وتجوّلت كاميرا وكالتنا في ناحية تل رفعت, التي تعرّصت لعمليّات قصف من قبل جيش الاحتلال التركي والفصائل الإرهابيّة, والتقت بعدد من أهالي عفرين المقيمين فيها لمعرفة آرائهم حيال الهجمات البربريّة تلك.
وقال "أبو دليل", أحد مهجّري عفرين: "نتيجة الهجوم الهمجي من قبل الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين وتنفيذ سياسة التهجير القسري على الشعب، فقد اضطر الأهالي إلى النزوح من أرضهم. والآن نحن في مناطق الشهباء نقطن في ناحية تل رفعت والقصف التركي مستمر من حين إلى آخر، يقصف المنطقة بالأسلحة الثقيلة وبالتحديد على ناحية تل رفعت، لكنني أقول بأنه لايوجد معنى وفائدة لهجماته ولايفيد بشيء للدولة التركية وللتنظيمات الإرهابيّة التي تدعمها".
وأضاف قائلاً: "دولة الاحتلال التركي عدو تاريخي للشعب الكردي، فلا يريد أن يحقق الكرد حرّيتهم، لأنه لدى الكرد تاريخ عريق وقديم في منطقة الشرق الأوسط ومقابل ذلك هنالك ضعف لدى الدولة التركية هنا، ويمكننا القول بأنه ضعف ثقافي، لهذا السبب دائماً مايريد أن ينفي وجود الكرد على أرضهم. والسياسة التي ينفذها الآن هي سياسة قديمة لكن الكرد وصل إلى مستوى عالٍ جداً وأصبح يعلم بجميع هذه السياسات، وبفكر وفلسفة القائد أوجلان يمكننا الاستمرار في الحياة بحسب الوضع والوقت الذي نعيشه، والنصر لنا، والقائد أوجلان بفكره وفلسفته أعطى قوة وإرادة للشعب الكردي ليقاوم ويستمر بالمقاومة رغم جميع الظروف وليعيش ويقاوم ضد هذا النظام القديم والسياسات التي تمارسها الدولة التركية، ولايمكنه الوصول إلى نتيجة لأن للكرد انتصروا عبر التاريخ والآن فلسفة القائد أوجلان ستنتصر".
فيما قال المواطن صادق بركات: "لقد هجرنا قسراً من عفرين والآن نقطن في مناطق الشهباء، والوضع في عفرين كان واضحاً والقصف بالطيران الحربي وكافة الأسلحة الثقيلة بالتعاون مع المرتزقة لذلك تمكنوا من احتلال عفرين، وفي 18/3/2018 دخلوا إلى عفرين، ونحن كأهالي عفرين هجرنا وكلّ منا ذهب إلى مكان، لكن العدد الأكبر من المهجّرين يقطنون في مناطق الشهباء، والقصف مستمر حتى هنا وبكافة الأسلحة الثقيلة، لكن في الآونة الأخيرة كثر قصف الدولة التركية على ناحية تل رفعت، وقاموا بالقصف من كافة الجهات (مارع، تل جبرين، إعزاز) بأكثر من 35 قذيفة، بشكل عشوائي، لكن الأهالي قاموا بحماية أنفسهم إلى حد ما".
وأشار بركات إلى أنّ حالة من الخوف تسود المنطقة بسبب عمليّات القصف الهمجيّة "لكنّنا تعوّدنا على الوضع وتأقلمنا معه، ففي عفرين يقومون بسياسة التتريك والتغيير الديموغرافي وجلب مكونات من الغوطة الشرقية وإدلب وحماة وتقطينهم في عفرين وينفذون سياسة الإجبار والضغط على أصحاب الأراضي والمنازل الأصليين عن طريق التعذيب والقتل، ويريدون تهجير ما تبقّى من الأهالي، لكن نحن كأهالي عفرين في الشهباء لن نخرج من هنا أبداً مهما يحاول أن ينفذ سياساته القذرة عن طريق القصف الهمجي واستهداف المدنيين".
من جهتها، قالت المواطنة فيدان محمد: "في البداية هجم أردوغان علينا في عفرين بالطيران الحربي والقصف الهمجي بالأسلحة الثقيلة، وأجبرنا على الهجرة قسراً واحتل الإرهابيّون منازلنا وأرضنا في عفرين، فهو رئيس المرتزقة فإذا كان رئيساً جيداً لحارب أمام الدولة والجيش لأن الدول تحارب ضد الدولة الأخرى وليس ضد المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ، ماذا يريد من المدنيين وما حقه ليأتي من أخر العالم ويحكمنا، الأرض لنا ولأجدادنا وآبائنا ولا يمكن لأحد أخذها حتى أخر نقطة من دمائنا وسنقاوم حتى آخر رمق فينا ولن ننحني أمام أردوغان أبداً".
وأضافت "لا يمكن لأردوغان نفي الكرد لأننا نسير بفكر وفلسفة القائد أوجلان وفكر أخوّة الشعوب وهناك الملايين من الكرد في جميع أنحاء العالم وجميعنا يداً واحدة، ولدينا الآلاف من المقاتلين إلى جانب شهدائنا الذين استشهدوا من أجل الحرية، ونحن مستعدون أن نعمل كل شيء من أجل حقنا وحريتنا".
وأوضحت محمد بأنهم هجروا إلى الشهباء والآن يقطنون في ناحية تل رفعت و"هنا أيضاً يقومون بالهجوم علينا بقذائفهم وهمجيتهم ويستهدفون المدنيين فهل يوجد جيش بين المدنيين. أردوغان ينادي بالإسلام وجميع الأعمال التي يقوم بها ليس لها علاقة بالإسلام. يقوم بذبح المدنيين وتعذيبهم وقتلهم ومقابل ذلك مقاتلونا بعالجون جرحى مرتزقة داعش وفصائل الجيش الحر، ليس خوفاً من أحد بل لأن هذه هي إنسانيتنا، والعالم بأجمعه صامت حيال جميع الانتهاكات التي تنفذ بحقنا، لماذا كل هذا الصمت الدولي؟".
وتحدث المواطن رسول حنان قائلاً: "نناشد جميع دول العالم ومنظّمات حقوق الإنسان بالخروج عن صمتهم حيال انتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي، فقد قتل عشرات الآلاف من الشعب الكردي وأجبرنا على الخروج من أرضنا ومنازلنا وهجرنا قسراً إلى مناطق الشهباء ونحن مقيمون في ناحية تل رفعت، والظروف المعيشية صعبة هنا، اتفاقية (سايكس بيكو) انتهت ويجب عقد اتفاقية جديدة, أي مخطط جديد في الشرق الأوسط. أردوغان لن يكفّ عن انتهاكاته والآن يقوم بقصف مناطق الشهباء وتحديداً ناحية تل رفعت بالقذائف والأسلحة الثقيلة ويستهدف المدنيين حيث استشهد العشرات من الأهالي، لكننا وبالرغم من جميع الظروف الصعبة، لازلنا نقاوم وسنقاوم حتى أخر نقطة دم فينا".