في استهدافه القوى البشرية المباشرة.
موقف الحكومة العراقية
وعن ردة الفعل من قبل الحكومة العراقية، يقول الدكتور تيسير عبد الجبار الألوسي إنها ليست بالمستوى الذي يحمي السيادة، وبعيداً عن مسألة السيادة فكان يجب أن يكون هناك رد فعل يحمي حياة المواطن العراقي وأمنه وهي قضية خطيرة جداً، وعندما تعمل الحكومة الاتحادية بعيداً عن مصالح الشعب، فإنها تخرق الدستور والقانون بأنها لا تدافع عن السيادة وتساهم وإن بالصمت بطريقة أو بأخرى لمصلحة إدامة تلك الاعتداءات ما يشكل خطراً مضاعفاً على سلامة الناس وأمنهم.
وعن تمادي تركيا في عملياتها، يقول "الألوسي" إن أنقرة تتمادى في عملياتها ضد شعب له حقوقه (في إشارة إلى الكرد) وكل ما يطلبونه حقهم في تقرير مصيرهم، لأنها لا تجد من يتصدى لها، كما أنها تثق أنه لن تكون هناك شكوى أممية ضدها تأخذ مسارها الطبيعي، ولهذا فإنها تواصل ابتزازها وتعرضها للآمنين، داعياً الحكومة العراقية إلى التعامل مع تركيا كدولة احتلال، معتبراً أن أي شيء غير ذلك فهو صك على بياض لمزيد من الجرائم التركية بحق المدنيين الأبرياء.
هؤلاء شركاء لتركيا في عدوانها
وعلى مدى عقود من الزمن، تدير تركيا عشرات القواعد العسكرية في جنوب كردستان في إطار اعتداءاتها على الشعب الكردي، وسط اتّهامات تطال الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان بالتغاضي عن تلك الأنشطة العسكرية من أجل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية الوثيقة مع أنقرة.
وقال مصدر بالاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، فضل عدم ذكر اسمه خلال تصريحات لوكالة فرات للأنباء، إن من يتحمل مسؤولية تمادي تركيا في تلك الجرائم يرتبط بصفة أساسية إلى تواطؤ أو تلاق للمصالح بين تركيا وحكومة بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) الذي يقوده عائلة البرزاني.
وأضاف أنه نتيجة لتلك المصالح تصمت الحكومة المركزية وإن تحدثت تكتفي ببعض العبارات الفضفاضة التي لا تقدم أو تؤخر، كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لديه مصالحه السياسية كذلك مع الأتراك، مشدداً على أن الاتحاد الوطني الكردستاني يقوم بجهود ويجري اتصالات مع الجانب التركي الهدف منها حفظ أرواح الأبرياء.
ويرى المصدر أن هذه الضربات التركية تتحرك مدفوعة بمحاولة حزب العدالة والتنمية إرضاء حليفه من حزب الحركة القومية المتطرف، لافتاً إلى أنه على النظام التركي تغيير تحالفه لا سيما أن هذا لم ينفعه في الانتخابات البلدية التي جرت في 31 مارس/آذار الماضي وخسرها في كارثة سياسية مدوية له نتيجة الاستقطاب والعداء لمكون بعينه.
حرائق جنوب كردستان
وتسببت غارات جوية تركية، يوم الأربعاء، باندلاع حرائق واسعة في قضاء آمديه شمال دهوك في جنوب كردستان، بحسب مصادر محلية، إذ قال مصدر حكومي إن "الغارات الجوية طالت منطقة سور سكري بجبال متينا، ما أدى إلى اشتعال الحرائق التي ألحقت أضراراً بالأراضي الزراعية والغابات، ولم تتمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة بسبب الوضع الأمني المتردي"، وفق ما نقلت صحيفة توركيش مينيت التركية.
وقال المصدر إن الحرائق أتت على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات، وقد هرع سكان القرى المجاورة لإخمادها، لكن وسط صعوبات كبيرة نتيجة التضاريس الجبلية التي كانت سبباً رئيسياً في تعقيد عمليات الإطفاء.