وجاء هذا الحديث للقائد العام لقوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان في حديثة لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول الهجمات التركية على جنوب كردستان ومقاومة الكريلا ضد محاولات الاحتلال التركية.
قره يلان وفي بداية حديثة أوضح أن جدار العزلة المفروضة على القائد أوجلان دمر بفضل المناضلين في حملة الإضراب المفتوحة, الإضراب حتى الموت, العمليات الاستشهادية وإصرار أمهات المعتقلين على التضامن مع المضربين وقال: "من الممكن أن العزلة لم ترفع بشكل كامل عن القائد أوجلان, وتكون تغييراً في السياسة وفقاً للمرحلة, لكن تم كسر العزلة المطلقة المفروضة على إمرالي".
وأشار قره يلان إلى رسالة القائد أوجلان الأخيرة بالقول: "القائد أوجلان يملك المشروع وخارطة الطريق لحل جميع الأزمات ليس فقط في تركيا وكردستان بل في عموم الشرق الأوسط, وتصريحاته الأخيرة تأكيد على هذه القوة. الفلسفة, وجهة النظر ومنهج أوجلان هو الطريق إلى حل قضايا الشعوب. أوجلان حاول ويحاول كثيراً إعادة تركيا إلى المسار الديمقراطي. ورسالته الأخيرة أكدت إصراره على مواصلة النضال في هذا المسار".
وأشار قره يلان إلى مخطط هجمات الاحتلال التركي الجديد بالقول: "تركيا ولأنها فشلت في الهجمات السابقة, بدأت بمخطط هجمات جديدة. تركيا وصلت إلى قناعة انها وحتى داخل حدودها غير قادرة على ضمان أي تقدم وتحقيق أي نتائج, لهذا عليها توسيع نطاق الهجوم خارج الحدود (ضمن مناطق الميثاق المللي) وعلى الساحة الدولية أيضاً. لهذا فإن مضمون مخطط الهجوم الجديد هو: مواصلة تنفيذ خطة الهجوم في شمال كردستان, جنوب كردستان وروج آفا مواصلة مخطط الاحتلال. تركيا تعتقد أنها وبهذا الشكل ستتمكن من القضاء على قضية الشعب الكردي وحقيقة وجود كردستان, بمعنى أنها وعبر تنفيذ مشروع الإبادة الشامل تحاول التخلص من حقيقة قضية الشعب الكردي بشكل كامل".
وأوضح قره يلان أن الحركة السياسة في جنوب كردستان لم تفهم "أو أنها لا تريد أن تفهم" حقيقة مخطط الاحتلال التركي وتابع: "تركيا وفي إطار تنفيذ هذا المخطط بدأت بالتحرك منذ بداية العام 2018, وبدأت باحتلال عفرين ومن ثم بدأت بمهاجمة خاكورك وكاني رش, احتلال تل ليلكان في نيسان/ إبريل العام الماضي, إن هذا الاحتلال وهذه الهجمات هي بداية مخططها, لكن تركيا خسرت الكثير وتلقت ضربات موجعة في عفرين وخاكورك وباقي مناطق الدفاع المشروع وجوبهت بمقاومة كبيرة. بعد هذه الخسائر الكبيرة والمقاومة أدرت تركيا أن تنفيذ هذا المشروع صعب وانها لم تعد قادرة على مواصلته. لقد وصلت إلى نفق مسدود في هذه السياسية, لكنها ومن اجل حماية وضمان وجودها في ليلكان تكثف من هجماتها على خاكورك ومحاولة احتلال مواقع أخرى".
وشدد قره يلان على أن المصلحة الوطنية والقومية الكردستانية تستدعي المقاومة من قبل جميع القوى الكردية ضد محاولات الاحتلال وقال: "هذه مسؤولية الجميع وليست مسؤولية حزب العمال الكردستاني (PKK) وحده. نحن لا نطلب الدعم من أحد, بل نقول هذا لان جنوب كردستان تتعرض لمحاولة احتلال".
كما ولفت قره يلان إلى أن حزب العدالة والتنمية AKP وفي ظل هذه الأجواء وتكثيف الهجمات على خاكورك تحاول استعادة بلدية إسطنبول في الانتخابات المقبلة بعد هزيمتها في الانتخابات السابقة.
وأضاف قره يلان: "هذه محاولة احتلال دائمة, وتركيا الأن لا تملك القوة السياسية والعسكرية الكافية لاحتلال كل جنوب كردستان, لكنها تحاول تشكيل منطقة عازلة على الأقل ومن خلال هذه المنطقة فرضت نفسها على القرار والحركة السياسية في جنوب كردستان ومن خلال هذه الهيمنة فصلت كركوك عن جنوب كردستان, تقزيم الإقليم والسيطرة عليه بشكل كامل. اذا ما نجحت في فرض هذه المنطقة العازلة فستعمل على توسيع نفوذها واحتلال كامل جنوب كردستان".
