نددت عضو منسقية مؤتمر ستار، هدية يوسف، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)؛ بسياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني في الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.
وقالت "مما لا شك فيه أن وحدة المكونات والشعوب ضرورية، للوقوف في وجه الهجمات ولكن مع الأسف تاريخ الشعب الكردي يحوي صوراً كثيرة من الخيانة التي تسببت في انكسار الكرد وفي يومنا هذا نشهد بروزاً جديداً لخط الخيانة هذا بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اختار الوقوف إلى جانب العدو".
وتابعت: "خط الخيانة لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس وليد اللحظة بل يمتد بجذوره إلى بدايات حركة التحرر الكردستانية، وقد أضحى على الدوام عائقاً في وجه مكتسبات حركة الحرية، ولا زال إلى اليوم يسير على النهج ذاته وبشكل خاص في هذه المرحلة المصيرية التي خطت فيها حركة التحرر الوطني خطوات كبيرة نحو الحرية والنصر، إلى جانب تكالب الأعداء على الشعب الكردي".
وأضافت "ونحن نندد بالموقف المتخاذل للحزب الديمقراطي والمتعاون مع الأعداء بهدف ضرب حركة التحرر الوطني وكذلك على المجتمع الكردستاني إبداء موقفه في وجه هذا الخط الخياني".
وأشارت يوسف إلى الهجمات التي تتعرض لها قوات الكريلا ضمن أراضي جنوب كردستان والتي تفسح المجال أمام احتلال واغتصاب التاريخ والتراب الكردي، وقالت "إن هذه الهجمات، التي تشن على الكريلا، تتم بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK وبالتنسيق بينهم وبين الميت التركي يتم استهداف القيادات الذين أفنوا حياتهم في سبيل الشعب الكردي".
وأكدت: "ولذلك فإن وجود مثل هذه الأفعال والممارسات تُفسح مع الأسف المجال أمام احتلال واغتصاب تاريخنا وترابنا، اليوم يشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني عائقاً كبيراً أمام حركة الحرية وعلى الرغم من أنهم لن يستطيعوا النيل من هذه الحركة، ولكنهم بممارساتهم ومواقفهم هذه يعيقون الحركة ويؤخرون تحقيق النصر".
وأردفت: "في خضم مجريات الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها الآن والذي استطاع فيها الكرد تحقيق العديد من المكتسبات والانتصارات السياسية والعسكرية وقيادة مشروع ديمقراطي في هذه المنطقة وفي الوقت الذي ينظر العالم كله إلى الكرد بأنهم أبطال القرن الحادي والعشرين وهم الذين ينتهجون فلسفة الأمة الديمقراطية ويقودون مشروع أخوة الشعوب ويقومون بتطبيقه الآن على شكل نظام إداري واجتماعي في روج آفا نشهد في المقابل قيادة خط الخيانة من قبل الديمقراطي الكردستاني مرة أخرى حيث يقوم بتصفية أبناء وبنات الشعب الكردي ويشكل عائقاً أمام ثورة الحرية".
وناشدت يوسف الجميع للوقوف ضد المخططات التي تتعرض لها المنطقة، وقالت: "إن منطقتنا تتعرض لهجمة شرسة بغرض الاحتلال لذلك على كافة الشعوب من (الكرد والعرب والسريان) الوقوف في وجه هذه الهجمات الاحتلالية وممارسات الاستخبارات التركية، لأن الدولة التركية وخاصة حكومة العدالة والتنمية هي الراعية الأساسية للإرهاب في الشرق الأوسط ومع كل أسف خط الخيانة لدى بعض القوى الكردية تتعاون مع هذا المحتل ومن دون أدنى شك أن أخوة الشعوب التي استطاعت الصمود والمقاومة إلى يومنا هذا سيكون بمقدورها الوقوف في وجه هذا الاحتلال وهذا الخط العميل وستتمكن من هزيمته".
واستطردت: "لذلك ومن أجل تعزيز الوحدة بين الشعوب علينا الوقوف صفاً واحداً ويداً واحدة في وجه هذه الهجمات الخارجية التي تسعى للنيل من وجودنا ووحدتنا ونحن الآن نمر في مرحلة حساسةٍ للغاية نبعد خطوات قليلة عن الحرية وعليه نناشد كل الشرفاء وأصحاب الكرامة والعزة ودعاة الحرية والديمقراطية أن يصرخوا بأعلى صوتهم في وجه الغزاة والمحتلين والمتعاونين الخونة الذين في فلكهم، لأن هذا المحتل عدو لحرية الشعوب ووحدتهم".
ونوهت عضوة منسقية مؤتمر ستار بأن الدولة التركية احتلت جنوب كردستان، وأنه لم يبق للكرد شيء في إقليم كردستان وكذلك الدولة العراقية، وقالت: "فقدتا إرادتهما، والسبب وجود الدولة المحتلة في أرضها، من دون أن تحرك ساكناَ".
وتطرقت هدية يوسف إلى العزلة المفروضة على القائد أوجلان، وقالت: "إن العزلة المفروضة على القائد أوجلان لها تأثير مباشر على المجريات الحالية لأنها جزءٌ أساسي من السياسات التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية، ولأن الحرب العالمية الثالثة كانت قد بدأت مع المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد أوجلان، الذي يمثل فلسفة معاصرة في الشرق الأوسط، واعتقاله كان بهدف ضرب الحراك الديمقراطي وإعاقة حل أزمة الشرق الأوسط وشهدنا تأزم القضايا في المنطقة منذ ذلك الوقت، وعلينا إدراك أن القوى الغاشمة والغازية تسعى من خلال فرض العزلة المشددة على القائد إلى إعاقة روح مقاومة الشعوب وحريتهم ومنع توجيهات حركة الحرية".
