في حوار مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدثت هدية يوسف عضوة منسقية مؤتمر ستار (KONGREYA- STAR) عن التهديدات الأخيرة للدولة التركية على شمال وشرق سوريا، مؤكدة على الإصرار في المقاومة التي لا خيار عنها.
تحدثت عضوة منسقية مؤتمر ستار هدية يوسف عن التهديدات التركية الأخيرة التي تطلقها حكومة AKP ، وقالت "إن التهديدات التركية على شمال شرق سوريا، تهديدات جدية ولا يمكننا التغاضي عنها أو استصغارها، وهذه التهديدات تجري بتفاهمات روسية- تركية وتستهدف مشروعين في الوقت ذاته، فهي تستهدف مشروع الأمة الديمقراطية الذي هو قيد التطبيق في شمال وشرق سوريا بالدرجة الأولى، إضافة إلى عرقلة الجهود الأمريكية الهادفة إلى لعب دور أقوى في الشرق الأوسط، من خلال النظام العالمي الجديد، وعلى هذا الأساس من الممكن جداً أن تقدم الدولة التركية على تنفيذ تهديدها، الذي من شأنه أن يخلط كافة الأوراق وضرب كافة التوازنات في المنطقة والذي سيتسبب في النهاية إلى خروج الدولة التركية خارج المعادلة بالكامل، ولكن الدولة التركية في الأساس تخلق مضايقات، لأنها تدرك أن أي هجوم على شمال وشرق سوريا لن يكون لصالح التحالف الدولي والولايات المتحدة، وبدورها الولايات المتحدة تضغط بقوة على الدولة التركية في عدة مواضيع منها صفقة الصواريخ الروسية S400، وفي الوقت ذاته تعيش الدولة التركية أزمة سياسية داخلية كبيرة تتمثل في تعزيز المعارضة التركية لصفوفها في وجه حكومة العدالة والتنمية، إلى جانب الأزمة السياسية التي تعيشها تركيا على خلفية تدخلها الرسمي في الأزمة السورية، حتى أن بقاءها ضمن حلف الناتو أيضاً محل جدل على خلفية شرائها لمنظومة الصواريخ الروسية S400، وبناء على ذلك تركيا تسعى من خلال مضايقاتها هذه تحصيل بعض التنازلات من الولايات المتحدة، لأجل تخفيف الضغط المتزايد وبذلك تكون قد حصلت على مكاسب جديدة في الجبهة الأمريكية، ومن ناحية أخرى تدرك تركيا تماماً أن الولايات المتحدة بعد أن تمركزت في سوريا وأصبحت ذو تأثير سياسي على مصير سوريا المستقبلية وخاصة بعد إعلان النصر على داعش بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (QSD)، لذلك لن يكون سهلاً على أمريكا والتحالف الدولي السماح لأية هجمة على شمال شرق سوريا.
كما تطرقت يوسف من جهتها إلى صعوبة موقف حكومة AKP والأسباب التي قد تدفعها إلى التهور، وقالت" الحقيقة هي أن الوضع متأزم إلى درجة أن لكل طرف حساباته وتجري محاولاته على الأطراف الأخرى، وهنا تلتقي المصالح الروسية التركية من خلال إحداث فوضى في شمال شرق سوريا، بهدف تعزيز موقع روسيا ومنصة آستانا وهذا الوضع يؤثر سلباً على تواجد التحالف الدولي في سوريا، وتكون في مواجهة خيارين اثنين؛ إما أن يقاتلوا أو يغادروا سوريا، والسبب في ذلك هو أن حدوث أي هجمة على شمال وشرق سوريا، ستشعل الحرب في كل مكان، وستتحول حدود روج آفا على امتداد 600 كم إلى خط مواجهة، كما تتعرض مصالح كافة الأطراف للخطر، لذلك في الواقع الأزمة معقدة جداً لما يمثله الوضع الراهن من أهمية سواء للطرف الأمريكي أو الروسي أو لشعوب منطقة شمال وشرق سوريا، ونحن لا نستبعد أن تقوم تركيا بهذه الهجمة استناداً على المعطيات السياسية الداخلية التي تعيشها، وسعيها إلى إنقاذ نفسها بأي شكل من الأشكال، كالمثل القائل " الغريق يتعلق بقشة"، لذلك إن لم تحصل تركيا على حلول لقضاياها العالقة من المحتم حينها أن تقدم على تصرفات متهورة، وبالتالي ستدفع حكومة (AKP) بتركيا نحو جرفٍ هار، وخاصة عندما تتعلق المسألة بالقضية الكردية نرى أن جميع الأطراف المتناحرة فيما بينها تتحد في مواجهة الكرد."
