وجاء حديث عليكو خلال حوار خاص لوكالة فرات للانباء (ANF) حول احدى مؤلفاته (الشيخ مقصود قلعة المقاومة) والذي أشار فيه بأنه كتاب توثيقي كخطوة أولى لعملية توثيق وأرشفة مقاومة الشيخ مقصود والتي لها ميراث يمتد إلى تاريخ طويل للأهالي في الشيخ مقصود و الأشرفية، واحياء أخرى من محافظة حلب،منوهاً بأنه أراد إيصال حقيقة المقاومة و نبل الشهداء الذين وجدوا في قدسية هذه الأرض ما يستحق أن يقدموا أغلى ما لديهم فداء للقضية والحفاظ على كرامة الإنسان ،مضيفاً بأن كل الكلمات تعجز عن وصف البسالة التي قاموا بها أهالي الشيخ مقصود و الأشرفية.
والى نص الحوار:
- قمتِ بتأليف كتاب تحت عنوان "الشيخ مقصود قلعة المقاومة"،ما الذي يخبئه كتابك بين صفحاته، وعمّ يتحدث؟
في البداية أتمنى أن يكون العام الجديد عام السلام والمحبة والديمقراطية على كافة شعوب العالم وخاصة في سوريا ، وأن يكون عام ٢٠٢١ عام تحرير مدنية الحب والإنسانية عفرين و أن ينتهي الاحتلال التركي من كافة الأراضي السورية.
كتاب الشيخ مقصود قلعة المقاومة وعندما يقع هذا العنوان على مسامع إي متلقٍ أو قارئ يسارع العنوان في شرح وتوضيح فحوى الكتاب ومضمونه،فالكتاب هو توثيقي كخطوة أولى لعملية توثيق وأرشفة مقاومة الشيخ مقصود، والتي لها ميراث يمتد إلى تاريخ طويل للأهالي في الشيخ مقصود و الأشرفية، واحياء أخرى من محافظة حلب،فكل تاريخ وكل حادثة وكل صورة أخذت من أرض الواقع هذا الواقع هو جزء لا يتجزأ من تاريخ سوريا ككل ففي الشيخ مقصود، أو كما هو معروف سابقاً ( جبل السيدة)
دارت أعنف المعارك وكان بالمقابل هناك تضحيات كبيرة أقل ما يمكننا أن نفعله ازاءها هو توثيقها لتكون في متناول الأجيال القادمة أكثر من غيرها.
- بغض النظر عن الامور التي جاءت في كتابك والاحداث التي تناولتها وسردتها، مالذي اردت ايصاله الى القراء ؟
ما أردت قوله او إيصاله فعلياً هو حقيقة المقاومة و نبل الشهداء الذين وجدوا في قدسية هذه الأرض ما يستحق أن يقدموا أغلى ما لديهم فداء للقضية والحفاظ على كرامة الإنسان ، فكل الكلمات تعجز عن وصف البسالة التي قاموا بها أهالي الشيخ مقصود و الأشرفية.
- تحدثتِ في كتابك عن الحياة في الحي وعن المقاومة والتي اقل ما يمكننا وصفها بالبطولية,. فمن هم هؤلاء المقاومون وكيف جسدت اشكال المقاومة في الحي كي تصل الصورة الحقيقية للقارئ؟
المقاومون ببساطة هم أبناء وبنات الحي من كافة شرائح المجتمع السوري،ومن المقاومين كان هناك مواطن من " مصر " و محافظة سورية أخرى، شهد حي الشيخ مقصود و الأشرفية منذ ٢٠١١ إلى ٢٠١٧ أحداث كثيرة جدا ، وشهد ٢٠١٦ أعنف المعارك ، فلا يسوغ للعقل أن هذه الجغرافيا الصغيرة شهدت كل هذه المعارك و الحروب،فجبهات القتال الأمامية كانوا المقاتلين و المقاتلات من أبناء الحي ، لا ينامون فيها لأيام عدة يقتاتون بعض الطعام لكي لا تخور قواهم ليستمرو في الدفاع عن قلعة و أهلها أمام أكثر من ٢٨ فصيل مسلح بأعداد كبيرة جدا من مرتزقة الائتلاف السوري الاخواني بتعليمات من الميت التركي و باستخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة و المحرمة دولية " الكيماوي أيضا " لقد انتصرت إرادة الشعب الثوري ، " الحرب الشعبية الثورية انتصرت على الإرهاب الأسود وعلى الداعمين لهم .