وتابعت: هم يظنون أنهم بفرض هذه العزلة وكذلك التضييق العسكري والسياسي على حركة الحرية سيكون بإمكانهم القضاء على هذه الحركة، ومن أجل كل ما سلف نرى بأن العزلة على القائد أوجلان هي هوية المرحلة، فاستمرار المحادثات مع القائد يعني التوجه صوب الحل، وغير ذلك من فرض العزلة يعني تأزم القضية بشكل أعمق وإغلاق أبوب الحوار والحل.
وأوضحت: "بكل تأكيد عندما نقول ذلك لا نعني عدم وجود أطراف داعية للحل السلمي والديمقراطي، بل نعني أن فرض العزلة يفتح المجال أمام القوى المعادية للديمقراطية، لأن هناك قطبان في تركيا، الأول يقبل بالحل الديمقراطي والثاني يرفضه، ولذلك حكومة العدالة والتنمية والنظام الرأسمالي لا يقبلان بالحل الديمقراطي في الشرق الأوسط، وهم بدورهم قاموا مراراً وتكراراً بضرب كافة المساعي الديمقراطية والحل السلمي وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها ضرب مرحلة الحوار والحل الديمقراطي، وعليه نقول أن استمرار العزلة يعني استمرار اللا حل وتعمق الأزمة وأن مفتاح الحل بيد القائد أوجلان."
وأردفت بالقول: "إن القائد أوجلان كان يقول في لقاءاته: 'إن طريق حل الأزمة الحالية في المنطقة وحل قضية الشعب الكردي، وكذلك الشعب العراقي والإيراني والتركي يكمن في الحل الديمقراطي'، كما يشير القائد إلى أن الأسلوب العسكري لا يخدم الحل بل يجب اللجوء إلى الأسلوب السياسي المرن الذي يستند إلى العقل والسياسة والثقافة وهو الأسلوب الأمثل للوصول إلى الحل النهائي وأن هذا الأسلوب فقط من شأنه أن يوصل الشعوب والدولة القومية إلى صيغة مقاربة ومعادلة مشتركة للتفاهم والحوار وتجاوز الأزمة والفوضى الحالية".
وأضافت "كذلك يقول القائد أوجلان في ندائه لقوات سوريا الديمقراطية إن عليها تتبع الحوار وطريق الحل الديمقراطي مع الدولة السورية. وعليه يجب أن نسعى للوصول إلى صيغة ديمقراطية تضمن حقوق الشعوب السورية وبروز القيم الديمقراطية والوصول إلى سوريا ديمقراطية متنوعة، ولا مركزية وهذا هو الحل الأمثل لأنهاء حالة الصراع في سوريا، وبناء على ذلك فإن كل من قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية تتبع أسلوب الحل الديمقراطي ويناضلون في سبيل ذلك، كما ، أنهم مستعدون في الوقت ذاته لمواجهة كافة الهجمات المحتملة".
ونددت يوسف بدور النظام السوري في الأوضاع التي تشهدها المنطقة وقالت: "إلى الآن لم تبدي الدولة السورية أية رغبةٍ في الحل وبالأساس ليست جدية لإنهاء الصراع وحل الأزمة السورية وأنا على قناعة تامة، بأن الدولة السورية تدرك تماماً أن سوريا تتجه نحو التقسيم لأن الدولة التركية إذا هاجمت شمال وشرق سوريا وتمكنت من احتلالها لن تخرج أبداً، ومثال إدلب ظاهرٌ للعيان فالدولة السورية لا تستطيع أن تخطوا خطوة واحدة للأمام ولم تجدِ لا آستانا ولا أي منصات أو محادثات أخرى نفعاً مع تركيا، أما الدولة السورية تدلي بتصريحات حول السيادة السورية ووحدة الأراضي السورية كل ما جد جديد او شعرت بالخطر، طبعاً نحن نرى بأن هذه التصريحات إيجابية من أجل الحوار والحل الديمقراطي، ولكنها ليست جدية في ذلك ولا تعني ما تقوله ومن ناحية أخرى لدي قناعة أيضاً بأن القسم الأكبر ضمن النظام السوري من مسؤولين مقتنعين بالحوار مع الكرد ومع الإدارة الذاتية من اجل أنهاء الأزمة والصراع في سوريا ويريدون الحوار ولكن مع الأسف أن قرار الدولة السورية مصادر لصالح جهات أخرى، فقد خسرت إرادتها ومشروعيتها كدولة ومن هنا أناشد الدولة السورية أن كانت لا تريد التقسيم عليها أن تسعى إلى فتح الحوار والحل الديمقراطي، وعلى الرغم من أننا لم نشهد إلى الآن أي جدية في ذلك، نحن الآن في مناطق الشهباء وهي منطقة سورية ولكن الدولة السورية لا تسمح لعبور لقمة خبز واحدة دون جمارك أو حتى صهريج مازوت واحد، أو كيس طحين أو حتى مساعدات طبية لأغراض إنسانية، وهذا كله دليلٌ على أن الدولة السورية ليست جدية للحوار والحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
وفي الختام قالت يوسف: "إن كانت الدولة السورية عازمة فعلاً، على الحوار والحل الديمقراطي فنحن جاهزون لها وأبوابنا كانت مفتوحةٌ دائماً على مصراعيها للحل وقد أبدينا حسن نوايانا في مناسبات عدة".