ذَكَّرَتْ هدية يوسف مرة أخرى بالمؤامرة التي تسببت باحتلال عفرين، وناشدت الجميع إلى ضرورة استخلاص الدروس والعبر منها، وعدم السماح لتكرار تلك المأساة، قائلة "إن هجمات الدولة التركية على عفرين جاءت بناء على تفاهمات تركية روسية ايرانية بالإضافة إلى النظام السوري أيضاً، وبالنتيجة احتلت الدولة التركية عفرين، بالطبع كان للصمت الدولي والتحالف الدولي الذي هو على شراكة معنا في الحرب على داعش دور في احتلال عفرين، وبالمحصلة تكون تركيا قد احتلت أجزاء من الأراضي السورية، وأدت هذه الهجمة إلى فقدان الآلاف لحياتهم وتهجير أكثر من 300 ألف مدني هم الآن يواجهون أزمة معيشية كبيرة ويعانون من أمراض عديدة ومزمنة، بالإضافة إلى تركيا حولت عفرين إلى عش لإحياء داعش، جميع عناصر داعش الفارين من الرقة ودير الزور ومنبج كانوا في أحضان تركيا، كما أن عناصر داعش الذين استطاعوا الهرب من الباغوز مؤخراً والوصول إلى تركيا، قد عبروا إلى عفرين وهم جميعاً الآن بعد أن غيروا بعض ملابسهم وحلقوا ذقونهم، قد انضموا إلى جبهات القتال من جديد، أي أن الدولة التركية تربي مرتزقة داعش في عفرين وتجعلها مركزاً لإعادة بناء داعش وتجهيزهم لمعارك قادمة، وهذه إحدى النتائج السلبية جداً للاحتلال التركي، طبعاً قد تطرقنا من خلال حديثنا إلى نتائج الاحتلال التركي الكارثية وهي، أولاً؛ تهجير أكثر من 300 ألف مدني من موطنه وترابه إضافة إلى فقدان المئات لحياتهم، ثانياً؛ تحول عفرين إلى عش لتربية مرتزقة داعش وتدريبهم وتمويههم وإعادة إحيائهم، ثالثاً؛ احتلال تراب عفرين واغتصابها بشكل يومي، ويتعرض شعبها الذين أثروا الخروج من عفرين على الدوام لشتى أنواع الظلم والاضطهاد من نهب وخطف وتعذيب وقتل وتنكيل، إضافة إلى كل ما سلف ذكره ، الأخطر هو أن عفرين تتعرض لتغيير ديمغرافي، حيث يتم سحب الهوية السورية من شعبها واستبدالها بالهوية التركية، ويتم احتساب عفرين التي هي جزء من الأرض السورية، كما لو أنها تابعة لتركيا ومعها يتم إحداث تغيير ديمغرافي وإبادة ثقافية حقيقية تتعرض لها عفرين اليوم، يتم منع اللغة الكردية بشكل تام وشعبنا في عفرين الآن مخيرين ما بين اللغة التركية والعربية، كما أنههم يسعون إلى إحداث فتنة كبيرة ما بين الشعب الكردي والعربي في عفرين، كما يجدر الإشارة إلى أنهم يوطنون المرتزقة الذين جاؤوا بهم من إدلب والغوطة وغيرها من المناطق السورية في بيوت شعب عفرين بالقوة، ويدفعون بأهلها ويرغمونهم على الخروج من ديارهم، ومن جانب آخر يمكننا القول أن الدولة التركية لم تهاجم عفرين فقط كونها كردية، بالأساس هاجمت القيم الإنسانية، فالدولة التركية ومرتزقتها يستعمرون تاريخ الشعوب، فقد قام جيش الاحتلال التركي من خلال طيرانه ومدافعه بقصف كافة المواقع الأثرية في عفرين، واستكمالاً لذلك القصف الهمجي تقوم الآن بجرف كافة التلال الأثرية في عفرين بالجرافات، بحثاً عن الآثار وسرقتها إلى تركيا، فهي من جهة تسعى إلى هدم وتدمير كافة الآثار التي تدل على هوية المنطقة وشعبها، ومن الجهة الأخرى تنهب وتسرق هذه الآثار وتنقلها إلى تركيا من أجل المنفعة المادية.