وأشار قره يلان إلى أن تركيا حصلت على الموافقة من الناتو و الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال خاكورك, ولفت إلى الكثير من اللقاءات والاجتماعات السرية ما بين إيران وتركيا من اجل شن حملة عسكرية مشتركة والتي بدأت منذ بداية هذا العام وتابع: "يبدو أن ايران ترحب بفكرة احتلال خاكورك, في المقابل نستطيع القول أن العراق فُرض عليه الموافقة على التدخل التركي. أنقرة دعت رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح لزيارتها وعلى ما يبدوا أن قرار الاحتلال فرض عليهم, رأينا أن الهجوم على خاكورك تمّ خلال زيارة برهم صالح بزيارة إلى تركيا. هذه كانت رسالة مختلفة نحن نعلم ما الذي فهمة صالح من هذه الرسالة لكننا نعلم أيضاً انه لم بفهمها بالشكل الصحيح".
وهذا لأنه في تصريح له تفاخر بدعوة تركيا له بزيارتها وهذا دليل على انه لم يفهم المعنى الحقيقي من هذه الزيارة. العراق الأن لا ينظر إلى التدخل التركي على انه احتلال كما في السابق, والعراق لن يكون صاحب قرار وسيادة ما لم يبادر إلى إخراج القوات التركية من أرضه, إذا أين هي المفخرة في تصريح صالح؟".
"الهجمات التركية هي احتلال فرض على دول المنطقة وهذا بموافقة وترحيب من قبل القوى الدولية. نحن لم نرى أي اعتراض من قبل احد وخاصة القوى السياسية الحاكمة في اقليم كردستان على عملية الاحتلال التركية هذه. حتى الأن يلتزمون الصمت وهذا يعني أن هذه الحركة السياسية مقموعة. هذه المواقف لا تخدم المصالح الكردية وعلى هذه القوى ان تكفّ عن موقفها هذا".
وأشار قره يلان إلى المخاطر التي تتهدد جنوب كردستان بالقول: "لولا الصراع الدائر ما بين الـ PKK والدولة التركية لما صمد نظام إقليم جنوب كردستان في وجه التهديد التركي ليوم واحد, وتركيا لن تتوانى في الهجوم بهدف القضاء على الإقليم. الم يقل أردوغان بنفسه "بسبب خطا في السياسة التركية تشكل هذا الإقليم". إذا سنحت له الفرصة فسيعمل على القضاء على هذا النظام. تركيا وبسبب وجود الـ PKK وخوفها من انتفاضة الكرد في شمال كردستان غير قادرة على تنفيذ هذا المخطط. إقليم كردستان يستفيد من هذه النقطة وعليه أن يحافظ على بقائه. وحتى لا يفهم هذا الحديث بشكل خاطئ, لا شك أن شعبنا في جنوب كردستان شعب مقاوم ناضل من اجل الحرية لعشرات السنوات وقدم الكثير من التضحيات في سبيل نيل الحرية, لكن الحالة السياسية, الاعتبار وحقيقة الظروف التي يفرضها حزب العمال الكردستاني وحركة التحرر الكردستانية لها تأثير على جميع أجزاء كردستان.
السياسة التركية اليوم توضع من قبل دولت باخجلي, ملامح عقلية وذهنية حزب الحركة القومية MHP واضحة في السياسة التركية, ووفقاً لهذه العقلية فإن تركيا ستقوم بمهاجمة أي كيان كردي أينما كان حتى لو كان في أفريقيا. لهذا يجب أن تكون هناك مقاومة كبيرة ضد هذه العقلية. ومؤكد أن هذه العقلية المعادية للشعب الكردي لن ترحب بحكومة كردية في هولير أيضاً. على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة وان يبتعد عن أي تحالف يضر بمقاتلي الكريلا".
وأردف قره يلان قائلاً: "الصمت وعدم اتخاذ المواقف الشجاعة وعدم الانتقاد حتى, يعني الاستسلام. اذا ما التزمت حكومة الإقليم هذا الصمت فإن الاحتلال التركي سيصل إلى هولير. اذا ما أعلنت الحكومة موقفها من هذا الاحتلال فسيكون لها تأثير على مجريات الأحداث. شعبنا في جنوب كردستان يقتل بالقصف التركي وحكومة الإقليم لم تحرك ساكناً".
