قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) وقائد مركز قيادة قوات الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، أنه وفقاً للمعلومات والوثائق التي بجوزتهم؛ أن أردوغان رفض مذكرة التفاهم في (دولمه باهجه)، وارتكب سلسلة من المجازر على الرغم من معارضة رئيس الوزراء التركي آنذاك أحمد داوود أوغلو.
وقال قره يلان، في حديثه لراديو Dengê Welat "لدينا بعض الوثائق والمعلومات في أيدينا"، مشيراً بذلك إلى أن مذابح آمد وسروج (برسوس) ومحطة أنقرة قد نُفِّذت بناءً على خطة مدروسة من قبل أردوغان.
وأضاف قره يلان أن أردوغان تجاوز رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو آنذاك ولم يهتم، بقوله " تدخّل نواب حزب الشعب الديمقراطي لدى المسؤولين من الدولة التركية، من أجل إخلاء الشباب المقاومين الجرحى من أقبية (جِزرة)، حتى الجنرالات القائمين على إدارة الحرب هناك كانوا يؤيدون هذا الطلب، لكن أردوغان ورئاسة تشكيلات الأمن القومي التركي هاكان فيدان، تدخلوا ورفضوا إخلاء الجرحى وأعطوا الأوامر "يجب سحقهم وقتلهم"، وقد أخبر هاكان فيدان الجنرالات أن مقترح حزب الشعوب الديمقراطي رُفِضَ من قبل القصر الرئاسي، والأوامر والتعليمات واضحة وعليكم تطبيقها، هكذا تم ارتكاب المجزرة، بعد ذلك تواصلت المجازر والمذابح التي أدت إلى استشهاد المئات من الأطفال والشباب المدنيين في المدن الكردستانية الأخرى، بناءً على هذه الأوامر والتعليمات الصادرة من قبل أردوغان ..".
وأكد قره يلان، أن حكومة العدالة والتنمية- حزب الحركة القومية قد "ربطت بقاءها في السلطة بالقضاء على مكتسبات الشعب الكردي وحركة حرية كردستان، وأن هذه العقلية الفاشية الاستعمارية قد أعلنت الحرب الشاملة على نضال حركة حرية كردستان، ولذلك هناك حرب شعواء تجري الآن بيننا وبين الدولة التركية الفاشية الاستعمارية، وستستعر هذه الحرب بشكل أكبر في المرحلة المقبلة".
وقال القيادي في حزب العمال الكردستاني "مذكرة التفاهم التي جرت في "دولمه باهجه" كانت المرحلة الأخيرة في حل القضية الكردية في تركيا، لكن أردوغان "من أجل طموحاته الرئاسية، أصر على قرار الحرب ورفض مذكرة التفاهم تلك، وفعل كل ما بوسعه من أجل إحداث شرخ في المجتمع ورفع النزعة الشوفينية والعنصرية إلى أعلى المستويات، وهذا ما يشير إليه رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو، حيث كانت البداية هجوم بالقنابل على تظاهرة لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) في آمد، بعدها كانت مجزرة برسوس (سروج) ومجزرة محطة أنقرة، من الممكن أن هم أوكلوا تنفيذ هذه المهام إلى البعض من عناصر داعش الإرهابي، ولكن المؤكد أنها جميعها نفذت بناءً على خطة مدروسة مسبقاً من قبل أردوغان".
وأضاف "في الآونة الأخيرة، بدأوا حملة ضد الشعب الكردي ومكتسباته، هم يستهدفون جميع انجازات ومكاسب الشعب الكردي في إطار حربهم على حزب العمال الكردستاني (PKK)، حتى الفعاليات والأنشطة القانونية في تركيا وأوروبا يتم استهدافها مثل حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) وكافة القوى الديمقراطية التي تقف إلى جانب حل القضية الكردية، وكذلك ثورة روج آفا والمقاومين من الشعب الإيزيدي في شنكال، جميعهم يتم استهدافهم كما يستهدف حزب العمال الكردستاني، انهم يحاولون القيام بحملة متعددة الأوجه وإيجاد سيناريوهات وتصورات مستندة بالكامل على الأكاذيب".
