في حوارٍ أجرته وكالة فرات للأنباء ANF، أعرب السياسي الكردي المعروف،الدكتور محمود عثمان عن عدم رضاه إزاء موقف حكومة جنوب كردستان من السياسات النركية حيال الكرد، واصفاً إيّاه بالموقف الضعيف جدّاً. كما أشار إلى أنّه يتوجّب على الأحزاب السياسية في جنوب كردستان إبداء موقفٍ موحّد من تلك السياسات المعادية للشعب الكردي, مؤكّداً على ضعف الموقف الرسمي العراقي فيما يخصّ العدوان التركي على عفرين.
*بداية د. محمود عثمان، كيف يمكن ان تفسر العدوان التركي على عفرين؟
اعتقد أن العدوان التركي على عفرين عدوان سافر لانه اولا من الناحية القانونية وحسب القوانين الدولية فهم متجاوزين على بلد اخر وفهو تعدي على حدود سوريا، وثانيا هم يقصفون المدنين، وليس لديهم اي حق لان هؤلاء كرد سوريا، وهذا ليس غريب على تركيا فهم يتجاوزون على حدود كل من العراق وسوريا لضرب الكرد في جنوب وغرب كردستان ولقد آن الأوان أن يرفع العالم صوته ضد هذا التوجه الخطير، كما أن على واشنطن التوقف عن دعم حكومة أردوغان في سياستها هذه والضغط عليها للرجوع إلى إقرار الديمقراطية والحل السياسي والسلمي لقضية الشعب الكردي في شمال كردستان والاجزاء الاخرى. يجب على العالم ان يوقف اردوغان المصاب بهيستيريا ويريد ان يمثل السلاطين العثمانين القدامى، ويهاجم الكرد تارة ويهاجم اوربا ويهاجم امريكا، وهذا شيئ غريب غير طبيعي، وفي نفس الوقت انا في تصوري ان مايحدث يدخل في خانة ارهاب الدولة، فهم داخل تركيا يمارسونها ضد الكرد والان ايضا يعبرون الحدود لضرب الكرد وهذا الشيئ مدان بالتأكيد.
* بماذا ترد على الكرد من من يبررون الهجمة الاردوغانية ضد عفرين على انها ضد PYD ووحدات حماية الشعب؟
المبرر غير صحيح أبدا لانهم يقصفون منطقة عفرين دون ان يميزوا أو يفرقوا بين من هو مع PYD، او بين من هو مع غيرPYD، وهناك مئات من الضحايا المدنيين، وهذا أحد الشواهد الذي تدحض هكذا مبررات، ودليل على عدم صحة هذا الادعاء، اصل الموضوع والقضية ان العدوان يستهدف الكرد، وليس حزب بذاته ونفس الشيئ هو عندما يقصفون جنوب كردستان، ويقولون نحن نضرب قوات ال PKK ولكن في الحقيقة هناك قرى كردية يتم تدميرها لذا برأي هذا المبرر غير صحيح، وهذا المنطق اصلا غير صحيح، وبالتأكيد ان العدوان يستهدف الحركة الكردية والشعب الكردي بشكل عام، في اي مكان، في باكور فيي باشور وفي روج افا يعني خاصة في الثلاث البلدان هذه.
* امس الاول زار رئيس الاركان التركي بغداد ويقال انه تم التفاهم عن بعض الامور الاستخبارتية، دون الافصاح عن المزيد، هل تتصور من الممكن بمكان ان تورط تركيا بغداد بهجوم مشترك ضد شنكال؟
تركيا تريد ذلك وتحاول لاقناع بغداد وتساومها، الحكومة التركية تطالب العراق التعاون دائما للهجوم على قوات ( ب ك ك) وتطلب ذلك ايضا من ايران والحكومة السورية من كل الدول، لكن في جنوب كردستان الامر يختلف فالحكومة العراقية غير مسيطرة على الحدود ولذلك لا يتم هذا الشيئ، وامل ان لاتتعاون الحكومة العراقية مع تركيا في هذا المجال. هدف السياسة التركية هو تطويق الحركة الكردية، هم دائما لديهم هذا التوجه، يحاولون مع العراق وسوريا وايران بهذا الخصوص، هدفهم ان تتعاون هذه الدول ضد الكرد، وهذا التعاون بين هذه الدول حدث بالفعل في السابق في مجالات كثيرة، والتاريخ شاهد على ذلك، هذا شيئ مؤسف هم يقولون ان الحركة الكردية خطر عليهم وعلى أمنهم وهذا غير صحيح الحركة الكردية تدافع عن حقوقهم وليسوا بمعتدين على ارض غيرهم او اي شعب اخر، او اي دولة اخرى ومن الغرابة اعتبار الكرد خطر.
* وموقفهم لم يختلف بخصوص الاستفتاء رغم علاقاتهم مع جنوب كردستان؟!
