أشارعضوالمجلس العام لحزب سوريا المستقبل عبد الفتاح فاطمي من خلال حوار مع وكالة فرات للانباء،بأن تجربة الإدارة الذاتية لم تكن تتطالب بمطالب لمكون معين أنما لكل مكونات المنطقة، بدءً من الشعب السرياني، الأرمني، الآشوري، العربي والكردي،وبأن الإدارة الذاتية كانت تطالب بحقوق هؤلاء المشروعة المستقبلية لأجل بناء سوريا ديمقراطية وتعددية، ولكن المصالح الإقليمية التقت مع المصالح الدولية وتم بيع المدن السورية والجغرافية السورية قطعةً قطعة.
والى نص الحوار:
في البداية انتم كحزب سوريا المستقبل كيف تنظرون إلى الاحداث الحالية، ما الذي يحدث في مناطق شمال شرق سوريا؟
بكل تأكيد النظرة للأحداث الحالية هي امتداد للعبة الدولية التي بدأت من البوعزيزي في تونس ومروراً للخطيب ووصولاً لرأس العين (سري كانيه) وتل أبيض كري سبي، هذه اللعبة أنهت الكثير من الشعوب نتيجة التداخلات الجغرافية، الشعبية، السياسية والاقتصادية، كانت روسيا تأمل في الوصول إلى المياه الدافئة ولكن لم يكن بالإستطاعة لولا تواضع القوى الاقليمية وتم لها ما ارادت، والأن هي تبحث عن مستقر لها وحصة كبيرة من الكعكة السورية.
طبعاً نعتبر هذه العملية بمثابة طعم او خطة للنظام التركي، أردوغان كان كالثور الهائج لم يكن يسمع كل الاصوات التي تخاطبه، حتى المعارضة الداخلية بعد الانقلاب الذي حصل في عام 2016 والتي سميت بانقلاب الكلاديو (الدولة العميقة) سواء كان حلف الاطلسي مشاركاً فيها او لم يشارك في كل الاحوال الماسونية العالمية هي التي وجهت الانقلاب، ادخلت واقحمت تركيا في هذه اللعبة بدون ان يكون للشعب التركي إرادةً فيها، ونلاحظ ذلك من خلال الانتخابات البلدية الأولى والثانية التي خسر فيها أردوغان بما يقارب مليون صوت، هكذا كانت اللعبة وبالنسبة للنظام التركي كان هو الخاسر الاساسي.
في ظل هذا العدوان كيف تقرؤون الصمت الدولي وخاصة مايحدث يصنف ضمن خرق لسيادة دولة من دول الجوار؟
هناك صمت دولي تجاه الخروقات التي تتم، طبعاً هذه الخروقات منافية لشرائع الأمم المتحدة والقوانين الدولية ولكنها متوافقة مع الاجندات والمصالح الدولية، لأن المصالح الدولية أقوى من القوانين، الحقوق والاخلاقيات الإنسانية لذلك نلاحظ بان دول العالم وخاصةً أوروبا تتفق بين بعضها البعض على المصالح المقسمة بينهم وايضاً بالنسبة للدول الاقليمية يبحثون عن موقع لهم في هذه اللعبة التي تمت في الشرق الاوسط، ونعتبر أن هذه المسائل والمواقف تعتمد على حساب شعوب المنطقة، لأن الشعوب هي الوقود لمصالح الامبريالية والشركات العالمية.
في ظل هذه الأوضاع وهذا العدوان جرى تفاهم بين ق س د وروسيا، وطبعاً في ظل تقاعس قوات التحالف في حماية شركائها في الحرب على الداعش كيف تنظرون إلى هذا التفاهم؟
بالنسبة للأتفاق الذي حصل مابين روسيا وقوات سوريا الديمقراطية تحديداً هو اتفاق عسكري طبعاً،الذي بين بأنه هناك ثلاثة بنود، ولكن هذه الاتفاقية سوف ينتج عنها حوار وطني سوري سوري، مجلس سوريا الديمقراطية أو الاحزاب المنضوية تحتها والنظام السوري في دمشق، ونحن متفائلين بأن نستقبل هذه الحوار لأنه منذ البداية كنا نقول نحن وجهتنا هي العاصمة دمشق، ولكن النظام لم يكن صادقاً في حوارته وفي لقاءاته السابقة، ولم يمد يد العون لمجلس سوريا الديمقراطي أو الوفود التي لجأت إلى دمشق نتيجة عدم إرادته في العمل السوري، لأن الفعل هو كان للروس وغيرهم، طبعاً قبل الروس كان هناك حزب الله أو الإيرانيين، وفيما بعد دخلوا الأتراك وغيرهم وغيرهم....الأن حالياً اللعبة أصبحت في يد الاعب الاساسي وهو الاعب الروسي ولا يستطيعون التهرب منها.