وأردف قره يلان "حزب العمال الكردستاني (PKK) شيء وكل تلك التنظيمات والهياكل شيء آخر تماماً، كما أنه لا علاقة لحزب العمال الكردستاني بتاتاً بحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، حيث أن الحراك من أجل حرية الشعب الكردي و الحراك الديمقراطي لشعب تركيا قد اتحدا، باجتماع العديد من القوى والتنظيمات والمؤسسات والشخصيات، وأسسوا مؤتمر الشعوب الديمقراطي (HDK)، وحزب الشعوب الديمقراطي كان نتاج ذلك المؤتمر، وإظهارها كما لو أنها (PKK) كذبة كبيرة وما هي سوى تزوير للحقائق، هم يدعون ذلك فقط من أجل تسويغ الإبادة السياسية، وتبريد الضغط والهجمات على (HDP)، على سبيل المثال أردوغان، يدعي بأن البلديات تقوم بإرسال الأموال إلى قنديل..! إنه رئيس الدولة التركية ولديه كامل الصلاحيات وموارد المعلومات، ولكن أتحداه إن كان قادراً على إثبات ادعائه هذا ولو لم يثبت ما يقوله ويدعي به، حينها يكون أكبر كاذب ومقترئ في تركيا".
وتطرق عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، إلى ذهنية الدولة التركية تجاه ممثلي البلديات في شمال كردستان، وقال "السيد أحمد ترك اصبح له أكثر من 50 عاماً، يخوض النضال السياسي من أجل السلام في كردستان وتركيا ويؤيد وحدة الشعب الكردي والتركي، إذا لم تقبل الدولة التركية شخصاً مثل أحمد تورك، فلن تقبل أي شخص آخر؛ عندما يتم إقالة مثل هذه الشخصيات التي تمثل شعبنا، حينه على الشعب التفكير في ذلك ملياً والفعاليات التي تقام حالياً لها معنى وأهمية ولكنها غير كافية، يجب أن يقوم شعبنا بطريقة منظمة في جميع المدن والشوارع، كما يبدو أن هناك عجز في قيادة الشارع، لا سيما الشباب والنساء الكرد الذين يدركون القضية يجب أن يلعبوا دور قيادة هذه الأنشطة والفعاليات، ونحن على ثقة أن الأمور لن تظل كذلك وستكون هناك ردة فعل أقوى من قبل شعبنا، لأن النظام الفاشي يستهدف إرادة الشعب".
ولفت قره يلان الانتباه إلى أنه في الوقت التي يتعرض فيه حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) لمثل هذه الهجمة الفاشية الشرسة، من قبل حكومة العدالة والتنمية، ليس من الصواب توجيه الانتقادات إلى (HDP)، لأن الدولة التركية لو كانت تستهدف (PKK) فقط، حينها كان من المفروض أن تفسح المجال للسياسيين الآخرين، ولكن ما يحدث ليس إلا هجمة شاملة وشرسة للغاية تقوم على أساس الإنكار والسحق.
وأفاد بأنه لا مانع من النظر قليلاً إلى الوراء، لو كان حزب الشعوب الديمقراطي قام بالمهام الملقاة على عاتقه في الوقت المناسب، ربما لم يكن ليصل إلى مثل هذا الوضع الآن، وخاصة عندما قامت الدولة التركية باعتقال العديد من مسؤولي الحزب وزجهم في السجن، بتهمة دعمهم لسياسة " الخنادق" في مرحلة المقاومة من أجل الإدارة الذاتية في شمال كردستان، ولكنها كذبة كبيرة أيضاً، لو كان حزب الشعوب الديمقراطي داعماً لتلك السياسة كما يدعون، لماذا لا يقوم بها الآن أيضاً، على العكس من ذلك تماماً، فقد رفض حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) دعم تلك المرحلة، لو كان داعماً بالفعل آنذاك، كان من الممكن أت تسير الأمور على نحو مغاير، وقد خلق (HDP) التردد والارتباك بين صفوف الشعب، وتُرِكَ أولئك الشباب بمفردهم في مواجهة العدو، حيث ظل الشهيد جياكر مع 60 شاباً بمفردهم في "سور" في منتصف أمد، الدولة تقول أن (HDP) قام بنقل السلاح إليهم ودعم سياسة "الخندق" وأرسل إليهم الآليات الهندسية من أجل التحصينات، ولكن جميع ما سبق ذكره لم يحصل أبداً وعلى العكس من ذلك تماماً... لكن كما ذكرت ليس من الصواب توجيه الانتقادات إلى (HDP) في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها الدولة التركية عليهم".
