أكّد رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة الجزيرة, عبد الكريم صاروخان على استمرار الدولة التركية والفصائل الإرهابية التي تدعمها في ارتكاب المجازر بحقّ مدنيي مقاطعة عفرين, مشيراً إلى نزوح عدد من شكّان عفرين وبقاء قسمٍ كبير منهم "متمسكين بخيار المقاومة وعدم الرضوخ لمشيئة المحتل".
وأوضح صاروخان, في تصريحٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) أنّه قام ضمن وفدٍ لمقاطعة الجزيرة بزيارة لمدينة عفرين, التي تتعرّض لقصف تركي عشوائي يستهدف الأحياء السكنية. مضيفاً بأنّ من المرافق الخدمية والمساجد داخل المدينة قد تدمّرت جراء سقوط قذائف وصواريخ عليها, حيث سقط حوالي 50 مدنيّاً ضحايا للقصف".
وتابع صاروخان بالقول: "الوضع في عفرين مأساوي, الدولة التركية تستهدف البنية التحتية في المدينة, بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الضحايا بين صفوف المدنيين" موضحاً أنّهم وخلال زيارتهم داخل المدينة قد شاهدوا "استهداف مدرسة تقع أمام مشفى عفرين, بالإضافة إلى تدمير مبنى سكني كان مأهولاً بالمدنيين بشكل كامل بعد تعرّضه لقصفٍ صاروخي", مؤكّداً أنّ الطيران الحربي التركي "استهدف ممراً لنزوح المدنيين من المدينة, لمنعهم من الخروج وقتلهم بشكل كامل, في عملية إبادة واضحة".
وأشار رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة الجزيرة إلى تواجد شخصيات سياسية من جنوب كردستان ضمن الوفد الذي زار مدينة عفرين, حيث شاهدت تلك الشخصيات "المجازر التركية المرتكبة بحقّ مدنيي عفرين" متابعاً أنّ الهدف من كلّ هذه المجازر هو "حرب إبادة ضدّ الشعب الكردي وتغيير ديموغرافيا منطقة عفرين برمّتها, تماماً كما فعلوا في لواء اسكندرون, ومؤخّراً في جرابلس ومناطق أخرى في شمال سوريا, وما رفع العلم التركي على مركز ناحية جنديرس إلّا خير دليلٍ على الأهداف التركية التي تقف خلف هذا العدوان الوحشي على عفرين", منوّهاً إلى المجزرة التي ارتكبت اليوم, حيث تزامنت مع ذكرى مجزرة حلبجة (العام 1988), واعتبر أنّ توقيت هذه المجزرة ليست "محض صدف, بل هي رسالة تركية واضحة على استمرار استهداف وجود الشعب الكردي".
ونوّه صاروخان إلى أنّه وخلافاً لحالات الحروب, فإنّ الأغلبية من شعب عفرين "متمسّك بخيار مقاومة قوى الاحتلال, بل قامت وفود عديدة تضمّ مثقفين, شعراء, كتّاب وغيرهم من أبناء شعوب روج آفا والشمال السوري بزيارة عفرين تعبيراً عن دعمهم لمقاومة العصر ضدّ الدولة التركية والفصائل الإرهابية", موضحاً بأنّ من يقوم بحماية عفرين "هم أبناء المدينة الذين انضمّوا لصفوف وحدات حماية الشعب والمرأة للدفاع عن أرضهم, ورأينا بأعيننا جنازات عددٍ من الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم وهم يقاومون قوى الاحتلال".
وعبّر صاروخان عن شكّه "تجاه الصمت الذي يبديه النظام السوري حيال العدوان التركي على عفرين, حيث اعتبر عدم تحرّك النظام ضدّ تركيا هو موافقة على فكرة تقسيم سوريا, هذه الفكرة التي تدعمها إيران وروسيا باعتبارهما شريكتان في الحرب التركية".
وختم رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة الجزيرة حديثه بتوجيه نداء عاجل للأمم المتّحدة والمنظمات الإنسانية الدولية "لتحمّل مسؤولياتها والتدخل فوراً لوقف المجازر المرتكبة بحقّ مدنيي عفرين, وإيقاف حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الكردي على يد الدولة التركية", ملفتاً إلى القرار الصادر من برلمان الاتحاد الأوروبي, الذي دعا فيه تركيا لوقف هجماتها على عفرين ووقف الحرب القائمة, مستدركاً "إنّ مثل هكذا قرارات غير كافية إن لم تقترن بخطوات عمليّة جادة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الوفد الذي ضمّ إداريين من مقاطعة الجزيرة وسياسيين من جنوب كردستان لا يزال متواجداً في عفرين, حيث يتابع الوضع الإنساني المأساوي جرّاء عمليات القصف العشوائي التي تقوم بهل الدولة التركية وإرهابيي الفصائل المسلّحة عن كثب.