لذلك نتأمل أن يكتب للحوارات المستقبلية بين مجلس سوريا الديمقراطي مسد والنظام،النجاح في سبيل خدمة الشعب السوري.
هنالك مقاطع مصورة وصور بثت على مواقع التواصل الاجتماعي لمجازر ترتكبها المجموعات المرتزقة المدعومة تركيا والتي أثبتت بأنها جماعات سلفية وترتكب مجازر عرقية وطائفية بحق مكونات آخرى، لماذا برأيك يصمت العالم أمام هذه التصرفات من قبل العدو التركي وتعاونه مع هذه الجماعات؟
طبعاً المجازر التي تنفذ ونفذت بحق المدنيين هي حقيقةً وتعتبر المواقف مقرفة، عندما يتابع المشاهد مثل هذه المواقف، المجرم، المرتزق السوري مع الأسف الذي يقوم بهذه العملية بإعدام المدنيين وتحديداً الرفيقة هفرين خلف وفرهاد رمضان ويطالب رفيقه بأن يقوم بتصوير عملية الإعدام التي كانت تحصل على يد هذه الميليشيات التكفيرية، نحن نعتبرها تكفيرية لأن التكفيريين تلامذة وأحفاد الأخوان المسلمين ومعلمهم الحالي هو رجب طيب أردوغان.
أما الصمت الدولي، طبعاً هو ليس بالصمت بل أنهم يسمعون، يرون، يعرفون وقد يكونوا مشاركين في هذه الاعيب تجاه شعوب المنطقة لأن اللعبة التي تمت في مرحلة سيفو وانتهت في لوزان عام 1913 سينتهي مفعولها عام 2023، لذلك الحكومة التركية أو الدول المستعمرة خاصة تركيا والتي لديها فوبيا من الكرد التقت مع الفوبيا الإيرانية من الكرد وايضا مع الفوبيا الشوفينية العربية تجاه قضية الشعب الكردي، وهنا الطامة الكبرى أتفق الكل بأن لا يتجاوبوا مع القضية الكردية ومنحهم حقوقاً ثقافية، اجتماعية، انسانية ، علماً بأن تجربة الإدارة الذاتية لم تكن تتطالب بمطالب لمكون معين أنما لكل مكونات المنطقة، بدءً من الشعب السرياني، الأرمني، الآشوري، العربي والكردي، الإدارة الذاتية تطالب لكل هؤلاء بحقوقهم المشروعة المستقبلية لأجل بناء سوريا ديمقراطية وتعددية، ولكن المصالح الإقليمية التقت مع المصالح الدولية وتم بيع المدن السورية والجغرافية السورية قطعةً قطعة.
هنالك حزمة عقوبات أمريكية من المزمع أن تفرض على أركان النظام التركي، هل برأيك ستقف هذه العقوبات أمام أطماع أردوغان في احتلال شمال شرق سوريا؟
هم يقومون باقتطاع مناطق النفوذ الخاصة التي ترضي مصالحهم واجنداتهم ومع الأسف هذا ما حدث الأن، كما أنهم يقومون بتوزيعها بين بعضهم، الماسونية العالمية على رأسها النظام الروسي و النظام الأمريكي وبالنتيجة هي الرأس المالية العالمية.
فيما بعد نتيجة الغليان أو الموقف البطولي من قوات سوريا الديمقراطية تجاه الهجمات التركية والتصدي لها، والتي اربكتهم عسكرياً هي وغيرها من القوى العالمية التي كانت توجه لأجل حرباً ضد الروس أو لأجل القضاء على تجربة الإدارة الذاتية، وهذا الأمر كان خوفاً من امتداد التجربة الناجحة للإدارة الذاتية، لمجلس سوريا الديمقراطية إلى الداخل التركي والإيراني وحتى العراقي أيضاً، وهنا أتفقت هذه الإدارات على أن لا يكتب لهذه التجربة والأستمرارية الناجحة، وقاموا بهذا الموقف الا إنساني تجاه شعوب المنطقة وحتى تجاه شعوبهم لأن شعبهم أولى أيضاً بمنح مثل هذه الحقوق، ولكنهم يؤتمرون بأوامر خارجية من خلال إرادة المصالح الدولية وهم لا يستطيعون الخروج من المهمة المرسومة لهم كدول،وهنا طبعاً تم نوع من الاجماع من قبل الأمريكين والأوروبين،والمجتمع الدولي إلى حد ما وحتى أيضاً الأقليمي، ولأول مرة جامعة الدول العربية تتفق، علماً أن قطر والصومال هما أيضاً وضعتا بدلوهما في هذه القضية وبأنهما موافقتان على الغزو التركي، ولكن الدول العربية الرسمية، والشارع العربي بشكل عام ادانو الغزوة التركية للأراضي السورية، بغض النظر عن ان المنطقة كردية، عربية، تركمانية، سريانية وإلى ما هنالك، وهذا الأمر مرفوض حسب كل الشرائع الدولية وحسب القوانين المحلية والأعراف الاجتماعية، طبعاً نحن نعتبر هذه المواقف إيجابية بنسبة لقضية الشعب السوري، لتجربة الإدارة الذاتية، لتجربة مجلس سوريا الديمقراطية.
