وقال المحلل السياسي أحمد عطا لوكالة فرات للأنباء ANF ان "الجانب التركي يتعمد في تهديداته العسكرية بالهجوم علي شرق الفرات علي دعم مباشر من دولة قطر من خلال مسؤول الاتصال والتنسيق خليفة المهندي وهو رجل قطر الذي يدعم التنظيمات التكفيرية منها جبهة النصرة وداعش".
وأضاف عطا ان " تركيا استفادت من وجود هذه التنظيمات التكفيرية ودعم قطر لها في تنفيد عمليات ارهابية اتجاه شرق الفرات وشمال سوريا وحسب ما أكدت المعلومات والمصادر ان قطر انفقت علي تنظيمات تدعم تركيا لشن هجوم علي الأكراد بما يعادل ٥٠٠ مليون دولار - هذا من ناحية من ناحية اخري مازالت أمريكا في المشهد السوري وتتواجد فقط من خلال التصريحات"، مشيرا الى ان "امريكا مايهمها هي آبار النفط في منطقة الجزيرة في سوريا والتي تديرها شركاتها ولهذا نجد قوة من المارينز تحمي هذة الشركات وهذة سياسة الادارة الامريكية الحالية لا تريد ان تحقق خسائر بغرض الحماية او الدخول في تشابك مع أطراف في الشرق الاوسط".
ولفت الى ان "اردوغان يتواصل مع كافة الأطراف بشكل مباشر وغير مباشر في إطار السيطرة على شرق الفرات ولهذا تجد علاقة ايران بتركيا في افضل أوقاتها لحسابات تتعلق بالتواجد التركي داخل العراق والتي باتت ايران تسيطر عليه بالكامل".
وحول احتمالية ان تتحول التهديدات الى هجوم فعلي قال: "هذا درب من دروب الخيال على الأقل في المرحلة الحالية لان الأسد العجوز اردوغان لم يعد له أنياب بعد ان خسر سيطرته علي اسطنبول عاصمة المال بالاضافة الي وجود انهيار تام في الليرة التركية حتي انه خفض سعر الفائدة قبل عدة ايام في محاولة من جانب الرئيس التركي إنقاذ الاقتصاد التركي".
اما عن موقف الدول الإقليمية في حالة الهجوم علي شرق الفرات اجاب قائلا أمريكا ستجدها فرصة لتوقيع عقوبات على تركيا، اما النظام السوري يعلم جيداً اطماع الأتراك في سوريا وسبق ان وقع مع الأتراك اتفاق عفرين مقابل أدلب وفشلت، اما عن ايران فهي تقدم للمخابرات التركية معلومات عسكرية نطراًلانتشار ونشاط فيلق القدس في منطقة الشرق الاوسط ولهذا تقل فرص الرهان علي تنفيذ هذا الهجوم من قبل القوات".
وفيما يخص الموقف الروسي رأى عطا ان "روسيا تقف موقف وسيط مع كل الأطراف ولكن نظام بشار خط احمر ام تركيا بالنسبة لليبيا هي احدى الدول التي اشترت السلاح الروسي بعد ان فازت روسيا بفرصة تجربة السلاح مع بداية حربها مع داعش".
وحول احتمال ان تقوم الدول العربية بمقايضة مع تركيا بين شرق الفرات والملفات الاخرى في المنطقة خاصة ليبيا والسودان أكد المحلل المصري على ان "الدول العربية تعلم جيدا خطورة التحرك التركي في الفرات وفِي شمال افريقيا (ليبيا) بدعم قطري ولهذا لن تكون هناك مقايضة من اي نوع مع الثلاثي قطر وتركيا وإيران لانه تحالف ضد وجود المنطقة العربية بإكمالها".
واشار الى انه " لولا الدعم العربي للجيش الوطني الليبي لتمكنت تركيا من ليبيا بالكامل ومنها على الممرات المائية في البحر المتوسط".
وختم حواره مع الوكالة معبرا عن قناعته بان " تركيا لن تتمكن من فعل اي تحرك عسكري شرق الفرات نظرا لتعدد الجبهات المختلفة التي تقاتل فيها تركيا هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تركيا تساوم الأمريكان وليس العرب بالورقة الكردية علي امل ان تحصل علي دعم أمريكي لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي الذي استطاع حتي الان كسر شوكة الأتراك داخل المشهد الليبي".
وكان جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، تهديده باجتياح مناطق شرق الفرات وقال إن تركيا عازمة على تدمير شرقي نهر الفرات في سوريا بغض النظر عما ستصل إليه المحادثات مع الولايات المتحدة التي جرت مؤخرا بشأن إقامة منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا .
وجاءت تصريحات أردوغان بعد أيام من تهديد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بإطلاق عملية في شرق الفرات "إذا لم تتأسس المنطقة الآمنة ".