تحدث الرئيس المشترك لهيئة المالية في الإدارة الذاتية لإقليم عفرين عارف شيخو لوكالة فرات للأنباء عن الوضع الراهن والسياسات والمخططات التي تجري في الشرق الأوسط عامةً وفي شمال وشرق سوريا خاصةً وحول العدوان التركي على مناطقشمال وشرق سوريا قال شيخو:" نظراً للتطورات التي حصلت في العالم من الناحية التكنيكية والمادية كان لابد من إجراء تغييره ليتناسب مع الواقع، بدأ التغيير في منطقة الشرق الأوسط لكن هذا التغيير كان ناقصاً لأنه اعتمد على الإخوان المسلمين الذين كان يحضر لهم بشكل كبير مع نجاحهم في مصر والذين أبدوا فشلهم فيما بعد واستمر هذا العمل في سوريا وتم تشكيل "منظمات دينية" (داعش والنصرة) واستطاعت هذه المنظمات أن تقوم بأعمالها التخريبية من تدمير وقتل وتشريد، لكنها لم تستطع إنجاب أو إنجاز مشروع قادر على تغطية المرحلة اللاحقة ما عدا القتل والتدمير لذلك نراها فشلت، ولن تستطع داعش أن تصمد".
وأضاف شيخو" إلى جانب ذلك كان هدفهم ومنذ البداية هو إشعال فتيل نار قومي أو ديني، النار القومية أخمدت ولم تأتي بنتيجة فهم أرادوا بتوسيعها على نطاق أوسع وخلق قتال وفتنة ما بين الكرد والعرب والترك والكرد لكنه فشل والسبب يعود الى تمسك الكرد بمبدأ الإخوة الكردية العربية والتمسك بالمبادئ الإنسانية وإخوة الشعوب وثانياً إصرارهم على التمسك بأرضهم والمقاومة التي أبدوها والتي ترفع لها القبعة وبالأخص المرأة الكردية والمقاومة العنيفة التي أبدتها، ولذلك جميع هذه المخططات فشلت وبكل طبع أردوغان من كان يترأس هذه المهمة وإلى الآن أردوغان لم يستطع إنجاز مهماته ومخططاته عدا التخريب والقتل والدمار والتشريد وهذا غير كافي بالنسبة للمشروع الجديد".
وأشار شيخو إلى أنه ومن خلال فشله نرى بأن العالم بدأ يتراجع ويتفهم الواقع فما حصل في عفرين والتوافق الدولي لن يتكرر ولن يحصل في شمال وشرق سوريا والعدوان التركي الذي يجري في هذه الأثناء لن يجد اي تعاطف دولي بل نرى بأن الدول بدت تقف بوجه أردوغان، فهو وإلى اليوم الحالي فشل في إنجاز جميع مهماته سواءً في سري كانيه أو كري سبي فهو يريد بإسكان ثلاثة ملايين لاجئ سوري اللاجئون الذين كانت لهم منازلهم وأموالهم وهويتهم في تلك المناطق كما يدعي، فكان المطلوب من أردوغان وضع هؤلاء اللاجئين في شمال وشرق سوريا لخلق منطقة صناعية تأوي الصناعات الدولية بحيث يكون هؤلاء اللاجئين عمال ليس لهم لا قومية لا دين لا حق سوى أنهم عمال ولكن من الواضح أنهم فشلوا في إنجاز هذا المخطط أيضاً بسبب المقاومة العنيفة وتمسك الكرد والعرب والسريان وغيرهم من القوميات والإثنيات بوحدتهم الوطنية والتاريخية.
وأوضح شيخو بأن الوضع الدولي مقابل ذلك مجبر وأجبر على التخلي عن مبادئه وخططه الأولية، فنحن اليوم أمام خطط وتحالفات وقرارات جديدة في الشرق الأوسط وهذا ما سيحدث وكما أرى بأن مهمة أردوغان انتهت بالفشل وأن الكرد وبتمسكهم بشهدائهم وأرضهم ومبادئهم والذي هو المبدأ والطرح الوحيد حتى الآن على الطاولة لحل قضايا ومشاكل الشرق الأوسط والعالم مبدأ الأمة الديمقراطية وإخوة الشعوب هي وحدها الموجودة على الطاولة؛ وهناك من يحاول التلاعب بها وترقيعها هنا وهناك لكن من خلال الحرب الدائرة في سري كانيه ومقابل ذلك هذا المبدأ صمد وسيبقى صامداً.
وأشار شيخو إلى الموقف المتأرجح لروسيا وأميركا وعدم اتخاذ موقف جدي بصدد ما يجري ومواقفهم مازالت عبثية وتعتمد على الماضي بالرغم من تأثرهم بالواقع بتمسك الكرد بأرضهم والبطولات الكردية العربية، لكن ما يبدو أن انسحاب أميركا من سوريا خلفت وراءها مسائل جدية ألا وهو دفع أردوغان لارتكاب المذابح بحق الشعب وفتح الطريق لروسيا في الشرق الأوسط الذي نراه اليوم في السعودية والخليج وهذا ما أجبر صناع القرار في أميركا على مراجعة وتقييم ما حدث، لذلك نرى هناك تخبط في السياسة الدولية والأميركية تجاه الكرد.
وأكد شيخو على أنه مع كل ما جرى يبدو أن سياسة الكرد هي الصحيحة وهي التي ستستقطب وتجلب كافة الأمم والإدارات والسياسات لتنضم إلى سياسة إخوة الشعوب والأمة الديمقراطية التي من خلال تجربتها البسيطة في شمال وشرق سوريا أثبتت بأنها الأصح والأقوى والأجدر في علاج مشاكل الناس من جميع مكوناته ضمن المنطقة ويبدو أن هذا بات قريباً وما يجري من تنديد بأعمال أردوغان يشير إلى ذلك.
وأنهى الرئيس المشترك للهيئة المالية في الإدارة الذاتي لإقليم عفرين عارف شيخو حديثه بالقول:" الموقف الذي أبدوه أهالي شمال وشرق سوريا موقف يفتخر به وإخوة وتكاتف وخاصةً العنصر النسائي المعروف بشرقيته في دير الزور والرقة والطبقة والوقوف جنياً إلى جنب مع المناطق الكردية في الدفاع عن المنجزات والأراضي المتواجدين فيه عبر التاريخ فهذا شيء عظيم والذي سيستمر حتى النصر وهذا دليل على فشل السياسة الخارجية التي أرادت أن تنفذها في الشرق الأوسط".