وأوضح قره سو أنّه في بدايات الثورة في العام 1984 كان معتقلاً في سجن آمد "في شهر كانون الثاني كما قد أنهينا حملة صيام الموت, وكان الكثير منّا يتلقّى العلاج في المشافي.. حينها كانت عوائلنا تقوم بزيارتنا, وفي إحدى المرّات جاءني أحدهم وأخبرني ’الرفاق أتمّوا الاستعادات اللازمة, وانتقلوا إلى الجبل وستبدأ الثورة قريباً, لا تخبر أحداً بذلك الآن’.. كلامه أشعل بارقة الأمل في داخلي, ففي مرحلة كمرحلة إنقلاب 12 أيلول, كانت الأوضاع صعبة للغاية.. السلطات تمارس أبشع أنواع الإرهاب بحقّ الشعب الكردي وفي عموم تركيا, وكانت الحاجة للثورة ضرورة ملحّة, ليس فقط في كردستان, بل في عموم الشرق الأوسط".
ولفت قره سو أنّ الأنباء وصلتهم عن بدء الثورة وهم داخل سجن آمد "حينها بدأ الجميع بالنقاش حول الثورة, من بدأها؟ وكيف بدأت؟, وعلى اعتبار أن لديّ معلومات عنها, أخبرتهم بأنّ رفاقنا هم من قاموا بها, ولا أحد آخر يستطيع القيام بذلك. ولولا الثورة, لكانت الأوضاع مختلفة عمّا عليها الآن في كردستان, تركيا والشرق الأوسط.. لولاها لكانت أكثر الأنظمة رجعيّة تحكم في عموم المنطقة, ولكان نضال الحرّية والديمقراطيّة ليس في القوّة التي نقوم بها الآن. فاشية انقلاب 12 أيلول كانت تعدّ مخطّطاً لخمسين عاماً, لكنّ ثورة 15 آب تمكّنت من إفشال ذلك المخطّط".
وشرح نتائج ثورة 15 آب قائلاً: "تمكّنت ثورتنا من منع مجازر الإبادة بحقّ الشعب الكردي إلى حدّ كبير, حيث كانت سلطات انقلاب 12 أيلول تخطّط لها. كما أنّ حركة النضال لأجل قيم الحرّية والديمقراطيّة التي نراها اليوم في عموم الشرق الأوسط, كان لثورة 15 آب دور كبير في قيامها, هذا النضال القائم حتّى يومنا هذا ضدّ قوى الاستعمار والاستبداد, ولولا 15 آب, لما رأينا كفاح الشعوب المستعبدة ضدّ الأنظمة الحاكمة الدكتاتوريّة, حتّى ثورات ’الربيع العربي’ هي نتاج ثورة الديمقراطيّة التي بدأنا بها. وكذلك الأمر بالنسبة للشعب الكردي الذي يناضل منذ عشرات الأعوام, أشعل ثورة في كلّ المدن, البلدات والقرى.. الثورة مستمرّة يعنفوان كبير, والأهمّ من ذلك, أنّ المجتمع دخل مرحلة الثورة وامتلك وعياً كافياً للمطالبة بحقوقه المشروعة في الحرّية والديمقراطيّة".
وأكّد القيادي في حزب العمّال الكردستاني أنّ ثورة 15 آب لم تكن ثورة مسلّحة فحسب, بل "هي ثورة مجتمعيّة أيضاً. إذ ناضلت ولا تزال تناضل لأجل نشر مفاهيم وقيم الديمقراطيّة داخل المجتمعات. كما تمكّنت من تغيير ذهنيّة المجتمع نحو الالتفات إلى مقاومة الظلم والاستبداد, نحو ترسيخ قيم المساواة والعدالة في مواجهة الفاشية والدكتاتوريّة, ولا تزال تناضل بكلّ قوّة. هذه القيم التي أنتجها فكر القائد أوجلان بشكل يتلائم مع واقع المنطقة, مع واقع المجتمع وقوى السلطات الفاشية, ولا يجب أن ننسى دور شهدائنا الذين قدّموا أرواحهم في سبيل تحقيق الحرّية والديمقراطيّة, وبمناسبة ذكرى ثورة 15 آب, أودّ أن أوجّه تحيّة للقائد آبو ولشهداء الحرّية ولكلّ المقاتلين في سبيل نشر الديمقراطيّة".
كما استذكر قره سو الشهداء "ساري ابراهيم, حسين ماهر وأتاكان ماهر" في الذكرى السنويّة لاستشهادهم, مضيفاً بالقول: "هؤلاء كانوا رفاق دربنا, وقدّموا أرواحهم في سبيل قضيّة شعبهم. يجب أن يتّخذ الشباب الكرد من علي جيجك, نجمي أونر, ساري ابراهيم, حسين ماهر وأتاكان ماهر مثالاً عن الفداء والتضحية. الشعب الكردي تعرّض للكثير من المجازر على مرّ التاريخ, هذه حقيقة يجب أن يدركها شبابنا وعليه فإنّني أوجّه نداء لهم بالالتحاق بصفوف حركة الحرّية ليدافعوا عن قيم الحرّية لشعبنا المناضل والمقاوم".