وأكد قره يلان أن تحركات الاستخبارات التركية ونشاطها المكثف في جنوب كردستان لا يستهدف العمال الكردستاني فقط "الاستخبارات التركية اليوم تراقب حتى اتصالات ومكالمات قيادات الأحزاب الكردستانية في جنوب كردستان. تركيا دولة احتلال وجميعنا شاهدنا ماذا فعلت في عفرين وجزير. لكن الأمر الأخطر هو التعاون مع الاستخبارات التركية, هذا التعامل لا يخدم المصلحة الوطنية الكردية, لهذا يجب قطع هذه العلاقة, واستمرار العلاقة مع الاستخبارات التركية يؤدي إلى مرحلة أكثر خطورة".
ودعا قره يلان قوى السلطة في جنوب كردستان وخص بالذكر حزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بالقول: "من اجل إعاقة مشروع احتلال تركيا لجنوب كردستان يجب علينا البدء على أساس السياسة الوطنية, في هذه المرحلة الهامة والتاريخية يجب اتخاذ هذه الخطوة التي تخدم المصلحة الوطنية الكردستانية. نحن نؤكد على عدم فصل قضية جنوب كردستان عن قضية الشعب الكردي في باقي الأجزاء, إذ أنّ فصل الجنوب يؤثر سلباً على قضية الشعب الكردي في باقي الأجزاء ويضر بمكتسبات الشعب الكردي في كل مكان. وأحد أهداف تركيا هي خلق فتنة وصراع بين الكرد انفسهم. على الجميع أن يكون حذراً من الوقوع في شرّ هذه الخديعة التركيّة والعمل على إفشال هذه المخططات ضد شعبنا, والعمل على دعم السياسة الوطنية الديمقراطية.
نحن القوى السياسية للشعب الكردي, لسنا مجتمع عشائر كما تقول تركيا وأعداء الكرد, نحن أمة وقومية وشعب ونملك القوة لحل خلافاتنا الداخلية فيما بيننا وبالحوار والطرق الديمقراطية".
وأضاف قره يلان: نحن الكرد امامنا خيارين, إما أن ننال حقوقنا المشروعة على أرضنا التاريخية ونعيش في ظل نظام ينعم بالحرية, أو إما أن تتم إبادتنا من قبل قوى الاحتلال ونعيش المجازر حتى النهاية. ومن اجل نيل حقوقنا وحريتنا نحن بحاجة إلى العمل من اجل المصالح الوطنية بالدرجة الأولى وحل المشاكل الداخلية بالحوار. واذا ما تمكنا من تحقيق هذه الأهداف نكون قد افشلنا مخططات عدو شعبنا وحافظنا على مكتسبات شعبنا".
وعن مقاومة الكريلا ضد محاولات تركيا احتلال أراضي إقليم جنوب كردستان قال القائد العام لقوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان : "تركيا قادرة على أن تتمركز على احد التلال, هذه العمليات لا تعتبر ضعف من جانبنا, لكن في المقابل نحن أيضاً لنا طرقنا وأساليبنا ولن نتخلى عن أي منطقة, سنتواجد في أي مكان يوجد فيه العدو. لن نتخلى عن أي موقع ولن نغادر إلى أي مكان. بالنسبة لنا وفي هذه المرحلة لا ننوي التراجع ابداً سنضرب حيث يوجد العدو, واذا كانت تركيا قادرة على تحمل الضربات فلتبقى. سنضرب الاحتلال بشكل يومي وفي كل لحظة وسيدفع الثمن غالياً. عملياتنا ضد العدو ستكون نوعية ومختلفة".
"الجميع شاهد حجم خسائر الاحتلال التركي خلال عام منذ تمركزه على تل ليلكان, خلال عام وجهنا ضربات قوية للاحتلال, حتى انه يخفي حقيقة خسائره عن الرأي العام. اليوم يتمركز العدو على تلال أخرى بالتالي ستكون خسائره أكبر بكثير, المقاومة ستكون اقوى واعنف وستستمر.
ونؤكد لشعبنا على أن الكريلا وبأساليب جديدة سيضرب العدو في كل مكان وفي التوقيت المناسب. مهما كانت قوة العدو كبيرة ومهما استخدم من تكنولوجيا عسكرية متطورة.
نحن كريلا حرية كردستان لن نتخلى عن المقاومة حتى النهاية ولن نترك شبراً واحداً من أرضنا للاحتلال التركي".
وختم مراد قره يلان حديثة بالقول: "يستطيعون التمركز والانتشار, لكن بشكل مؤقت وسيدفعون الثمن غالياً, لا شك أننا سنواصل المقاومة بشكل اعنف ضد الاحتلال. المقاومة من اجل الحرية والديمقراطية هي واجبنا ومسؤوليتنا, أبناء شعبنا جميعهم وانطلاقاً من هذا الفكر سيواصلون الدفاع والمقاومة حتى طرد الاحتلال".