أوضح القيادي في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان أن تركيا تنظر إلى الشعب الكردي في سوريا على أنهم يشكلون تهديداً لها مشيراً إلى أن الجمهورية التركيا تأسست على أساس إبادة الشعب الكردي وقال: "أردوغان اليوم بدأ المرحلة الثانية في تاريخ الجمهورية التركية ألا وهي مرحلة الحكم الرئاسي, هذا النظام الجديد بزعامة أردوغان تشكل على أساس تحقيق هدف إبادة الشعب الكردي. فحتى يتمكن أردوغان من التفرد بالحكم والسلطة في تركيا فعلية أولاٍ أن يبيد الشعب الكردي".
في حواره الخاص مع قناة " Stêrk tv" تطرق القيادي إلى عدد من النقاط الهامة:
المخطط التركي يشكل خطراً على الشعب العربي
وأوضح قريلان أن حزب العدالة والتنمية AKP يتبنى خط الإخوان المسلمين والقاعدة. وعلى هذا الأساس تحالفوا معاً ويعملون معاً.
وأضاف: "هذه العلاقة الوثيقة تجلت في إدلب والكثير من المناطق الأخرى, هذا النهج والتحالف يشكل خطراً على الشعب العربي. تركيا ومع هذا التحالف تمهد لخلق أزمات جديدة في المنطقة بالإضافة إلى الأزمات الموجودة حالياً. تركيا هدفها الهيمنة على المناطق خارج حدودها لذا تتحالف مع هذه الجماعات المتطرفة لتكون ذراع تركيا في الخارج. وفي هذا الاطار ومنذ العام 2011 أي مع بدأ الأزمة السورية عملت تركيا على تنفيذ مخططها عبر تلك الجماعات.
في العام 2015 تحولت تلك العلاقات إلى تحالف في حين كانت تركيا ومنذ البداية على علاقة مع الإخوان السلمين والقاعدة, كانت تدعم هذه الجماعات بالسلاح والعتاد في المناطق التي كانت تشهد عليات عسكرية ضد النظام السوري. العدالة والتنمية وقطر كانتا تدعمان تلك العمليات العسكرية وقبلهم السعودية لكن الأخيرة انسحبت عن دعم تلك الجماعات. منذ البداية كانت تركيا وقطر تدعم الجماعات السلفية المتشددة بالأموال والسلاح لمحاربة النظام في سوريا وغيرها من الجماعات المعتلة بهدف الهيمنة على سوريا وكان لسياسة حزب العدالة والتنمية و زعيمها أردوغان دور كبير في تصعيد الأزمة السورية وجرائم القتل والدمار.
العلاقات التركية الروسية
تركيا وفي موقفها من الكرد في سوريا طرحت على روسيا عدد من النقاط:
"يجب قطع الحوار القائم ما بين القوى الكردية في شمال سوريا ودمشق, وهذا كان طلب تركيا من روسيا فور بدأ الحوار ما بين مجلس سوريا الديمقراطي والنظام السوري من اجل البحث عن حلول للازمة السورية وحل القضية الكردية"
تركيا طالبت روسيا بالسماح لها بتنفيذ عمليات عسكرية في تل رفعت أيضاً لمحاربة وحدات حماية الشعب هناك وتهجير الكرد من تل رفعت كذلك تهجير اهالين عفرين الذين لجئوا إلى هناك.
تركيا طالبت وتطالب بالسيطرة على مدينة منبج, لكنها قوبلت بالرفض الأمريكي والعديد من المعوقات الأخرى.
تركيا ومقابل تحقيق تلك النقاط أوضحت للجانب الروسي قدرتها على إخراج النصرة من إدلب. وستقوم بإرسالهم إلى جرابلس, الباب, عفرين وإعزاز. وبهذا يكون من الممكن الوصول إلى حل سلمي في إدلب دون تعرض حياة المدنيين للخطر.
بالنظر إلى المطالب التركية ندرك أن هدفها ضرب مكتسبات الشعب الكردي ومنعهم من نيل حقوقهم المشروعة, منع الكرد من نيل حريتهم وبناء نظام حكمهم والدفع باتجاه عدم الاعتراف بهم.
الأهداف البعيدة لتركيا
وقال قريلان: "هدف تركيا القريب هو مواصلة حربها ضد حزب العمال الكردستاني, أما العدف البعيد المدى فهو القضاء على جميع مكتسبات الشعب الكردي. وتركيا تعلن هذه الأهداف صراحتاً على العلن. ومثال على هذا خلال إعلان استفتاء استقلال إقليم جنوب كردستان عن العراق قال أردوغان أنه لا يرغب بوجود كيان كردي على حدود بلاده. يقولون: اذا ما تمكنا من القضاء على الكرد في شمال كردستان, فهناك الفدرالية في جنوب كردستان وشيء مشابه في غرب كردستان "روج آفا" لذا فمن الغير ممكن إنهاء الحركة الكردية في شمال كردستان والحل يمكن في القضاء على نمو الحركة الكردية في جنوب وغرب كردستان كبداية لمقع الكرد في شمال كردستان. لهذا تركيا تستهدف مكتسبات الشعب الكردي في جنوب وغرب كردستان, بالإضافة إلى الاتفاق مع النظام الإيراني للقضاء على الكرد في شرقي كردستان. وبهذا تركيا تستطيع التخلص من الخطر الكردي الذي تعتبره تهديداً لوجودها.
النظام الجديد يرتكزعلى إبادة الشعب الكردي
تركيا تنظر إلى الشعب الكردي على أنه خطر يهدد بقائها. فالجمهورية التركية تأسست على مبدئ أنهاء وجود الشعب الكردي. أردوغان اليوم بدأ المرحلة الثانية للجمهورية التركية من خلال إعلان الحكم الرئاسي لتركيا المبنى على أساس القضاء على الشعب الكردي. أردوغان وحتى يضمن تفرده بالحكم فعلية أولاً القضاء على الشعب الكردي وإسكات صوتهم ويمحي أثرهم. نظام الحكم الرئاسي الذي تمكن أردوغان من تأسيسه من خلال دعم العصابات ودعم حزب الحركة القومية MHP تشكل على أساس إعادة أحلام الدولة القوية المهيمنة على المنطقة, حتى في أحلامهم يطالبون بمدينة كركوك ويعلنون أنها أراضي تركية كما يطالبون بمدينة الموصل ويؤكدون أنها ارض آبائهم وأجدادهم. هذا النظام الذي تأسس على هذه المبادئ يشكل خطراً وتهديداً كبيراً على الشعب الكردي.