نعم بالتأكيد فعلوا نفس الشيئ بخصوص استفتاء جنوب كردستان، وقفوا ضد الاستفتاء مع انه مجرد ابداء راي، وحشدوا ضده و تعاونوا مع ايران والعراق ضد الاستفتاء، وبشكل غريب وغير سبوق، يعني انه الكرد ممنوع ان يكون عندهم حتى طموحات، وممنوع ان يطالبوا بتقرير مصيرهم، وفي داخل تركيا يمارسون ارهاب الدولة ضد الكرد، ومنذ تسلم أردوغان رئاسة الجمهورية في تركيا تتطور الأمور نحو الأسوأ من ناحية أتخاذ الأجراءات ضد حرية الصحافة والحريات الأخرى والمس بها وتصعيد الحرب ضد الشعب الكردي في شمال كردستان وضد مناطق حدودية في جنوب كردستان و غرب كردستان، بحجة مكافحة حزب العمال الكردستاني الذي يعتبرونه إرهابياً بينما هذا الحزب يدافع عن قضية شعبه وكان ولايزال مستعداً للحوار والسلام، والمجتمع الدولي لايصدر عنه اي موقف.
* اي مدى هناك أهمية لدور النواب الكرد في مجلس النواب العراقي لتشكيل ضغط على الحكومة العراقية لإخراج القوات التركية من العراق وجنوب كردستان وافشال اي مخطط تركي تجاه الكرد في باشور خاصة بعد المساعي التركية الاخيرة؟
التواجد التركي في جنوب كردستان منذ سنوات، وبرلمان كردستان اصدر قرار رقم 36 في 2003 ومؤخرا اطلق برلمانيون في برلمان كردستان حملة جمع تواقيع لخروج هذه القوات، وصدر ايضا قرار من مجلس النواب العراقي، ولكن الاتراك لم يتحركوا وباقون في هذه المناطق وامريكا تساندهم بشكل عام كون تركيا حلفيتها في المنطقة، ورغم كل الدعوات في العراق وجنوب كردستان، هم باقون لحد الان ومنتهكين القانون الدولي وقوانين حسن الجوار، والحكومة العراقية ايضا موقفها ضعيف جدا، كان بامكان الحكومة العراقية ان تلجئ الى المم المتحدة ومجلس الامن للضغط على اخراج القوات التركية، ولكن هناك مساومات لابقاء هذا التواجد في العراق.
* اذن كيف يجب ان تتعامل وتتعاطى القيادة الكردية في جنوب كردستان مع الخطر التركي؟ وهل انت راض عن موقف جنوب كردستان تجاه السياسية التركية في المنطقة؟
انا غير راض عن التعامل والتعاطي في الوقت الحاضر ضعيف جدا، المهم ان يتوحد الكرد في جنوب كردستان، ان يجتمعوا حول راي واحد وموقف موحد من هذه القضية وهذه القضية في النهاية تخصهم لانه تركيا اليوم خطر على غرب كردستان، غدا سيكون خطرا على جنوب كردستان، لأنه نفسه اردوغان صرح مرات عديدة على انه سوف يطهر سوريا والعراق من (ب ك ك ) انا في تصوري انه يجب على الحكومة في جنوب كردستان، والاحزاب السياسية في جنوب كردستان، ان يكونوا موحدين ان يكون لديهم موقف حازم من السياسة التركية، لانه السياسة التركية هي بالضد من الكرد عامة. *
* كيف تعلق على قضية توقيف السيد صالح مسلم؟
توقيف صالح مسلم جاء بطلب من تركيا اثناء تواجده في موتمر ببراغ، وهذا يعتبر جريمة ومن ثم تتطالب تركيا بتسليمه لها رغم انه مواطن كردي سوري، اردوغان تجاوز كل الحدود واعتقد انه بالنتيجة هذه السياسة سوف تفشل، لكن الكرد مع الاسف سوف يدفعون بعض الثمن.
* الى اي مدى مهم في هذه الظروف البالغة الحساسية بالنسبة للقضية الكردية ان ينعقد المؤتمر الكردستاني؟
انعقاد المؤتمر الكردستاني دائما مهم لانه نحن امة واحدة، ومجزأة بحكم الظروف، مفروض يكون لدينا كيان ان يكون لدينا تمثيل وصوت موحد في الخارج، لكن للاسف الكثير من المحاولات جرت منذ السبعينات ولم نستطع عقد المؤتمر لسببين السبب الاول هو سياسة تركيا وايران المعادية لعقد المؤتمر، وثانيا خلافات الاحزاب، في الوقت الحالي اذا امكن عقد المؤتمر شيئ مهم لاننا بحاجة الى التعاون بين اجزاء كردستان لان اعداؤنا يتعاونون فيما بينهم بشكل كبير لماذا نحن لانتعاون، اعتقد اذا امكن تهيئة الظروف لعقد مؤتمر قومي في كردستان في اي مكان كان، هنا او في الخارج لايجاد صيغة للتعاون بين اجزاء كردستان، مهم للعمل معا وللنضال معا من اجل حق تقرير مصيرنا.