تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان عبر برنامج 'Ulkeden' والتي تبثها محطة Haber TV عن المرحلة الراهنة.
وهنأ كالكان في مستهل حديثه حلول الذكرى السنوية السابعة لثورة روج آفا وقال: "إن التهديدات ما تزال مستمرة وإن الدولة التركية تزيد من حشوداتها العسكرية على حدود روج آفا وتصرح بأنها سوف تضرب وتقضي عليها، ولكننا على ثقة أن شعبنا قادر على الدفاع عن نفسه ضد كافة الهجمات الفاشية وسيؤسس حياته الحرة وفق نهج الأمة الديمقراطية".
كما استذكر كالكان شهداء مجزرة برسوس في الذكرى السنوية الرابعة لها، وذكر أنها ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بأمر من الاستخبارات التركية، كما استذكر الهجمات التي شُنت في مدينة آمد وجوكوروفا.
وأوضح كالكان أنه لاحظ يأساً في المنتدى الذي عُقد حول محاكمة داعش، مشيراً إلى وجوب إدراك حقيقة داعش بشكل جيد. كما أشار إلى الذهنية التي تأسست عليها جمعية الاتحاد والترقي، والتي كانت نتاجاً مشتركاً لكل من ألمانيا وتركيا.
وقال: " أن فاشية الدولة القومية التي تأسست على ذهنية إبادة كل من شعوب الكرد، الأرمن، الروم، الأشور- السريان خلال الحرب العالمية الأولى وصبغت القرن العشرين بصبغتها، وعلى الرغم من النضال الذي خاضته الانسانية وهزيمة هتلر وموسوليني إلا أنها لم تحرر منبع هذه السياسة والذهنية".
وأضاف "حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) يمثلان هذه الذهنية والسياسة في تركيا، كما أن داعش تمثل نسختها التي تاسست في البلاد العربية، لهذا فإن داعش، جبهة النصرة، حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) يمثلون هذه الذهنية وهذا النهج، لأنه لم يتم القضاء على منبع هذه السياسة وهذا النهج ولم تتحرر منها الانسانية بعد، لذلك بدأوا بشن الهجمات من خلال داعش، وعندما انهزم التنظيم الإرهابي (داعش) في كوباني، ساندوا حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) بشكل مباشر".
وتابع: "قام كل من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) في 24 تموز 2015 بشن هجماتها في شمال كردستان، وفي 26 آب 2016 توجهوا إلى مدينة الباب، جرابلس وأعزاز، وبعد هزيمة داعش في الرقة بدأوا بشن هجماتهم على كركوك من جهة ومن جهة أخرى على عفرين، ولا تزال الهجمات مستمرة على عفرين، شنكال، كركوك، مخمور وبرادوست".
وأكد: "لذلك يجب تقييم حقيقة الهجمات التي تشنها السلطة الفاشية المتمثلة بحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية(AKP-MHP) بهذا الشكل، ويجب ملاحظة المناطق التي تستهدف الآن هي نفسها المناطق التي أرادت داعش السيطرة عليها في العام 2014.
واستطرد: بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في كل من مخمور، شنكال، كوباني ومناطق شرقي الفرات، ظهرت القوة الحقيقية الداعمة للفاشية، ألا وهي فاشية الدولة التركية المتمثلة في الذهنية الفاشية لتحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP). لتواصل هجماتها الاحتلالية التي بدأت عن طريق تنظيم داعش، من مدينة عفرين ووصولاً إلى مناطق برادوست بما فيها مخمور وشنكال وتسعى لتحقيق أهدافها التي لم يتمكن داعش من تحقيقها، إذا داعش الحقيق هي فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP)، وهي حقيقة تجسيد ذهنية جمعية الاتحاد والترقي وكل من أردوغان وبخجلي يمثلان في شخصهما أنور وطلعت باشا وهذا الشيء واضح جداً. ولن نحقق الانتصار ما لم ندرك هذه الحقيقة ونناضل على أساسها.
وشدد على أن من لا يرى الحرب ضد داعش كجزء من النضال ضد حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) الفاشيين، ليس بإمكانه تصعيد النضال وهزيمة داعش والقضاء عليه.