ونحن كحزب سوريا المستقبل، نلامس هذا الأمر من خلال فروعنا المتوزعة على كافة الجغرافية السورية والتجاوب في المنطقة الجنوبية أصبح بوتيرة أعلى.
كيف تصف مأساة اللاجئين الفارين من المعارك؟
بالنسبة للأجئين الفارين من المخيمات هم عبارة عن قنابل موت موقوته ولكنها بدون مفعول، فهذه القنابل قد تكون موفقة إلى حداً ما بالخروج والضغط على المجتمع الأمريكي والأوروبي، كي يعرفوا خطورة هؤلاء اللاجئين الفارين من المخيمات وبأنه سيشكلون خطراً عليهم وليس علينا، نحن قاومنا وتمكنا من القضاء عليهم ووضعناهم في هذه المخيمات ولكن دولهم قد تخلت عنهم ولم تقبلهم،نحن قبلناهم واحتضناهم سواء كلاجئين كمهجرين من الداخل والخارج وحتى هؤلاء الذين أتو من وراء المحيطات والبحار، ووضعناهم في المخيمات لكن دولهم تخلت عنهم لذلك الخوف سيكون منهم وليس من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية هذا من جانب، لكن من جانب آخرقد يكونون قنابل موقوتة يتم استعمالهاعند الحاجة من قبل أردوغان أو من قبل الملالي أو من قبل غيرهم من الدول العظمى.
لكن بالنسبة لنا أصبح لنا تجربة واسعة مع هؤلاء اللاجئين الفارين استطعنا احتواء مثل هذه الحالات، والاحتفاظ بكل هؤلاء الأطفال، النساء والمقاتلين في السجون والمخيمات.
كلمة أخيرة إلى أين تتجه الأوضاع برأيك في شمال وشرق سوريا؟
الأمور بتقديرنا ضبابية، لأنه هنالك تجاذبات دولية أكبر من تطلعات شعوب المنطقة، نحن نبحث عن الحق أننا نطالب بالحقوق ولا نطالب بالحروب، نطلب قوة الحجة لا حجة القوة، نحن نريد الحجة القوية يجب على الإنسان أن يعيش حراً ونوجه ندائنا إلى هذه المدينة التي تحتضن تمثال الحرية التي أسمها واشنطن التي حررت أمريكا من الغزاة وتم تنصيب تمثال لهم في ميدان الحرية في واشنطن، كنا نعتبرها قدوة للأحرار لكننا سنعتبرها قدوة للظلام الذين يقومون بظلم الشعوب لأجل الدولارات أو المصالح أو أجندات دولية.
نوجه ندائنا إلى المجتمع الدولي الأخلاقي الصادق الذي يفهم معنى الحقوق ومعنى الواجبات، حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، أن يتركوا هذه الشعوب تنعم بالحياة وبالحرية.
كحزب سوريا المستقبل تطلعاتنا، موقعنا وعملنا كحزباً سياسي، دبلوماسي، تنظيمي لسنا هيئة عسكرية أو منظمة نحن نمارس السياسة نمارس الفكر ونمارس القلم، ونعمل لأجل مستقبل الأجيال القادمة ليس في شمال وشرق وغرب سوريا فقط وليس حتى كتجربة سورية فقط،ونعتبر شهادة رفيقتنا هفرين خلف فخراً لحزبنا ونقدم شهادتها هدية للإنسانية، والذي يفهم معنى الأنسانية التي لاجلها ارتقت روحها إلى السماء وأصبحت شعلة تنير درب الأجيال القادمة، لأجل بناء إنسان ومستقبل جديد لسوريتنا الجديدة من خلال ديمقراطية تعددية لا مركزية برلمانية للأجيال القادمة ولسوريا أجمع.