قال عضو الهيئة القياديّة في حزب العمّال الكردستاني, دوران كالكان إنّ ما تشهده كردستان من أحداث "مرتبطٌ بجميع الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي", منوّهاً في حديث له لراديو "صوت الوطن" إلى أنّ النضال الذي يخوضه الشعب الكردي في مواجهة العقليّة التسلّطية للأنظمة التي تحتلّ جغرافيّة كردستان مستمرّ وبشكل أقوى من ذي قبل.
وأوضح كالكان أنّ حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الكردي من قبل الدولة التركيّة "أشدّ من تلك التي شُنّت ضدّ الشعبين الأرمني والسرياني في أوائل القرن الماضي", مضيفاً بالقول: "تحمل هذه الحرب الجديدة ملامح الإبادة الثقافيّة, وقد شرح لنا القائد عبد الله أوجلان أنّ الأنظمة الاستبداديّة تحاول حصر الشعوب بين مخالب هذه الحرب", ولذلك "يخوض الشعب الكردي كفاحه بشراسة ضدّ هذه العقليّة, ليحافظ على وجوده, وهذا كان الهدف من تأسيس حزب العمّال الكردستاني, الذي لا يزال يواصل حربه ضدّ النظام الذي يعمل على محو الهويّة الكرديّة".
وشبّه القيادي الكردي الرئيس التركي, رجب طيّب أردوغان ب"هتلر العصر, بل أنّ الحرب التي يشنّها تجاوزت تلك التي أشعلها هتلر قوّة وظلماً", متسائلاً عن النهج الوحشي الذي يسير عليه أردوغان "هل ترغب بأن تصبح كنيرون وتحرق العالم كلّه؟", وذلك في تقيّيمه لتصريحات الرئيس التركي التي ألمح فيها إلى ’تطهير مناطق شرق الفرات’ في سوريا, حيث قال: "أردوغان يتحدّث عن المناطق التي تمّ تحريرها من داعش, وهذا يعني أنّه حزين لأنّ تلك المناطق خرجت من تحت سيطرة التنظيم الإرهابي, فقد ذكر أكثر من مرّة أنّ سيطرة داعش على تلك المناطق كانت أفضل من سيطرة قوّات سوريا الديمقراطيّة عليها" وهذا يعني بكلّ تأكيد أنّه "داعشيّ بامتياز, ويعتبر نفسه سلطان الإخوان المسلمين, على العالم أجمعه أن يعرف هذه الحقيقة", "يريد شنّ حربٍ في عموم الشمال السوري, لأجل ماذا؟, بالتأكيد لأجل بقائه, ولهذا الغرض هو مستعدّ أن يحرق كردستان, فقط أن يبقى في سدّة الحكم".
وأشار كالكان إلى أنّ حقّ تقرير المصير للشعب الكردي, ونضاله لأجل الحصول على حرّيته والعيش بإرادته كجميع شعوب العالم هي التي "ستكسر ذهنيّة النظام التركي الاستبدادي" وتعني "نهاية العقليّة التسلّطية للدولة التركيّة ورئيسها أردوغان", مشدّداً أنّ نيل الكرد لحقوقهم "سيجلب الديمقراطيّة, العدالة وأخوّة الشعوب لمنطقة الشرق الأوسط بالعموم", وبالتالي "إذا تابعنا الوضع الذي وصل إليه أردوغان, سنرى أنّ قناعه قد سقط عنه وظهر وجهه الحقيقي, وهذا ما يعجّل نهايته, لقد سقط في فخّ مكائده التي عمل عليها طوال سنين مع حزبه ومع العنصريّين من الأتراك".
ونوّه القيادي في حزب العمّال الكردستاني إلى أنّ "الحرب التي يخوضها مقاتلو الكريلا قد أثبتت حقيقة مفادها أنّ لا يمكن التهاون مع العقليّة التركيّة التي تهدف لإنهاء وجود الشعب الكردي, وأنّ فكرة التخلّي عن السلاح هي فكرة مميتة بدون أدنى شك", كما أضاف "البطولات التي يقوم بها مقاتلونا هي مثال للعالم أجمع, لأنها تحمي القيم الإنسانيّة وتصون مفاهيم الحرّية والسعي لأجل تحقيقها. وهذا النضال هو تجسيد لقيم القائد أوجلان الذي شدّد على النضال لأجل حماية الإنسانيّة, وأيضاً لفكر القياديّ الشهيد كمال بير الذي قال ’نعشق الحرّية بالقدر الذي نناضل لأجل الوصول إليها’, ولا يجب أن ننسى أنّ هناك إرادة صلبة تقف سنداً للكريلا, ألا وهي إرادة الشعب".
ووصف كالكان أردوغان بأنّه "جلّاد تركيا, الذي حوّلها إلى معتقل كبير, يسجن فيها كلّ من يعارضه وكلّ ذي رأي حر", مشيراً إلى الإجراءات التي تتّخذها الدول التركيّة من حيث بناء جدران عازلة على حدودها مع سوريا, إلى جانب نشر قوّات كبيرة من جيشها على الحدود مع العراق, ودعم تلك القوّات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة, وهذا ما يؤكّد أنّ الرئيس التركي "يرغب بجعل تركيا مملكته الخاصّة به, ليمارس دكتاتوريّته كما يشاء".
وختم عضو الهيئة القياديّة في حزب العمّال الكردستاني حديث بالقول: "يجب أن نتّخذ من كلام القائد أوجلان أساساً في نضالنا, حيث طالب دوماً بأنّ نكون على أهبة الاستعداد في مواجهة آلة الحرب التركيّة, التي تعمل على محو هويّة الشعب الكردي, وأيضاً تبذل جهوداً جبّارة لإرساء أسس الدكتاتوريّة والاستبداد ضدّ جميع شعوب المنطقة", معاهداً على مواصلة النضال لأجل "إنهاء الاستبداد والظلم اللذين تمارسهما الدولة التركيّة بقيادة حزب العدالة والتنمية".