جاء ذلك في مقال نشره قاراسو بمناسبة عيد العمّال العالمي، موضحاً فيه أنّ 1 أيّار هو يوم "تكاتف وتوحيد قوى العمّال والكادخين" موجّهاً التهنئة لجميع عمّال العالم الذي "يستقبل العيد هذا العام في ظلّ جائحة كورونا وعدم التمكّن من الاحتفال به بالشكل المعهود.. إذ أنّه يوم مبجّل لدى شعوب العالم لما يحمل من قيم تحرّرية".
وأشار قاراسو إلى أنّ 1 أيّار هو "رمز تحرّر المجتمعات من العبوديّة والاستغلال.. يوم لجميع الشعوب بغضّ النظر إلى إثنيّاتها ومعتقداتها الدينيّة.. ويحمل في طيّاته مفاهيم الثورة على الاستبداد وتحمّل مسؤولية النضال المجتمعي وهذا ما تمثّله الاشتراكيّة في أبهى صورها".
وأضاف "إنّ العنصر الإبداعي في المجتمع هو المرأة، فبقدر ما تكون المرأة نشطة، يكون المجتمع حيويّاً ومفعماً بروح النضال. وحينما يرفض المجتمع المرأة القويّة، يتّجه نحو الهلاك بقدر ما يحمله من عقليّة ذكوريّة. وتحرّر المرأة يعني تحرّر المجتمع من الأفكار الباليّة التي أودت بمجتمعات كثيرة. وحينما نتحدّث عن تحرّر المرأة، هذا يعني أنّنا نتحدّث عن روح الاشتراكيّة التي يجب أن ترفع من شأن المرأة عالياً لتتبوّأ مكانتها المرموقة".
ولفت القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني إلى أنّ "الإيكولوجيّة هي شرط لتطوير المجتمع وتفعيله، فالإنسانيّة هي صورة الطبيعة الجميلة
والروحانية الحالية هي فكرة أقرب إلى المجتمع. ربّما في تلك الأوقات لم يستطع العلم إثبات نفسه. العلماء كانوا في خدمة السلطة والطبقات الرأسمالية التي نظرت إلى الطبيعة لعين الاستغلال والجشع، وكما قال القائد أوجلان إنّ هؤلاء العلماء كانوا أكثر فهماً للطبيعة والقيم الاجتماعيّة والإنسانيّة من الرهبان السومريّين".
ونوّه قاراسو إلى أنّ ماركس وإنجلز "خاضا صراعاً من أجل خلق الإنسانيّة، منطلقين من واجباتهما إزاء المجتمع، وعلى هذا الأساس تمّ إنجاز الأعمال على نحو مقدّس.. فلا شيء أكثر قدسيّة من المجتمع. انظروا إلى أسماء الله المذكورة في القرآن، هي أيضاً تمثّل القيم المجتمعيّة. وفي كلّ الأديان والمعتقدات، جميع الطقوس مرتبطة بالحياة الاجتماعيّة".
"مع ظهور الرأسماليّة في التاريخ، ضعفت حياة الريف وأصيب الفلاحون بالضعف، وحتّى نهاية القرن التاسع عشر، عاش كثير من الناس في القرى والمناطق الريفيّة. من ناحية أخرى، فإن ثقافة القيم الاجتماعية قوية أيضاً وتمكّنت من مواجهة الرأسماليّة من خلال نضال العمّال كطبقة هامّة في المجتمع. لكن الرضوخ للرأسماليّة أصاب المجتمع بالوهن، وللأسف لم تتمكّن الاشتراكيّة التقليديّة من مجابهة هذا الضعف، إذا كان الأجدر بها أن تولي المرأة أهمّية أكثر".
وأشار إلى "انهيار الرأسماليّة وحداثتها.. حيث وصلت لمرحلة سيّئة بسبب عدم تطوير إطار بديل. لم يتمّ تطوير المنظّمات المجتمعيّة بالشكل الكافي. والآن بإمكاننا القول أنّ تطبيق النظام الاجتماعي في مواجهة الرأسماليّة لن يجدي نفعاً. الوسيلة الوحيدة لتحرير المجتمع من براثن الرأسماليّة يطرحها القائد أوجلان في أفكاره. الآن نرى عجز الأنظمة الرأسماليّة الكبيرة في مواجهة وباء كورونا، وهذا دليل على ضعف بنيتها الرأسماليّة.. لذا فإنّ إيجاد نظام بديل هو الحلّ الأمثل الذي سينقذ العمّال والفقراء والمظلومين في المجتمع".
وختم القيادي في منظومة المجامع الكردستاني مقاله بالتأكيد على ضرورة "مناقشة الكونفدراليّة الديمقراطيّة التي طرحها القائد أوجلان. هذه الكونفدراليّة التي تعتمد على مجتمع ديمقراطيّ حر وهي نموذج لمجتمع إيكولوجي يعتمد على النضال المجتمعي وللمرأة دور رياديّ فيه. هكذا يمكننا مناقشة الاشتراكيّة بشكل أكثر مثاليّة. من المهم لجميع الاشتراكيين الانتباه إلى هذا العمل والجهد لمناقشته وتنظيمه. ستفتح هذه المناقشة معرفة اشتراكية للجميع وتعزيز بعض المفاهيم وتوجيه النقد البنّاء.. وعلى هذا الأساس أهنئ الأوّل من أيّار، عيد العمّال ويوم الوحدة والدعم والنضال بين العمّال والمجتمع والشعب".