وركز قره يلان في حديثه على العمليات العسكرية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي في شمال وجنوب كردستان، وقال "لو أمعنا قليلاً النظر في الأسماء التي وضعتها الدولة التركية لعملياتها العسكرية، سنرى بوضوح أنها تسعى إلى استعباد الشعب الكردي، بمعنى آخر يقول للشعب الكردي ( أنا قوي وسأضربك بمخلبي "عملية المخلب العسكرية" وأحطمك " عملية الكسر العسكرية") هذه هي الرسالة التي تريد الدولة التركية توجيهها للشعب الكردي، ولكن اليوم شعبنا الكردستاني لديه قواته الدفاعية (الكريلا) في مواجهة هذه العقلية القمعية والفاشية، ولن نسمح لهم أن يتمادوا ويستقووا على الشعب الكردي، قواتنا يقدمون الرد المناسب على الفور وتعمل قوات الكريلا على تقديم الردود المناسبة وتوجيه الضربات التي من شأنها أن تجعلهم يدركون أن لا طائل من وراء هجماتهم عاجلاً أم آجلاً".
كما نوه قره يلان إلى قدرة الشعب الكردي على النضال في مواجهة آلة القمع التركية، وقال "لقد تعلم شعبنا طرق وأساليب النضال على اساس فكر وفلسفة القائد أوجلان، فقد اصبح لشعبنا هوية وفلسفة ووعياً، لقد نظم شعبنا نفسه من جميع النواحي. أي أن هذا الشعب لم يعد يخاف من سياط العبودية، العمليات العسكرية التي يطلقون عليها أسماء (مخلب 1) و(مخلب 2) تعاني في خاكورك، حيث أن قواتنا توجه إليهم الضربات من كل صوب وحدب، مثلاً في (أرموش) التي تقع في منتصف المنطقة التي احتلوها، إنهم لم يسيطروا فعلياً على أية منطقة، فقط يسيطرون حالياً على التلال العالية وطائرات الاستطلاع تحلق على الدوام فوقهم من أجل تأمين الحماية لهم، وقوات الكريلا في محيطهم على الدوام، وهذا لن يجلب لهم اية حلول، كان من المفترض أن يدخلوا إلى قنديل ويخرجوننا من هناك، حاولوا التقدم قليلاً، ولكنهم تفاجأوا بالتفاف الكريلا من خلفهم، وقواتنا الكريلا تمتلك أساليب وتكتيكات غنية ومحترفة وستتمكن من إفشال مخططاتهم".
وأضاف قره يلان "إن الجيش هو الذي ينفذ هذه العمليات العسكرية، لو لاحظتم أن وزارة الدفاع التركية تدلي بتصريحات نيابة عن الجيش، حتى ربما وزير الداخلية أيضاً يقول " لماذا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي، فلنضع أنفسنا على جدول الأعمال وننشر الدعاية" وقال: "نحن أيضاً ننفذ عملية الكسر"، ولكن هذه العملية التي أطلقوا عليها اسم "عملية الكسر" في مناطق وان و شرناخ وهكاري، متى بدأت ومتى انتهت وماذا حققت ..!؟ لا يتحدثون عنها ابداً، لماذا؟ لأنها لم تحقق شيئاً، وانهزمت، قوات الكريلا قد هزمتهم هناك وأحبطت عمليتهم العسكرية وجعلتهم يعودون أدراجهم خائبين".
وفي ختام حديثه، تطرق عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) وقائد مركز قيادة قوات الدفاع الشعبي (HPG) مراد قره يلان، إلى أساليب الحرب الخاصة التي تمارسها الدولة التركية من خلال قنواتها الإعلامية، وكيفية تحويل هزائمها إلى انتصارات إعلامية ومحاولة إقناع الشعب بهذه الأكاذيب الإعلامية، وأنها بعيدة جداً عن الحقيقة التي هي على عكس ما يظهرونها على الإعلام، وأكد على أن الحرب لا زالت قائمة بينهم وبين الدولة التركية ولم يتبين بعد من المنتصر في هذه الحرب، ولكن قوات الكريلا هي الأقرب إلى الانتصار والمبادرة العسكرية هي بحوزة قوات الكريلا.
واختتم الحديث بالقول "العدوان الفاشي المستعمر يعاني في جميع أجزاء كردستان، ونحن ندرك تماماً ما يجب علينا القيام به، وسنعمل على الدوام من أجل زيادة معاناة العدو، والنصر سيكون حليف قوات حرية كردستان وحليف الشعب الكردي".