كما نددت يوسف بالصمت الدولي حيال الانتهاكات التي تجري بشكل يومي، ودعتها إلى كسر هذا الصمت " من وجهة نظري، ان احتلال الدولة التركية لـ "عفرين"، تستهدف القيم الانسانية وتسعى إلى القضاء عليها، وغيرت من هوية شعب المنطقة، كما أن انتهاكات حقوق الانسان تمارس في عفرين في كل ساعة ولا يزال الرأي العام العالمي صامت حيال هذه الانتهاكات الخطيرة التي تمارس، ولذلك من أجل أن لا تتكرر هذه التراجيدية "المأساة " مرة أخرى، يجب استخلاص الدروس منها على الساحة الإقليمية والدولية، فالحرب تعني الدمار والهدم وتتسبب في قتل الناس ونهب أوطانهم وتدميرها، وفي الدرجة الأولى على سوريا أن تكون قد استخلصت درساً مما جرى في عفرين، بشكل متأخر جداً يطل علينا بشار الجعفري ويقول" أن الدولة التركية تغير من هوية مواطني عفرين وتسرق زيت الزيتون من عفرين وإن الدولة التركية هي محتلة"، ألم يعلموا أن تركيا ستحتل عفرين عندما أبرموا اتفاقاً أجازوا من خلاله هذا الاحتلال؟....
وأضافت يوسف "من جهة أخرى نحن شعوب المنطقة من الكرد والعرب، علينا أن نستخلص دروساً جدية من تجربة عفرين وأن نصعد من مقاومتنا إلى أعلى المستويات في حال تعرضنا لأية هجمة، نعم قاومنا 58 يوماً في عفرين ولكن يجب أن لا تنحصر المعارك في جغرافية ضيقة، بل يجب أن يتحول كامل الشريط الحدودي في روج آفا وصولاً إلى ديرك لساحة معارك وأن نستنفر كافة قدراتنا وإمكاناتنا وطاقاتنا لأجل المقاومة، وأن يعلن النفير العام في كافة المجالات سواء أخوة الشعوب والوحدة المجتمعية والتنظيم العسكري والمدني، ولأجل كل ما سبق في حال تعرضنا إلى هجمة ونشبت حرب، يجب أن نتواجد في كافة المواقع حتى المواقع التي لسنا فيها الآن، ولن نكون ابداً حراساً للعالم، ولينشط الإرهاب من جديد أينما كان ما دامت ديارنا تنهب وأرضنا تغتصب، وعلى الجميع أن يخوضوا المقاومة في وجه دولة الاحتلال التركي، وعلى هذا الأساس يجب أن ينتفض شعبنا الكردي والسوري سواء في داخل سوريا و في أوروبا في وجه هذه التهديدات، وأن ندرك أن الهجوم على شمال شرق سوريا يعني حرب إبادة بالمطلق، ولذلك علينا أن نحطم هذه المؤامرة.
وأشارت يوسف إلى حجم المؤامرة التي تدور في المنطقة وماهية أهدافها، وقالت "أن هذه الهجمات التي تستهدف روج آفا لا تجري بمعزل عن الهجمات التي تسير في شمال كردستان وجنوب كردستان، ولذلك هو مخطط دولي، وعلى الجميع سواء نحن أو على الساحة الدولية أن يستخلص عبراً مما يحدث في عفرين، بالإضافة إلى أن علينا الاستفادة من تجربة المقاومة التي جرت في عفرين، وأن نوسع جبهات المعارك.