وأشار كالكان إلى سقوط القناع عن وجهي أردوغان وباخجلي وقال: "هم بدأوا هجماتهم تحت اسم "نحن أعداء الكرد"، يهجمون على كل مكان كما الذي أوشكت نهايته، يفعلون مثلما فعل صدام حسين. وكان القائد أوجلان قد قال: "ستتضح الأوضاع بعد الانتخابات"، لقد اتضح كل شيء. إن أردوغان وباخجلي سيسعون للحفاظ على استمرارية سلطتهم من خلال ارتكاب المجازر والاحتلال والإبادة".
ولفت كالكان إلى مسألة عرقلة اللقاء مع القائد أوجلان، قائلاً: "لقد مر شهر ولم يُسمح بالذهاب إلى إمرالي وكانوا قد وعدوا بإجراء اللقاءات في إمرالي. أصدروا بيانات وقدموا وعوداً والآلاف من نشطائنا تخلوا عن إضرابهم عن الطعام جراء هذه الوعود وأنهم سيسمحون بإجراء اللقاءات وأنهم سيطبقون قوانين الدولة التركية في إمرالي، اتضح أن كل ذلك كان كذباً وألاعيب الحرب الخاصة. والحقيقة أن القائد أوجلان طرح مقترحاته من أجل إيجاد حلول ملائمة للمنطقة والجميع قد وافق على هذه المقترحات والوحيدون الذين رفضوها هم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) وكان واضحاً بأنهما يتلاعبان وهدفهما الأساسي هو كسب الوقت من أجل استجماع قواهما، وإضعاف الجهات المعارضة لهما والسعي للقضاء عليها، ومن الجهة الأخرى يمنعون اللقاء مع القائد في إمرالي ويطلقون الحملات العسكرية في جميع مناطق شمال كردستان، وفي كل يوم يفرضون الحظر على عشرات المناطق، ويقتلون المدنيين والأطفال ويطلقون تهديداتهم على مناطق روج آفا ويحشدون جيشهم على حدود كوباني وكري سبي ويقصفونها بالقذائف، هم يسعون لتوسيع احتلالهم في عفرين من خلال شن الهجمات على شنكال ومخمور وبرادوست، إنهم يهدفون إلى الحفاظ على استمرارية وجودهم في السلطة من خلال حرب وحشية.
وركز كالكان على العلاقة ما بين الهجمات الأيديولوجية والاستراتيجية لديكتاتورية أردوغان- بخجلي والطموح العثماني مشيراُ إلى أنها السبب في تواجد هذا التحالف الفاشي كقوة اساسية في الحرب الليبية، وعلى المرء ألا يستغرب من الهجمات التي تشنها تركيا على جنوب كردستان، وأن هذه الأيديولوجية والدكتاتورية زجت تركيا في حروب منطقة الشرق الأوسط والعالم وهذا استعمار ونهب أيديولوجي واستراتيجي".
وأشار كالكان إلى الجانب الأيديولوجي لاستراتيجية الاحتلال الذي يشن ضد الشعب الكردي، وقال: "إن الدولة التركية تعادي الشعب الكردي وتسعى لإبادته، كما تهدف من خلال مقولة 'أنا أحارب حزب العمال الكردستاني' إلى خداع الشعب الكردي، وهي ستهدف إلى القضاء على البقية بعد قضائها على حزب العمال الكردستاني (PKK)، وهذا هو الهدف من الهجمات التي تشنها على جنوب كردستان منذ العام 1983 وحتى يومنا هذا، والجنرالات الذين شنوا هجمات كبيرة في الأعوام ما بين 92-95-97 قالوا ذلك بكل وضوح " نهدف إلى القضاء على حزب العمال الكردستاني والسيطرة على الحزب الديمقراطي الكردستاني" لذلك على الشعب الكردي أن يدرك بأن الهجمات الراهنة هي الأكثر تنظيماً والأشد خطورة.