-هنالك جدلية حول علاقة الكرد بالجبال على مرّ العصور والصورة النمطية لمقاومة الكرد والتي تنطلق وتتجسد في الجبال ،لكن في حلب تغيرت هذه الجدلية او الفكرة السائدة حيث نحن امام مقاومة حي صغير في مدينة كبيرة، حي واجه كل اشكال الارهاب وانتصر كمؤلف كتاب الشيخ مقصود قلعةالمقاومة كيف اظهرت هذه المقاومة ومالاختلاف بين الفكرتين ؟
يعرف حي الشيخ مقصود سابقا قبل عشرات السنوات " بجبل السيدة " بحيث أنك عندما تدخل إلى محافظة حلب أو حينماً تزور قلعة حلب الأثرية ، ستجد من مسافة بعيدة هضبة مرتفعه يخيل إليك للوهلة الأولى أبنية متراصة على جبل " أستطاع أهالي هذا الحي ذو الغالبية الكردية وعبر سنوات بناءها بسواعد أبناء الحي من كافة مكونات المجتمع السوري، والأمر الثاني، أن من خصوصية الشعب الكردي عشق المرتفعات الجبلية فهذا العشق مرتبط بحالة المقاومة عبر التاريخ إلى يومنا هذا، وفي حي الشيخ مقصود تحول هذا الحي من حي صغير إلى قلعة كبيرة جدا، عبر إرادة هذا الشعب الذي يعيش بداخله استطاعت أن تكتب التاريخ بدماء شهداء هذا الحي العظيم.
- ما هي أهمية نشر هكذا كتب ومؤلفات؟ وإلى أي مدى تعتقد بأن أرشفة بطولات هذا الشعب هي مهمة بحدّ ذاتها؟ وهل مثلا يمكن اعتبارها واجبا وطنيا؟ أم هي مهمة كل مثقف لإظهار ما يحدث في من مقاومة ؟
نعم إن توثيق هكذا أحداث هو واجب وطني وأخلاقي وأقل ما يمكن تقديمه أمام تضحيات شهدائنا الأبرار، توثيق و أرشفة الأحداث هي كتابة التاريخ ومن الضروري أن يتم العمل و دعمه من كافة الجوانب ويجب أن تكتبه الأيادي الصحيحه وأن تنشره على أكبر قدر ممكن وإلا سيتحول إلى أساطير و ترهات ، إن لم يتم تداوله من جيل إلى جيل، والأمر الأخر " إرادة هذا الشعب العظيم ومقاومته في الشيخ مقصود أكبر من أسماء ومن الأنانية و حب الذات " من يستطيع أن يوثق حرف عن مقاومة شعبنا فلا يبخل علينا، ويجب ان لا يتم محاربة اي مشروع يوثق الأحداث مهما كانت خطواته صغيرة أو كبيرة.
–كيف تقيّم دور المثقف الكردي او الكاتب في مجال الكتابة في عموم كردستان هل هي مستمرة بالشكل المطلوب ام هي تخضع احيانا لسيطرة ووحشية الدول المستعمرة طبعا الحديث هنا عن الكتاب والمؤلفين في اجزاء كردستان الاربعة، وهل الموضوع مختلف بمايتعلق بالمثقف الكردي في الخارج؟
إن القلم الحر الذي يطرح نفسه لأجل قضية شعبه ، دائما يكون محارب و محطة استهداف من قبل اعداء القضية، فيأتي دور المثقف الكردي بشكل خاص في كافة المجالات الثقافية في أجزاء كردستان الحبيبة، "هو دور أخلاقي وسياسي بدرجة كبيرة " الشعب الكردي وعبر تاريخه الممتد إلى الآلاف السنوات ، حاولوا تحريف تاريخ هذا الشعب العظيم من قبل دول مستعمرة عبر الحرب الخاصة و الاقلام المأجورة .
ومطلوب من كل إنسان صاحب مبدأ وأخلاق و قلم وفكر أن يعمل لأجل قضية شعبه وأن يخرج من إطار الأنانية وأشياء أخرى.... التاريخ لن يرحم ويسجل كل شيء للأجيال القادمة.
-كلمة اخيرة؟
أشكركم على هذا الحوار حول "كتاب الشيخ مقصود قلعة المقاومة " وكما أود الإشارة و الشكر للأستاذ عبد العزيز حمدوش و الأستاذ أسامة أحمد و دار النشر شلير " وكما أشكر كل من ساعدني في هذا العمل التي تم كتابته و طبعه في ربيع ٢٠١٩
ولي سابقاً مجموعة من دراسات توثيقة ومنها ( الفصائل المسلحة في حلب و ريفها والمتاخمة لمقاطعة عفرين المحتلة (٢٠١٥) تم نشرها في مجلة مركز روج افا للدراسات الاستراتيجي NRLS العدد ٤.
( الأهمية الاستراتيجية لمناطق الشهباء ٢٠١٦ ) تم نشرها في مجلة مركز روج افا للدراسات الاستراتيجي العدد ٨
التغير الديمغرافي في جبل ليلون ٢٠١٧ )
توثيق الغزو و العدوان على مدينة عفرين ٢٠١٨
مجموعة قصص قصيرة( شيرين ولات ٢٠٢٠ )
" وكما أنني على الإستعداد لتقديم اي مساعدة لأجل قضية وطني وشعبي".