جاءت تصريحات قرايلان خلال حديثه لإذاعة "صوت الوطن", حيث حيّا من خلاله المقاومة التي تبديها البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي والرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي, ليلى كوفن ورفاقها, من خلال حملات الإضراب التي يقومون بها تنديداً بالعزلة المفروضة على القائد أوجلان.
وأوضح قرايلان أنّ مقاومة كوفن ورفاقها النشطاء, السياسيّين, المعتقلين والبرلمانيّين في جميع أجزاء كردستان وفي أوروبا باتت "رمزاً للمقاومة في وجه العقليّة الفاشية" للدولة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيّب أردوغان".
واعتبر القيادي الكردي أنّ العزلة التي تفرضها السلطات التركيّة على القائد أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي هي وسيلة تعذيب نفسي, مشيراً إلى أنّ هذه العزلة هي "مفروضة على عموم الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة", مضيفاً بالقول: "العزلة على القائد هو نهج يتّبعه النظام التركي ضدّ الشعب الكردي, وعلى الكرد أن يدركوا هذه الحقيقة ويناضلوا لأجل إفشال المخطّطات التركيّة التي تستهدفالوجود الكردي".
وفيما يخصّ الشأن الكردي في روج آفا وشمال سوريا, لفت قرايلان إلى أنّ حملة "عاصفة الجزيرة" التي قادتها قوّات سوريا الديمقراطيّة لإنهاء تنظيم داعش الإرهابي "فتحت الأبواب لمرحلة جديدة في عموم الشرق الأوسط, مضيفاً "منذ بداية ظهوره, هاجم داعش المناطق الكرديّة في سوريا, لكنّه أخطأ في حساباته, لأنّ الكرد أبدوا مقاومة بطوليّة في وجه الإرهاب, وهم الشعب الأكثر تعرّضاً للظلم, القمع والتسلّط في الشرق الأوسط, لكنّهم لم يستسلموا لواقعهم المرير, وناضلوا دوماً. وعندما اشتّد عود التنظيم, قان بمهاجمة العرب, السريان والآشوريّين, إلى جانب الكرد, واستهدف بالأخص الإيزيديّين من بين الكرد".
وأضاف بالقول: "في 8 آذار من العام 2014, بدأت هجمات داعش على الكرد في منطقة كوباني, وأكمل الهجمات بعد نحو 10 أيّام من التوقّف. كما عمد التنظيم الإرهابي إلى الهجوم على شنكال في 3 آب من العام ذاته, وحينها قلنا أنّ الهجوم يستهدف الوجود الكردي في عموم المنطقة, لأنّ داعش توجّه نحو جنوب كردستان وهاجم كركوك ومخمور, ولولا أن تمّ قطع الطريق أمامه, لكان في طريقه إلى هولير. لذا نقول أنّ التنظيم الإرهابي وداعميه كانوا يتسهدفون وجود الشعب الكردي.
في 15 أيلول من العام 2014, استجمع تنظيم داعش قواه وبدأ بهجومه الواسع على كوباني, حينها أدركنا أنّ هذا الهجوم هو امتداد لمخطّطات الدولة التركيّة بقيادة حزب العدالة والتنمية في إنهاء الشعب الكردي وجميع القوى الديمقراطيّة في الشرق الأوسط. وكان القرار التاريخي بمقاومة التنظيم الإرهابي بمثابة بداية إنهائه. وهذا ما حدث بالضبط, وأثبت صحّة ما قلناه حينها. وأدركت القوى الديمقراطيّة من الكرد, السريان, الآشوريّين والعرب حقيقة أنّ داعش يمثّل إرادة الدولة التركيّة في القضاء عليها, لذا دخلت تلك القوى في إطار موحّد للقضاء على داعش".
ولفت قرايلان إلى ادّعاءات الدولة التركيّة في أنّ وحدات حماية الشعب وقوّات سوريا الديمقراطيّة هي جزء من حزب العمّال الكردستاني وهذا "مغاير للحقيقة تماماً", معتبراً أنّ تلك القوّات "تستند إلى فكر وفلسفة القائد أوجلان في المقاومة, لكنّها لا تنتمي للعمّال الكردستاني تنظيميّاً, والنصر الذي سيتمّ الإعلان عنه في باغوز قريباً, جاء بعد 5 أعوام من المقاومة التي اعتمدت فكر القائد مبدأً لها".
واستدرك القيادي في حزب العمّال الكردستاني بالقول: "يجب أن ندرك بأنّ التنظيم ينتهي كمشروع دولة وخلافة, لكنّه كوجود فكري وتنظيمي لم ينته بعد. سيلجأ إلى تغيير أساليبه في محاولة منه للظهور مجدّداً. ففي العديد من مناطق سوريا والعراق نرى عمليّات لإرهابيّي داعش. فخطورة التنظيم لا تزال قائمة, وهذه حقيقة لا يجب أن يتجاهلها أحد. وهذا ما يؤكّد أنّ محاربة داعش ضرورة حتميّة ويجب مواصلة قتاله حتّى إنهائه بشكل كامل".
ونوّه قرايلان إلى دور سلطات حزب العدالة والتنميّة بتركيا في دعم داعش ووغيره من التنظيمات الإرهابيّة, كجبهة النصرة, مضيفاً بالقول "طالما توجد سلطات العدالة والتنمية, سيبقى وجود داعش, النصرة وغيرها قائماً. إردوغان هو الراعي الحقيقي لهذه التنظيمات الإرهابيّة, التي نرى تواجدها في الباب وجرابلس. تارةً يقوم إرهابيّو تلك التنظيمات بحلق ذقونهم ويظهرون في تنظيمات أخرى, وطوراً نراهم بقاتلون في صفوف فصائل تدعمها تركيا, إن لم يكن في داعش, سيكون في النصرة أو السطان مراد, نور الدين الزنكي وغيرها من الفصائل. هذا ما تقوم به الدولة التركيّة, تغيير أسماء تلك الفصائل, لكنّ المقاتلون هم ذاتهم, والذهنيّة هي نفسها. والهدف هو الشعب الكردي والقوى الديمقراطيّة".
وتطرّق عضو المجلس القيادي في حزب العمّال الكردستاني في حديثه إلى محاولات الدولة التركيّة في القضاء على حركة التحرّر الكردستاني, موضحاً أنّ سلطات العدالة والتنمية وخلال 3 أشهر من الهجمات على مناطق عدّة في شمال كردستان "فشلت في تحقيق أهدافها, لأنّ مقاتلو الكريلا كانوا على أعلى مستويات الجهوزيّة في مواجهة الهجمات التركيّة, سواء كانت عسكريّة أم من ناحية البروبوغاندا الإعلاميّة", مؤكّداً أن السطات التركيّة "تعاني من أزمات عدّة على الصعيد الداخلي, ليس أقواها الأزمة الاقتصاديّة, وكلّ ذلك هو نتيجة لسياسات أردوغان وحزبه الحاكم".
وختم قرايلان بالقول: "نستعدّ لاستقبل ربيع جديد. حملات الإضراب عن الطعام مقاومة ضروريّة جدّاً وصلت لمستويات عالية. إعلان الانتصار العسكري على تنظيم داعش بات قريباً, وفي شمال كردستان, الانتخابات المحلّية على الأبواب والشعب مستعدّ لها تماماً. ونضال الشعب الكردي بقيادة الكريلا, سيقود حتماً إلى انتصارات في كافة النواحي. أستطيع القول أنّ عامنا الحالي سيكون عاماً كردستانيّاً بامتياز, والشعب في طريقه لبلوغ الحرّية المنشودة".