كما استذكر كالكان عضو القيادة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني(KCK) وعضو لجنة العلاقات الخارجية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ديار غريب، وقال: " أدعت الدولة التركية بأن الجيش التركي والاستخبارات التركية عملوا سوياً..!! ماذا تفعل الاستخبارات التركية في قنديل وبهدينان؟ في تلك المنطقة يوجد حزب العمال الكردستاني (PKK) وهم غير قادرين على الوصول إليها بسهولة، وهذا يعني أن البعض في تلك المنطقة تعاونوا مع الاستخبارات التركية وهذا واضح جداً، وإن لم تتلقى الاستخبارات التركية دعماً من الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني(YNK) ليس بإمكانها شن هجماتها على قنديل، وهذا الأمر واضحاً جداً واستشهاد الرفيق هلمت كان بهذا الشكل.
واستفسر كالكان بقوله " هل أنتم بجانب القوى التي تبيد الشعب الكردي؟ أم بجانب الشعب الكردي؟... وهل أنتم بجانب الرفيق هلمت الذي ناضل من أجل الحرية والوجود الكردي، أم أنتم مع اردوغان؟ على كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) أن يجيب على هذا السؤال ويوضحوا لنا ذلك بشكل جيد".
وأضاف "إذا كان من بينكم أناس يتعاونون مع الاستخبارات التركية وأنتم غير قادرين على السيطرة عليهم، حينها نستطيع أن نتعاون مع بعضنا البعض ونحدد موقفنا وأنتوحد في النضال وإذا لم يكن بهذا الشكل، حينها أنتم مسؤولون عن أفعالكم، وسيسطر التاريخ خذلانكم هذا ونحن ننتظر منكم بياناً رسمياً بهذا الصدد".
واستطرد: " تم تأسيس اتفاق ضد تنظيم داعش الإرهابي، وكان هناك موقف مشترك في شنكال، مخمور وكوباني. وبهذا الشكل تمت هزيمة داعش، ونحن اليوم نسير على نفس الدرب ولكن البعض الآخر خرجوا عنها، حينها كان المسؤولون في بغداد يقولون " إن حزب العمال الكردستاني (PKK) حرر الإنسانية والبارزاني أعرب عن امتنانه في مخمور والكريلا هبّتْ لنجدة شنكال والبيشمركة شاركت في مقاومة كوباني، ظهرت حينها مقاومة كردية في وجه داعش.
وتابع: " لا فرق بين تنظيم داعش الإرهابي وحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP)، بل هما من كلف تنظيم داعش الإرهابي بشن الهجمات ضد الشعب الكردي، والآن هم أنفسهم يشنون هذه الهجمات، وحزب العمال الكردستاني (PKK) يناضل ضد داعش ويناضل في الوقت نفسه ضد حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (MHP-AKP) أيضاً، ويجب أن تقفوا إلى جانب هذه المقاومة وتساندوها، لا أن تقفوا مع تنظيم داعش الإرهابي و تدعموا نهجهم."
كما أكد كالكان أن نهاية وجود حزب العمال الكردستاني (PKK)، تعني نهاية الجميع وقال: " نناشد إدارة بغداد وهولير، كما نناشد إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) إلى التحرك بحسب الحقيقة وأن يحددوا موقفاً حقيقياً يجسد مقاومة كوباني وشنكال ومخمور.
وفي ختام حديثه ركز كالكان على وحدة مصير الشعب الكردي، وقال " عليهم ألا يقولوا أننا حررنا جنوب كردستان وعلى الأجزاء الأخرى أن تبتعد عنا، وتتركنا نعيش بأمن وسلام، لا توجد حياة بهذا الشكل، لن يحظى جنوب كردستان بالأمن والسلام طالما توجد في الأجزاء الثلاثة الأخرى من كردستان عمليات إبادة وتنكيل واستبداد، هذا الشيء غير ممكن. إما أن نعيش سوية بحرية وكرامة أو لن ينعم أحداً بحريته وعلى الجميع إدراك ذلك ورؤية هذا الخطر المحدق بالشعب الكردي في جميع الأجزاء، والانتفاض ضد السياسة الخاطئة وتوجيه إدارتهم السياسية نحو الطريق الصواب، ويجب سد الطريق أمام الاستخبارات التركية وأعوانها، لأنهم أعداء الشعب الكردي ويجب أن نطردهم من ترابنا، كما يجب النظر إلى كل من يخدم الاستخبارات التركية ويتعامل معها، كما لو أنهم جواسيس صدام وأن تتم معاقبتهم بشدة".